دويتشه فيله: السيسي ومعضلة حماس
برلين - (دويتشه فيله):
التضامن مع الفلسطينيين يعبتره المصريون من المصالح العليا لدولتهم، ولذلك تسعى القاهرة للوساطة كلما نشب صراع بين إسرائيل والفلسطينيين مثلما حدث في ظل حكم الرئيس الإسلامي مرسي. لكن الزمن تغير الآن في ظل حكم السيسي.
تم مجددا فتح معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة. ورغم أنه مفتوح الآن فقط لعبور الجرحى الفلسطينيين للعلاج في المستشفيات في سيناء، إلا أن ذلك يعد خطوة أولى تساهم بها مصر في تهدئة الصراع بين إسرائيل وحماس الحاكمة في قطاع غزة.
الحكومة الإسرائيلية والرئيس الفلسطيني محمود عباس يودون لو أن مصر توسطت بين المعسكرين المتحاربين، تماما كما فعل في عام 2012، الرئيس الإسلامي محمد مرسي، عندما اندلعت لمدة ثمانية أيام حرب بين وحماس وإسرائيل، لكن الدلائل اليوم مختلفة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ويقول سعيد اللاوندي خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية في القاهرة."المصريون ليس لديهم تعاطف كبير مع حماس، لكن الحكومة ترى أن المشكلة الفلسطينية مشكلة كل العرب ولهذا لابد لمصر أن تتدخل" .
حماس كعدو للدولة المصرية
حماس هي فرع من جماعة الإخوان المسلمين؛ العدو رقم واحد للحكم في مصر. وتتعامل الحكومة المصرية مع حماس بنفس القدر من الشدة التي تتعامل بها مع الإخوان المسلمين. وفي مارس/ آذار هذا العام، أصدرت محكمة في القاهرة حكما بحظر المنظمة (حماس) في مصر ومصادرة كافة ممتلكاتها. ضربة قاسية لحماس ستؤدي تدريجيا إلى فقدان مانحين مهمين.
علاوة على ذلك بدأ الجيش المصري مباشرة بعد الإطاحة بمحمد مرسي في يوليو من العام الماضي في تدمير الأنفاق غير الشرعية بين سيناء وقطاع غزة، التي كانت بمثابة المصدر الوحيد لقطاع غزة للحصول على إمدادات دون الاعتماد على إسرائيل. وقيل إن السبب هو أنه يجري عبر هذه الأنفاق تهريب أسلحة تهدد الوضع الأمني في مصر.
وقد تكرر في الأشهر الماضية وقوع هجمات في سيناء، ويعرب سعيد اللاوندي عن قناعته بأن تلك "الأحداث تنسب إلى حماس." ويقول "مصر لديها مصلحة في الوضع الأمني في فلسطين، لأن البلد هو جارنا المباشر الوضع هناك جزء لا يتجزأ من أمن مصر القومي وبالتالي فإن مصر مهتمة دائما بالوساطة بين الأطراف المتنازعة".
وضع صعب بالنسبة للسيسي
لكن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي متحفظ في الوقت الراهن. وقال على لسان المتحدث باسمه إيهاب بدوي إنه يدين الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة وأن مصر "تعمل مبدئيا لحماية المدنيين الأبرياء في فلسطين".
لكن السيسي يواجه وضعا صعبا. ويبدو أن الهجمات الإسرائيلية في المعركة ضد حماس مسألة تلقى ترحيبه، إذ من شأنها أن تواصل إضعاف حماس بشكل كبير علما بأنها (حماس) متعثرة أصلا. وفي المقابل فعندما توقع الهجمات الإسرائيلية العديد من الضحايا المدنيين، فإن ذلك يدفع الفلسطينيين مرة أخرى إلى أحضان المتطرفين.
وعلاوة على ذلك فإن التضامن مع الفلسطينيين يعتبر من المصالح العليا للدولة المصرية. ولهذا يسود في مصر بين الجميع اتفاق على إدانة التدخل الإسرائيلي بصرف النظر عن التوجهات السياسية.
مصالح مصرية مع إسرائيل
وهكذا كتب نادر بكار المتحدث باسم حزب النور السلفي على موقع تويتر متحدثا عن "تفجير وحشي في غزة" و"عقاب جماعي لمدنيين عزل وأطفال أبرياء". أما حركة "6 أبريل"، الحركة الديمقراطية الليبرالية، فقد طالبت المصريين بإرسال مواد إغاثة إلى غزة، كما انتقدت الحركة أيضا تواصل صمت الرئيس السيسي تجاه الأحداث في غزة.
وربما يكون لدى السيسي سبب آخر في موقفه من الحرب الراهنة بين اسرائيل وحماس، وهو أن مصر تأمل في الغاز الإسرائيلي. ولو تحقق الاتفاق المخطط له بين مجموعة BG البريطانية وإسرائيل، فمن الممكن أن يمد حقل لفياتان الموجود قبالة الساحل الإسرائيلي مصر بالغاز. فرصة مغرية في أوقات تعاني فيها مصر من نقص مزمن في الطاقة.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: