صحيفة اسرائيلية: حماس ليست متلهفة على الهدنة مع الإسرائيليين
غزة – (أ ش أ):
رأت صحيفة ''تايمز أوف اسرائيل'' أنه على الرغم من الدمار في غزة، وعدم قدرة حركة حماس على إلحاق الخسائر بإسرائيل، مازالت حماس تأمل في الحصول على الكثير من المكاسب مع استمرار القتال.
وقالت الصحيفة الاسرائيلية - في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين - كانت هناك عدة توجهات لبعض الشخصيات الهامة في اسرائيل، وفي مقر القيادة العسكرية في كيريا وفي الجيش الإسرائيلي على مدى اليومين الماضيين تفيد بأن ''حماس لا تشعر بالإحباط'' و''حماس تريد وقف اطلاق النار.''
فمن حيث المبدأ إنهم على صواب ولكن مع تلك التصريحات يجب الوضع في الاعتبار اثنين من المحاذير الهامة التي قد تمنع توقف القتال.
وأضافت الصحيفة أولها أن الأضرار التي لحقت حماس، على الأقل حتى الآن، كانت محدودة للغاية. ولم يطل القصف الإسرائيلي أحدا من كبار القادة السياسيين أو العسكريين .
وفي الوقت نفسه، ظلت قدرة حماس على اطلاق صواريخ على اسرائيل هائلة، وكذلك عمل نظام القيادة. ووفقا لتقديرات مسؤولي الدفاع الإسرائيلية، فقد دمر الجيش الإسرائيلي ما يقرب من 3 ألاف صاروخ مما يعنى انخفاض عدد الصواريخ في ترسانة حماس ولكن تكمن المشكلة - حسب الصحيفة - في أن حماس لا تزال في حيازتها سبعة آلاف صاروخ وهو ما يكفي لمواصلة القتال لأسابيع.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك مسألة أخرى لا تقل أهمية بالنسبة لحماس، وتجاهلها صانعي القرار الإسرائيليين هو الرأي العام الفلسطيني والعربي. فقبل بضعة أسابيع كان البعض يري حماس على أنها منظمة ضعيفة وكان النظام على وشك الانهيار، وكانت الحركة ككل قد فقدت دعم الجمهور في الضفة الغربية وقطاع غزة. وببساطة، لم يكن أحد في العالم العربي على استعداد للمراهنة على حماس.
ولكن في أقل من أسبوع، أصبحت حماس محبوبة من قبل وسائل الإعلام العربية، فصارت البطل الشعبي الذي أمطر تل أبيب وحيفا، ومفاعل ديمونا بوابل من الصواريخ. ولكن هذا ما لا يضعه القادة السياسيون والعسكريون في إسرائيل نصب أعينهم. فبينما قد تكون حماس محبطة لعجزها عن إلحاق خسائر بإسرائيل، إلا أنها تحتفل بشعبيتها المنتعشة حديثا في غزة وبين العرب والفلسطينيين جميعا، وتعرف حماس أيضا أنه في ظل أي تسوية مستقبلية، مصر ستضع شعبيتها في عين الاعتبار ولن تكون قادرة على تجاهل القطاع مرة أخرى.
أما التحذير الثاني فهو أن حماس عازمة على إملاء شروط وقف اطلاق النار فبعد يومين فقط من القتال، دعا أعضاء الجناح العسكري للجماعة في مؤتمر صحفي صرحوا فيه بمطالبهم إلا أن الجانب الإسرائيلي فسره على أنه علامة على الضعف ولكن هناك سبب للاعتقاد بأن هذا ليس بالضرورة التقييم الأكثر دقة. بل بالأحرى تتمنى حماس أن تقدم إلى الشعب أسباب إطلاق الحملة.
فمنذ ذلك الحين حماس قد كررت تلك المطالب مرارا وتكرارا، بما في ذلك يوم الاحد عندما قال سامي أبو زهري المتحدث باسم الحركة أن عرض إسرائيل ''الهدوء مقابل الهدوء'' غير مقبول لحماس.
وخلافا لرأي بعض كبار المسؤولين الإسرائيليين، حماس لا تبدو في حالة من الذعر أو على وشك الانهيار. بل وعلى العكس من ذلك: معظم من يتواصل مع حماس في هذه الأيام يرون أن حماس لا تريد وقف القتال دون تحقيق إنجاز كبير.
وتتساءل الصحيفة الإسرائيلية: ما الذي قد يحدث انجازا كبيرا. فقد قال عضو بارز في حماس ان منظمته تصر على الإفراج عن المعتقلين الذين أطلق سراحهم في إطار صفقة جلعاد شاليط واعيد اعتقالهم مرة أخري بعد اختطاف ثلاثة مراهقين اسرائيليين في يونيو الماضي. وتشير الصحيفة إلى أن إسرائيل لن تتسرع في قبول هذه الفكرة.
وما لا يقل أهمية فى أعين حركة حماس هي مسألة فتح معبر رفح بشكل دائم إلى مصر. إلا أن إسرائيل هنا تعتمد على إدارة القاهرة. وفي الوقت الراهن، على الأقل، تقول الصحيفة '' إن القاهرة تطالب في مقابل فتح المعبر بشكل دائم، أن توافق حماس على تمركز قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية ، بالإضافة إلى ذلك، يطالب المصريون بنشر قوات عباس على طول محور صلاح الدين، الذي يمتد على طول الحدود بين مصر وغزة ، وقد تظهر مشكلة أخرى وهو أنه من المتوقع أن تطالب القاهرة، في إطار هذا الاتفاق، بتسليم 30 مطلوبا من أعضاء التنظيمات الجهادية الذين يختبئون في غزة''.
وتابعت الصحيفة قائلة '' وليس من المتوقع أن تعارض إسرائيل فكرة فتح معبر رفح ولكنه من غير الواضح حتى الآن موقف حماس من نشر أفراد السلطة الفلسطينية هناك. فبوجود مسلحين من حكومة فتح ستكون بذلك الإشارة الأولي لعودة، بطريقة أو بأخرى، عباس إلى قطاع غزة'' .
واختتمت الصحيفة الإسرائيلية قائلة ''من الصعب أن نتصور سيناريو توافق فيه حماس على مثل هذه الشروط. وحتى لو لم توافق، فمن المشكوك فيه أن يستمر لفترة طويلة وهنا تكمن المشكلة: فبدون تغيير كبير في وجهات نظر حماس سوف تكون فقط مسألة وقت قبل الجولة القادمة من القتال ضد غزة''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: