لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مجلة أمريكية: نتائج ثورات الربيع العربي خالفت توقعات الجميع

02:17 م الأربعاء 16 يوليو 2014

ثورات الربيع العربي

كتبت- هدى الشيمي:

ذكرت مجلة "وورلد أفيريز" الأمريكية أن بعد اندلاع ثورات الربيع العربي في نهاية عام 2010، ظهرت روايتين في الغرب بخصوصها.

فأوضحت المجلة أن الرواية الأولى والتي حملها المتفائلون، الذين قالوا إن الثورات هي انطلاقة للديموقراطية، وأن دول شمال أفريقيا تسير على خطوات أوروبا الشرقية بعد قيام الثورات المناهضة للشيوعية عام 1989.

أما الرواية الثانية فحملها المتشائمون، والتي ترى أن الثورات الربيع العربي ستجعل من الدول إيران جديدة، وستقوم باستبدال الدكتاتوريين العلمانيين بأنظمة إسلامية أكثر قمعا.

وترى المجلة أن تلك الروايتين خاطئتين، لأن الأحداث التي أعقبت الثورات كانت مخالفة تماما لأي توقعات.

كما أشارت المجلة إلى أن ثورات الربيع العربي خلقت أحداثا ليست متشابهة على الرغم من وقوعها في نفس الوقت، فكل دولة قامت بها ثورة في شمال أفريقيا أو الشرق الأوسط تعاني تغيرا كبيرا، وكل منها تذهب في اتجاه مختلف، ولكل منها تاريخها الخاص بها.

ولفتت المجلة إلى أن تونس أثبتت للمتشائمين أنهم مخطئين، ومصر التي سارت على خطاها، أكدت على أن المتشائمين والمتفائلين على خطأ.

فاستطاعت تونس عزل رئيسها السابق زين العابدين بن علي بأقل الطرق عنفا، وأجرت انتخابات حرة ونزيهة في عام 2011، جلبت إلى السلطة حزب النهضة الإسلامية –أحد فروع الإخوان المسلمين-.

ولفتت الصحيفة إلى معارضة الليبراليين والعلمانيين في تونس حزب النهضة، مما أدى إلى تخلى الإسلاميين عن فكرة بناء دولة دينية، وقبلوا إقامة دولة مدنية علمانية.

ولم يكن ذلك كافيا بالنسبة للأغلبية، ففي يناير الماضي، واجه حزب النهضة في تونس، هجوما شديدا من قبل الليبراليين واليساريين، مما دفع الحكومة إلى الاستقالة في وقت لاحق.

وبحسب المجلة، في الشهر الماضي اعتمدت تونس أكثر الدساتير الليبرالية في العالم العربي، وقال عليه الرئيس اليساري منصف المرزوقي "نحن نؤكد انتصارنا على الديكتاتورية".

وفي مصر، لم يصوت المصريين لصالح المرشحين العلمانيين للرئاسة مثلما حدث في تونس، حيث حصل مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي على 51% من الأصوات، وتولى رئاسة الجمهورية.

وتابعت المجلة قائلة "حصل حزب النور السلفي على أربعة وعشرين بالمائة من الأصوات البرلمانية، مما يؤكد على اتجاه المصريين إلى التونسيين، وابتعادهم عن العلمانيين مثلما حدث في تونس".

ووفقا للمجلة، فإن استحواذ مرسي على السلطة، وعدم أهليته لحكم مصر، واتباع سياسة طائشة في الحكم، اشعل غضب المصريين ومن ضمنهم المحافظين والاسلاميين، فنزلت الملايين إلى الشوارع من أجل عزله، مثلما عزلوا حسني مبارك من قبله.

وبعد عزل مرسي، قام المصريين بانتخاب المشير عبد الفتاح السيسي واحتفلوا بتنصيبه، واعتبروا وصوله للرئاسة تصحيح لمسار الثورة، بحسب ما ورد في المجلة.

وترى المجلة، أن مصر لم تستطع أن تكون مثل إيران، ولم تستطع القضاء على الديكتاتورية وتطبيق الديموقراطية، ولكنها عادت إلى النقطة التي بدأت منها، فالإخوان المسلمين محظورين ومعزولين سياسيا، ومؤيدي النظام الجديد لا يختلفوا كثيرا عن مؤيدي نظام مبارك أو مرسي، بل هم أسوء منهم.

وشبهت المجلة نظام السيسي بنظام زعيم الاتحاد السوفيتي جوزفين ستالين، وخاصة بعد صدور أحكام بالإعدام الجماعية على أكثر من 500 من مؤيدي جماعة الإخوان المسلمين.

وبالنسبة لليبيا وسوريا، تقول الصحيفة إنهم مختلفين تماما عن باقي الدول العربية، كما أنهما مختلفان عن بعضهما البعض، ولكنهما يجمعها شيء واحد مشترك وهو أن الثورات من قام الثورات لم يرغب فقط في الإطاحة بالرؤساء الديكتاتورين مثل بن علي ومبارك، بل كانوا على استعداد بالتغيير عن طريق التحولات الدامية، بحسب ما ورد في المجلة.

فتقول المجلة إن ليبيا التي كان لديهم معمر القذافي، لم يتبعوا نفس خطوات التي سار عليها العرب في مصر وتونس، فاستبدلوا اللافتات والشعارات، بالبنادق وألقوا القبض على الزعماء والسياسيين.

وتؤكد المجلة على انتقال لبيبا من مرحلة الاستبداد إلى مرحلة الفوضى، فلم تستطع الحكومات الضعيفة التي وصلت إلى الحكم بعد قيام الثورة الليبية بالسيطرة على أعمال العنف التي تقوم بها المليشيات الليبية المسلحة.

واعتبرت المجلة نظام بشار الأسد أكثر الأنظمة وحشية وقمعا بين جميع الأنظمة في الدول العربي، منذ انتهاء نظام الرئيس العراقي صدام حسين، فتسود الانقسامات الطائفية بلاده وتكثر النزاعات على حدودها.
وبررت المجلة قوة الأسد بحصوله على اصدقاء لديهم نفوذ وقوة، ومن بينهم كبار القيادات في الجيش السوري، على عكس معمر القذافي الذي انقلب عليه الجيش الليبي بأكمله.

وفي إذا كانت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي دعموا المتمردين السوريين منذ البداية، لكانت سوريا الآن أشبه بالعراق، ولكنها على الرغم من ذلك سيكون حالها أفضل كثيرا مما هي عليه الآن، بحسب المجلة.

ومن جانبها، تؤكد المجلة على أن الوقت قد فات الآن بالنسبة للتدخل الأمريكي بالتعاون مع حلف شمال الأطلسي، مؤضحة أن أي قرار من القرارات لن يجعل الأوضاع أفضل.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان