محافظ الموصل يروي كيف سقطت المدينة العراقية
كتبت – سارة عرفة:
روى محافظ الموصل أثيل النجيفي قصة سقوط المدينة منذ سنوات بسبب فساد الضباط وتغاضي الحكومة الأمريكية عن عمليات التهريب الكبرى التي كانت تنفذها داع، فقال النجيفي لصحيفة الحياة اللندنية إن داعش فرضت إتاوات على التجار والشركات.
ونقلت الصحيفة عن أحد التجار الهاربين قوله: ''بآن هذا التنظيم يشبه وجود دولة داخل الدولة''.
وقال النجيفي إن رئيس الوزراء نوري المالكي رفض الاستماع إلى معلومات قدمها إليه عن تورط ضباط كبار في الاستخبارات في تسهيل عمل داعش في الموصل، وتهريب النفط عبر منطقة عين الجحش.
وأضاف أن ''ضباط الاستخبارات في الداخلية والفرقة الثانية كان اختصاصهم ابتزاز المقاولين والمتعهدين وأصحاب مواقف السيارات ومحطات الوقود''.
وتابع: ''أرسلت المحافظة كتباً رسمية إلى قيادة العمليات وإلى وزارة الدفاع والقيادة العامة للقوات المسلحة وأشرت إلى وجود هذه التجاوزات، وكانت مشكلتنا دائماً ان المواطنين يخشون التقدم للشهادة في أي تحقيق ولم يكن ذلك ضمن صلاحياتنا لأن رئيس الوزراء يمنعنا من توقيف أي ضابط إلا بعد موافقته.
وأبلغ مصدر في مكتب النجيفي تفاصيل اضافية ''للحياة''، فقال إن ''ضباطاً في الاستخبارات، كانوا يسهلون مرور شاحنات النفط المهرب من خارج حدود المحافظة، فضلا
عن تأمين مكان لبيعه وتسهيل دخول تجار أومافيات التهريب إلى مناطق إلى الأطراف، علماً أن أولئك التجار من قادة الصف الثاني في داعش. وهؤلاء كانوا يحصلون على معلومات عن توزيع القطعات الأمنية والعسكرية في عموم المحافظة إلى جانب عددهم وعدتهم مقابل عمولات كبيرة''.
مثل هذه المعلومات ليست مفاجئة، فأهالي الموصل يتحدثون منذ سنوات عن دولة داخل الدولة اقامتها داعش، بتسمياته المختلفة، سواء في ظل وجود الجيش الأمريكي، أو في ظل الحكومات المحلية، ومع وجود الجيش.
وقال تاجر كبير من أهالي الموصل، رافضاً ذكر اسمه للصحيفة إن ''التنظيم كان يحصل اموالاً طائلة كضرائب شهرية ثابتة من كل التجار وأصحاب المصالح والمقاولين، اضافة
إلى نسبة 20 في المئة من أرباح أي مقاولة حكومية''.
وزاد ''حتى المقاولون الذين كانوا يعملون مع القوات الأمريكية كانوا يدفعون هذه الضريبة إلى عناصر التنظيم أو من يطلقون على أنفسهم الجباة، إذ كانوا يتجولون بشكل علني ويحصلون الأموال تحت انظار الجيش الأمريكي سابقاً، وبرعاية الجيش العراقي حالياً''.
أثيل النجيفي قال في اتصال مع ''الحياة'' أمس إن ''الفساد جزء أساسي من حكاية سقوط الموصل، والمعلومات التي ذكرتها لا تشكل سوى جزء من منظومة كبيرة طالما حذرنا
منها بطرق مختلفة ولم تكن الحكومة تستمع إلينا، وكنت من أوائل الذين أشاروا إلى الشبكات الإرهابية السرية التي تخترق الجيش والشرطة''.
من جهة أخرى فإن ماضي ما بات يدعى اليوم الدولة الاسلامية بعد اعلان زعيمه نفسه خليفة للمسلمين، لا يشير إلى امكان استمرار فترة التهدئة بينه وبين الفصائل
المسلحة السنية التي تسيطر على عدد من المدن منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، فأعمال الجباية لم تكن في السابق تقتصر على الموصل، بل انه كان يجبي الضرائب في مدن الانبار
وصلاح الدين وديالى وكركوك، قبل أن تنقلب عليه عشائر تلك المناطق وتشكل ''الصحوات'' ومعظمها من فصائل مسلحة سنية قاتلت القوات الأمريكية.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: