الصحف الجزائرية تنتقد التعاطي الفرنسي مع حادث الطائرة المنكوبة
الجزائر - (أ ش أ):
أثار حادث سقوط الطائرة التابعة لشركة الطيران الجزائرية والمستأجرة من شركة ''سويفت اير'' الإسبانية أزمة بين الجزائر وفرنسا حيث اتهمت الصحف الجزائرية فرنسا بالرغبة استغلال الحادث لأسباب داخلية فرنسية ومحاولة الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند الترويج لحملة انتخابية على حساب الجزائر فيما انتقدت صحف أخرى تحامل الإعلام الفرنسي على الخطوط الجوية الجزائرية وتحميله مسئولية الحادث .
فمن جانبها انتقدت صحيفة ''الفجر'' الجزائرية اليوم الاثنين إشراف فرنسا على التحقيقات المتعلقة بالحادث وإدلائها بالتصريحات الإعلامية والبيانات المتعلقة بهذه القضية لتلغي نهائيا الطرف الجزائري المسؤول القانوني على الطائرة مثلما تلغي أيضا الطرف المالي الذى وقع الحادث في أراضيه.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها بقلم الكاتبة حدة حزام إنه كان من المفروض أن تقوم حكومة مالي بالتحقيقات بنفسها لكن فرنسا ـ التي تبحث عن ذريعة لتبرير بقاء قواتها العسكرية هناك ـ وجدت في حادث الطائرة فرصة لكى تعيد إحكام قبضتها على الساحل من جديد مشيرة إلى أن الجزائر أثبتت ـ من خلال هذا الحادث ـ عجزها في التعامل مع المعلومة الإعلامية رغم الجهود الجبارة التي بذلتها سواء في التحقيق حول الحادث أو في متابعة القضية .. ليس فقط من خلال الوفد الذى يرأسه وزير النقل وإنما من خلال تواجدها الدبلوماسي هناك إلا أن ''البكم'' الإعلامي ـ على حد وصف الصحيفة ـ جعلها تنسحب أمام الحملة الإعلامية التي تقودها فرنسا حول الحادث.
وانتقدت الصحيفة ليس فقط الحملة الإعلامية التي تقودها فرنسا بل التعامل مع الحادث برمته مشيرة إلى أنها تتعامل معه وكأن كل شيء على متن الطائرة ملكها وليس فقط الـ54 راكبا الذين يحمل أغلبهم جنسية مزدوجة إلى جانب الجنسية الفرنسية مما دفع الشعب الفرنسي نفسه إلى التساؤل ـ عبر مواقع التواصل الاجتماعي ـ عن السر الذى ترغب فرنسا في اخفائه بإسراعها إلى تطويق الحادثة والسيطرة على مكان سقوط الطائرة والتحقيقات حولها؟ هل هناك وثائق سرية جدا يحملها ضباطها الذين قضوا نحبهم في الحادث؟!
وأعرب الكاتب عن اعتقاده بأن فرنسا سيطرت على تفاصيل القضية ليس فقط لتبرير وجودها في مالي التي لم تغادره ولن تغادره ما دام هناك أنظمة فاسدة وحكام تعينهم باريس وتقيلهم وقتما شاءت في مالي وفي أغلب بلدان إفريقيا - حسب الكاتب - ، وإنما لتغطى على الخلل التقني إن كان هناك خللا تقنيا حدث، لأن المراقبة التقنية لهذه الطائرة الإسبانية، التي تؤجرها الخطوط الجوية الجزائرية تشرف عليها فرنسا .. وهي ستتحمل حتما جزءا من المسؤولية... فإذا ما اظهرت التحقيقات أنه إلى جانب الصاعقة التي ضربت الطائرة ـ حسبما قال شاهد عين في مكان الحدث ـ هناك خلل تقنى ما، فإن فرنسا ستبحث كيف ستتنصل من المسؤولية وتحملها كاملة إلى الجزائر لتستغل هذه الحادثة فرصة للنهب من جديد، وتفرض على المسؤول القانوني على الرحلة الجوية الجزائرية مبالغ خيالية.
بينما أشارت صحيفة ''النهار'' الجزائرية إلى أن السلطات الفرنسية تحاول استغلال حادث سقوط الطائرة بشكل كبير عبر وسائل الإعلام عن طريق تسليط الضوء عليها واتهام الخطوط الجوية الجزائرية، محاولة منها لضرب استقرارها وتشويه سمعتها عبر العالم مضيفة أن استغلال فرنسا لحادث سقوط الطائرة وضرب سمعتها للنيل منها اعتبرها بعض المتتبعين أنها محاولة لا تعد الأولى من نوعها، حيث أن فرنسا تطمح أن تكون رائدة في النقل الجوي، خاصة إذا علمنا أنه من المرتقب تدعيم النقل الجوي بالجزائر بحوالي 20 طائرة مستقبلا، وهو ما يجعل المنافسة لصالح الخدمات والأسعار.
وقالت إن السلطات الفرنسية تريد التحكم في زمام أمور الحادث المأساوي في كل كبيرة وصغيرة فمن جهة تريد الانفراد بالتحقيق في دولة مالي التي لها كامل الصلاحيات والمخولة قانونا في الانفراد بالتحقيق ومن جهة أخرى تريد ضرب الشركات لكى تكون الرائدة في المجال.
فيما تحدثت صحيفة ''الشروق'' عما قالت إنه سباق محموم من جانب فرنسا لاختطاف ملفات من المفروض أنها ''ملك مشترك'' مع دول أخرى منتقدا استقبال الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند لبعض عائلات ضحايا الطائرة المحطمة في مالي مقدما لهم وعودا بنقل جثامين الضحايا من مالي إلى باريس وهو ما أغضب الجزائر ودفع وزارة الخارجية إلى طلب توضيحات.
وأشارت الصحيفة إلى أن فرانسوا أولاند، يحاول استغلال مأساة الطائرة الإسبانية المؤجرة من طرف الخطوط الجوية الجزائرية، لأهداف انتخابية، ولو بركوب الأشلاء، ولذلك فقد قدم الرئيس الفرنسي، وعودا وعهودا لعائلات الضحايا، بعيدا عن أي تنسيق وتشاور، مع البلدان المعنية، ودون أن يبلغها بهذا القرار ـ الذى وصفته بالاستعراضي ـ وهو ما يثير علامات استفهام وتعجب.
وأضافت ''الشروق'' أن فرنسا استبقت الدول المعنية إلى الصندوق الأسود وزعمت أنها هي أول من عثر على الطائرة المتحطمة وحاولت إيهام الرأي العام الدولي بأنها صاحبة السبق في إعلان الأخبار العاجلة في محاولة مفضوحة للسطو على المعلومات وتوجيه الرأي العام واستغلال الحادثة لأغراض أخرى!
وأكدت الصحيفة أن محاولة ضرب سمعة الجزائر من خلال التحامل على الخطوط الجوية الجزائرية التي تبقى شركة رائدة لا يمكن فصلها عن تطور التصريحات الفرنسية التي بدأت بالإعلان عن العثور على الطائرة ثم العثور على الصندوق الأسود وأخيرا وليس آخرا استقبال أولاند لبعض عائلات الضحايا وإبلاغهم بنقل الجثامين من مالي إلى فرنسا(..).
واكدت ''الشروق'' أن فرنسا ما هي إلا شريك فقط من المجموعة المعنية بالتحقيق والتصريح وإعلان المعلومات، لكن تسرع فرنسا واندفاعها وممارستها الوصاية يفتح الباب للدهشة فيما يعتقد خبراء أمن أن التحركات المريبة والمشبوهة لفرنسا - حسب الصحيفة - بشأن الطائرة تستند إلى مبرر ''إخفاء الحقيقة''، خاصة إذا تعلق الأمر بـ ''عملية إرهابية'' حيث ستكون الضربة وخيمة بالنسبة لمصداقية ''الحرب الفرنسية'' في مالي ''على الإرهاب''، وتداعيات مثل هذه الفرضية على كامل المنطقة التي تسيل لعاب الأمريكيين والفرنسيين، الذين يريدون ''أفغنتها'' لتسهيل وتقنين عملية التدخل فيها!
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: