تايم: مصائب العراق فوائد لأكرادها
كتبت - هبة محفوظ:
قالت مجلة ''تايم'' الأمريكية إن العنف الذي يهدد العراق على يد حركة داعش أتى بثماره على أكراد العراق، والذين أصبحت فرصة استقلالهم بذاتهم في دولة مستقلة عن العراق الأن أكبر بعدما قسمت الحرب البلد إلى ثلاثة أجزاء، سنية وشيعية وكردية.
وفيما عانت المدن العراقية من عنف داعش، وفشل الجيش العراقي في صد أخطار الحركة، حظى الرئيس الكردستاني، مسعود برزاني، بفرصة لا تعوض بمدينة إبريل لإثبات قدرة أكراد العراق على الانفصال وإدارة دولة ناجحة خاصة بهم بالرغم من العنف المنتشر بباقي الدولة.
وأوضحت المجلة أن أكراد إبريل استغلوا انشغال باقي الطوائف من الشعب بالاقتتال الطائفي في بلد خسر بنيته التحتية ولم تعد حكومته على استطاعة بحمايته، فيما عملوا هم على تحسين أوضاع الأكراد عبر برلمان يلبى مطالبهم، وحكومة قادرة على تنفيذ وعودها لهم ودستور محدد يضمن حقوقهم، وهو ما يبشر بنجاحهم في الانفصال عن العراق وخلق دولة أكثر اتزاناً واستقرارً من العراق.
وعن دولة الأكراد وتأمين حدودها التي لازالت غير رسمية، أفادت المجلة أن للأكراد حراس حدود مستقلين بهم، وهم يقومون بعدة مهام بجانب حماية الحدود، خاصةً من قوات داعش حالياً، مثل تسهيل حركة تصدير النفط العراقي بالمناطق التي يعيشون بها إلى مناطق أخرى بالعراق ولخارجه.
وبالحديث مع عدد من الأكراد، استنتجت المجلة عزمهم على التأكد من انفصالهم عن العراق بنجاح، وكما نقلت أيضاً ''إحساسهم بالفخر لاستطاعتهم خلق لغة وثقافة وأرض خاصة بهم وتميزهم عن دونهم من باقي العراقيين، كما أنهم نجحوا في تكوين بنية اقتصادية صلبة، وتأمين ما يكفي من نفط لإنعاشها''.
وذكرت الصحيفة أن أغلب الأكراد ''يتغنون بحب أمريكا، حيث أنها أقدم وأكبر مساند لعملية انفصالهم واستقلالهم بدولة تمثلهم بصورة فردية''.
وبالمقارنة بين الجيش العراقي النظامي وحراس الحدود الأكراد، أفادت المجلة أن الأكراد نجحوا في تأمين حدودهم، وحقول النفط المتواجدة بمنطقتهم، والتي تطمع فيها داعش، في حين فشل الجيش العراقي في تأمين أهم وأكبر المدن العراقية من هجمات داعش.
ومن التحديات التي تواجه أكراد العراق في إعلانهم للحكم الذاتي ترددت الحكومات العراقية المختلفة في مساعدتهم على حدوث ذلك، حث تقوم الحكومات العراقية الرسمية بضمان حقهم بالانفصال في وقت حاجتها إلى مساعدة الأكراد ومساندتهم السياسية، وتقوم بنسيان هذه الوعود حالما تستعيد عافيتها السياسية.
وأضافت المجلة أن من ضمن أسباب صعوبة انفصال الأكراد أيضاً خوف الكثير من البلدان ذات الأغلبية الكردية، مثل تركيا، من تغيير شكل الحدود لتستوعب عدد الأكراد الكبير الذي سينصب بأكمله داخل دولتهم الجديدة بحدودها الصغيرة غير الرسمية بعد، أو تكرار ما سيحدث بالعراق بانفصال أكرادها ببلدان أخرى مشهورة بنسبة الأكراد الكبيرة بها مثل سوريا وتركيا وغيرهم، وهو ما قد يؤدي لزعزعة استقرارهم، حسب تقدير المجلة.
وأردفت المجلة أنه بالرغم من الصعوبات التي تواجه أكراد العراق، إلا إن انفصالهم لا يزال يعد خياراً أفضل لدى معظم الدول من اضطرارهم لقبول خلافة داعش وقائدهم، كما أنها ستضمن لهم مصدر توفير نفط يكفي بعض احتياجاتهم، بعد استيلاء داعش على مراكز النفط بالمناطق التي سيسطرون عليها بالعراق، حسبما توقعت المجلة.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: