مصر تحرق الكتب !!

بقلم- أحمد خضر:

لا يمكن لأي مصري بقى لديه من العقل في ظل هذا التلوث والضوضاء، أن يقبل ما فعلته لجنة الشؤون القانونية بالبحر الأحمر، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، بإعدام عدد من الكتب التي وصفت بـ''الإخوانية''، عن طريق حرقها مهما كانت المبررات، وما تحتويه هذه الكتب.

الوصف الوحيد لما حدث في محافظة البحر الأحمر، وتحديدا في مكتبة مصر العامة بالغردقة، هو ''جريمة''، لا تقل بشاعتها عن الجرائم التي ترتكبها التيارات المتشددة والمتخلفة من حرق وقتل المختلفين معهم، جريمة يتوجب على كل مسؤول في هذا البلد، أن يعتذر عنها ويحقق مع مرتكبيها، بداية من صاحب قرار تشكيل تلك اللجنة، إلى من قام بإشعال النار في الكتب.

القضاء على فكر ''الإخوان''، ليس بحرق الكتب والتخلص منها، ولكن بخلق بيئة عادلة، والقضاء على الظروف التي سمحت بنمو الجماعات الدينية المتطرفة، من خلال القضاء على الفقر وتحقيق العدالة الاجتماعية، والاهتمام بالتعليم والصحة، والقضاء على الفساد، واحترام حقوق الانسان، وبالتالي فإن حرق الكتب هو الطريق السهل مثله مثل الاكتفاء بالحل الأمني في مواجهة الأزمات السياسية.

أن تحرق كتابا مهما كان مضمونه فأنت جاهل بما ينبغي أن تفعله لمواجهة الأفكار التي يحملها هذا الكتاب.. الدولة التي تحرق الكتب، ستحترق بنار الجهل والتطرف، ولكم في التاريخ عبرة وعظة إن كنتم تعقلون.

يكفيك من الخجل وأنت تطالع صحيفة عالمية أو وكالة أنباء تعنون موضوعا بـ''مصر تحرق كتب للإخوان''، مصر تحرق كتب!!.. إنها جريمة بشعة ولا يمكن أن تمر مرور الكرام، وإلا فلا تلومن بعدها كل من يخرج ليحرق الكتب التي تحمل أفكارا تخالف معتقداته، أو أن يحرق أصحاب تلك المعتقدات.. أفيقوا يرحمكم الله

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا