إعلان

فورين بوليسي: من الفائز في حرب غزة؟

04:04 م الإثنين 11 أغسطس 2014

قطاع غزة

كتبت- هدى الشيمي:

رأت مجلة فورين بوليسي الأمريكية أن أكبر خاسر وأكثر من يعاني في الحرب المشتعلة في غزة، هم المدنين الفلسطينين، والذين يبلغ عددهم حوالي 1.8 مليون نسمة، بينهم 53% تحت سن 18.

فتقول المجلة ''قد تستغرق عملية اصلاح ما تم تدميره في غزة عشرات السنوات''، مشيرة إلى تلك الحرب تركت 1800 قتيل، وألاف الجرحى، وعشرات الالاف من النازحين، بالإضافة إلى تدمير الكثير من المباني، والمساجد والكنائس.

وبحسب المجلة فإن الفائز في هذه الحرب سيتضح خلال الأسبوع المقبل، إذا تمكنت الحكومتين من عقد اتفاقية سلام، تحسن الأوضاع الإقتصادية في غزة، وتعيد لها بعض من قوتها وسلطتها، وتحقق الأمن والأمان اللذان ترغب بهما إسرائيل.

وعن طريق الاحداث التي وقعت مؤخرا خلال الفترة الماضية، استطاعت المجلة استخلاص ما ترتب على الأزمة في الجهات الخمسة الأساسية المتورطة في النزاع، وهم إٍسرائيل، وحماس، والحكومة الفلسطينية، ومصر، والولايات المتحدة، والسيناريوهات الخمسة هم:

-إسرائيل:

فتؤكد المجلة أن إسرائيل قامت بالكثير من الأعمال الوحشية، فشبهتهم الصحيفة بالماكينة التي قامت بقطع الأعشاب، ولكنها قطعتهم بوحشية شديدة.

وأشارت المجلة إلى تسبب قوات الاحتلال الإسرائيلي في قتل أكثر من 900 مقاتل من المنضمين لحركة حماس، وقاموا بالقاء أكثر من 3000 صاروخ على غزة.

وتم تدمير 32 نفق من الأنفاق المعروفة، على الرغم من تأكيد الجيش الإسرائيلي على عدم اكتشافهم تسعة أنفاق من بين 12 نفق الأساسي المؤدي إلى تل أبيب.

وفي المقابل لم تخسر إسرائيل إلا ثلاثة إسرائيلين مدنيين، وبالنسبة للاضرار الإقتصادية فأنها كانت بسيطة جدا، بحسب ما ورد في المجلة.

ولفتت الصحيفة إلى الموقف المعادي الذي اتخذته الكثير من الدول العربية تجاه إسرائيل، في نفس الوقت الذي استمرت فيه مصر قرينتها.

ووفقا للمجلة، فإن مظهر إسرائيل الدولي أو العالمي أصبح سيء جدا بعد قيامها بحرب غزة، فتوترت العلاقات بينها وبين أمريكا، وأدت العلاقة التي تجمع بينهما ومنح واشنطن الأولوية لإسرائيل، إلى عجزها عن اصدار قوانين صارمة وقاسية تجاه الحكومة الإسرائيلية.

-حماس:

رأت المجلة أن موافقة حماس على وقف اطلاق النار هذه المرة على الرغم من أن شروطه هي نفسها التي رفضتها سابقا، يؤكد على أن تلك المنظمة الكبيرة والقوية تعرضت لهزيمة ساحقة.

وتعود المجلة لتؤكد على أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي غير متكافئ، وأن فوز حماس في تلك الحرب يكمن في عدم تدميرها تماما، واحتفاظ قياداتها السياسية بقوتهم حتى الآن، وقدرتهم على اطلاق الصورايخ على إسرائيل، وعلى زعزعة أمن واستقرار المواطنين الإسرائيلين، والحكومة الإسرائيلية.

وبحسب المجلة، فإن حماس فازت أيضا للمرة الأولى بمقعد على طاولة المفاوضات في القاهرة، في إطار ما يسمى حكومة الوحدة الوطنية.

وتعتبر المجلة المشكلة الأساسية التي تواجه حماس هي ابتعاد الكثير من الدول العربية عنها، وعزلها السياسي والجغرافي خاصة بعد المشاكل التي جمعت بينها وبين مصر مؤخرا،.

-السلطة الفلسطينية:

لفتت المجلة إلى عدم تمكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس من السيطرة على الموقف الذي استطاعت حماس السيطرة عليها كليا، مشيرة إلى أنها لا تعد المرة الأولى التي تتولى فيها حماس السيطرة.

إلا أن عباس يستفيد من الدعم الخارجي له، حيث تقف معظم الدول العربية ضد حماس، مثل المملكة العربية السعودية، والإمارات، ومصر، والأردن، والذين يحاولون بأقصى جهدهم منح عباس القوة حتى يتمكن من السيطرة على الوضع مرة أخرى.

وأكدت المجلة على أن ما يجمع بين عباس وإسرائيل تحول من المواجهة إلى الدبلوماسية، مشيرة إلى أن نجاح عباس واستمرار مستقبله السياسي، متوقف على اتفاقية السلام المقرر عقدها بين حكومته والحكومة الإسرائيلية.

-مصر:

اعتبرت المجلة الحكومة المصرية الجديدة التي يقودها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أكثر الحكومات تفاعلا مع القضية الفلسطينية، على الرغم من محاولاتهم لتقليل قدرات وقوات حماس، واخراج قطر وتركيا من المعادلة، وابعادهم عن عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية.

وتتابع المجلة كلامها قائلة نجحت مصر في اقناع الطرفين بوقف اطلاق النار، وأصبحت القاهرة الآن مكان انعقاد المفاوضات.

وتصف المجلة مصر بأنها محور السياسة العربية الإسرائيلية، والتي تستطيع الحفاظ على علاقات جيدة بنتنياهو والسلطة الفلسطينية، مما يدفع حماس إلى التأكد من حاجتها إلى القاهرة من أجل الحفاظ على سيطرتها على غزة.

وفي حالة فشل المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المنعقدة في القاهرة، فأن ذلك سيقلل من هيبة من مصر الدولية، إلا أن الصحيفة تؤكد على قدرة السيسي من تعزيز العلاقات الإقليمية الرئيسية مع المملكة العربية السعودية والامارات وإسرائيل، مما يحسن علاقته الحساسة بواشنطن.

-الولايات المتحدة الأمريكية:

قالت المجلة إن الأربعة أسابيع الأخيرة لم تكن الأروع لحظات أميركا الدبلوماسية الشرق الأوسط، حيث أنها خرجت من حرب غزة ضعيفة ومحطمة، وذلك بعد القرارات التي اتخذها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، والذي حاول وقف اطلاق النار لأكثر من مرة ولكنه لم يستطع اقناع أي من الطرفين.

بالإضافة إلى عجز أوباما عن وقف القتال، على الرغم من غضبه وحزنه الشديد على الضحايا المدنيين الأبرياء الذين يقتلون يوميا بدون سبب.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان