مراسلة نيويورك تايمز تحكي قصتها مع الإيزيديين فوق جبل سنجار
كتبت – سارة عرفة:
استهلت مراسلة صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أليسا جيه روبين تقريرها عن معاناة الإيزيديين فوق جبل سنجار الذين فروا إليه هربا من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذي خيرهم بين الإسلام أو القتل بالحديث عن حادثة الطارئة التي تعرضت مؤخرا.
تقول المراسلة ''لو لم أتعرض لحادثة سقوط طائرة الهليكوبتر يوم الثلاثاء الماضي فوق جبل سنجار، فماذا كان بوسعي أن أكتب عن معاناة الإيزيديين؟''.
وأضافت ''كنت سأبدأ، حسبما أعتقد، بهذا الجبل الذي صار موضوع حديث للجميع أخيرا، والذي فر إليه الإيزيديون''.
وأوضحت أنه من الصعوبة المبالغة في تقدير حجم هذا الجبل، الذي يُعدّ من الأماكن المقدسة لدى الإيزيديين.
وتشرح إليسا أليسا جيه روبين أن نطاق الجبل أكبر قليلا من الجبل العادي، حيث يبلغ 60 ميلا طولا وارتفاعه خمسة آلاف قدم، وليس من المستغرب أن عملية الإغاثة، التي لفتت انتباه العالم بأسره، قد فرضت ذلك القدر من التحديات، بحسب قولها.
وأشارت إلى اللواء طيار ماجد أحمد السعدي، وهو ضابط عراقي عربي مخضرم كان يساعد الأكراد في إنقاذ الإيزيديين، وآدم فيرخسون، المصور لدى نيويورك تايمز، موضحة أنها كانت تنتظر طيلة اليوم في قاعدة عسكرية كردية في بيشخابور، بالعراق، انتظارا للطائرة الهليكوبتر التي تقلنا إلى جبل سنجار.
وأضافت أنه اللواء ماجد وصل من طلعته الأولى فوق جبل سنجار ومع حمولة كاملة من اللاجئين الإيزيديين، وقال له أحد الصحافيين من التلفزيون البريطاني: ''لماذا تخاطر بإثقال حمولة طائرتك على هذا النحو؟''، فرد قائلا: ''لقد راجعت أرقامي، وراجعت الوزن لدي، فوجدت أنه من الممكن القيام بذلك''.
وذكرت أنه كان معها عضوة في البرلمان من الطائفة الإيزيدية، ''التي أدمى خطابها الذي ألقته في البرلمان العراقي، بتاريخ الخامس من أغسطس، قلوب الناس''، مشيرة إلى أن البرلمانية كانت تبدو متماسكة للغاية، ومنظمة لأقصى درجة - رغم أنها كانت ترتدي الكعب العالي لسبب غير مفهوم - وكذلك، بالطبع، كانت تشوبها عاطفة غامرة حيال مأساة شعبها، كما كتبت مراسلة نيويورك تايمز.
وقالت إن ''الإيزيديين يشعرون بالخيانة الكبيرة من جانب جيرانهم من العرب الذين عاشوا بينهم لسنوات كثيرة، ولقد انقلبوا جميعا على الإيزيديين حينما جاء تنظيم داعش''.
وأضافت أن ''الكثير من الفظائع التي تعرض لها الإيزيديون لم تكن من المتشددين فحسب، بل من جيرانهم كذلك''.
ونقلت عن اللواء ماجد الذي كان مسؤولا عن تدريب القوات الجوية العراقية قوله إن مساعدة الإيزيديين أهم شيء فعله في حياته، وأكثر الواجبات أهمية خلال 35 عاما من الخدمة في الطيران، مشيرة إلى أن الأطفال الإيزيديون كانوا أكثر ما يؤثر في اللواء ماجد الذي فقد حياته.
ووصفت حال الإيزيديين عندما هبطت الطائرة التي كانت تقلهم، وقالت ''كان الإيزيديون في حالة يُرثى لها. كان بعض من كبار السن بلا أحذية، والأقدام متورمة من كثرة المشي، ونال الآخرين الجفاف تماما، وأصابت حرقة الشمس بشرات الأطفال. والأطفال ذاتهم (الكثير منهم) كانوا يبكون، وخائفين ومرتبكين، وكان بعضهم في صمت عجيب، يغلبهم الخوف''.
وتابعت ''حينما هبطنا على الأرض، كان الأمر مروعا بحق، حيث تجمهر الناس للوصول إلينا. كل أولئك الناس كانوا يريدون بشدة اعتلاء متن طائرة الهليكوبتر ومغادرة ذلك الجبل''.
تسلق عدد كبير منهم الطائرة، معتلين سلم الطائرة الخلفي، ولم يتمكن طاقم الطائرة من إغلاق السلم. فاضطروا إلى إعادة فتحه لينزل منها بعض الناس.
ووصفت المراسلة مشهدا لسيدة وطلفيها اضطر طاقم الطائرة إلى إخراجهم منها نظرا لزيادة الحمولة؛ حيث قالت ''ثم جاءت تلك اللحظة الحزينة؛ أخرجوا تلك المرأة وطفليها خارج الطائرة. كانوا يبكون بشدة، وكانت الأم نحيفة للغاية. كان الطيار شديد التأثر بكل ما يجري. أراد فعلا مساعدة كل هؤلاء الناس، وخصوصا الأطفال''.
بعدها تحطمت الطائرة.
ثم جاءت طائرة إنقاذ أخرى أجلت المصابين. وكان الوحيد الذي توفي هو الطيار، اللواء ماجد.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: