لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

اشتباكات فيرجسون تشتعل عند ضريح ''العبد'' الذي ناضل من أجل حقوق السود

11:29 ص الأربعاء 20 أغسطس 2014

دريد سكوت الذي ولد 1799 كعبد في ولاية فرجينيا

كتبت ـ مروة مصطفى:

من مفارقات القدر أن تقع أحداث فيرجسون الأخيرة بالولايات المتحدة الأمريكية احتجاجا على مقتل المراهق الأمريكي الأسود مايكل براون على يد ضابط شرطة أبيض، على بعد أميال فقط من مكان قبر دريد سكوت الذي ولد 1799 كعبد في ولاية فرجينيا، ورفع دعوى في محكمة سانت لويس لينال حريته – وفقا لبرنامج ديمقراسي ناو'' الأمريكي.

كانت الولايات المتحدة الأمريكية وقتها تتكون من  أحد عشر ولاية جنوبية تبيح العبودية وأحد عشر ولاية شمالية تحرم هذه الممارسة اللاإنسانية.

''دريد سكوت'' كان أحد العبيد الأمريكيين الأفارقة، الذي أخذه سيده وهو ضابط في الجيش الأمريكي، من ولاية ميسوري التي تعترف بالعبودية، إلى ولاية إلينوي الحرة التي لا تعترف بالعبودية حيث عاش فيها مع سيده فترة طويلة.

عندما أمر الجيش الأمريكي سيد ''دريد سكوت'' أن يعود إلى ولاية ميسوري، أخذ معه سكوت، وهناك مات سيده عام 1846، عندها وبمساعدة بعض المحامين من مناهضي العبودية قام سكوت برفع دعوى قضائية للمطالبة بحريته مدعيا انه يجب ان يكون حرا حيث انه عاش على أرض ولاية حرة لا تعترف بالعبودية فترة طويلة.

أحيلت القضية إلى المحكمة العليا، مما أدى إلى قرار تاريخي عام 1857 ، وكان من أسوأ القرارات في التاريخ الأمريكي على الاطلاق، حيث كان مضمونه أن الأمريكيين الأفارقة ليسوا من مواطني الولايات المتحدة، وبالتالي ليس لديهم الحق في رفع دعاوي في المحاكم الفدرالية.

ووصفت المحكمة السود بأنهم ''كائنات أقل شأنا، وغير صالحين تماما للتواصل والارتباط مع العرق الأبيض، سواء في العلاقات الاجتماعية أو السياسية، وبالتالي هم أدنى من أن يكون لهم حقوق يحترمها ويعترف بها الرجل الأبيض''.

وكان لقرار المحكمة تأثيره الصادم على العبيد في امريكا - الذي كان عددهم وقتها يصل إلى 4 مليون عبد- كما أثر ذلك أيضا على الأحرار الأفارقة الأمريكيين، وبدا أن قرار المحكمة يعيد عقارب الساعة للوراء، متناسيا أن السود كانوا أحرارا ولهم الحق في التصويت في خمس ولايات أصلية أمريكية بحسب اعلان الاستقلال عام 1776.

وأصبح هذا الحكم عاملا هاما في الحرب بين الولايات الشمالية التي تحرم العبودية وبين الولايات الجنوبية التي تمارس وتحلل العبودية فيها، الأمر الذي أدى إلى اندلاع الحرب الأهلية الأمريكية بين الشمال والجنوب والتي استمرت لمدة 4 سنوات، والتي كانت أهم نتائجها على الاطلاق هو التعديل الدستوري الذى اعتبر السكان السود مواطنين أمريكيين لهم كل حقوق المواطنين وعليهم واجباتهم و بالتالي ألغى حكم المحكمة العليا السابق ذكره بتعديل دستوري.

ولكن سكوت لم يكن حيا ليتمتع بحريته وبثمار شجاعته، حيث كان قد توفي من مرض السل في يوم 17 سبتمبر عام 1858 عن عمر يناهز 58 عاما.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان