إيكونوميست: شرطة فرجسون تعامل السود كأنهم قوة احتلال
كتب ـ علاء المطيري:
قالت مجلة إيكونوميست البريطانية، إن الشغب الذي يحدث في مدينة فرجسون التابعة لولاية ميسوري الأمريكية بعد مقتل ميشيل براون على يد أحد ضباط الشرطة لا يمكن تبريره، مشيرة إلى أن شرطة المدينة تعامل السود كأنها "قوة احتلال".
وأضافت المجلة في تقرير لها، الجمعة، أنه يجب على ضباط الشرطة ألا يتعجلوا في إطلاق النار على المواطنيين.
وقالت المجلة إن "برامج البنتاجون (وزارة الدفاع الأمريكية) التي تلقاها ضباط الشرطة المحلية جعلتهم يبدون وكأنهم جيوش محتلة وليس خدام للشعب"، مشيرة إلى أن الشعب يحتاج إلى ضباط أكثر قدرة على التجاوب مع احتياجاتهم وتوفير المعلومات التي يحتاجونها أكثر من حاجتهم إلى أولئك الذين يثيرون الخوف في نفوسهم.
وتساءلت المجلة بعد مضي أكثر من أسبوع على اندلاع أعمال الشغب في تلك المدينة، ما الذي يمكن لأمريكا أن تتعلمه من تلك الأحداث؟
وأوضحت المجلة أن الدرس الأول هو أن رجال الشرطة يجب أن يتم تصويرهم.
كما تقول المجلة، على الجانب الآخر، لو كان الضابط دارين ويلسون الذي قتل ميشيل براون في 9 أغسطس الجاري معه كاميرا لعرف الأمريكيون ما الذي حدث قبل إطلاق الرصاص على براون بلحظات، مشيرة إلى أن الفتى البالغ من العمر 18 عاما لم يكن مسلحا.
وعلى هذا الوضع، وفقا للمجلة، هناك قصتان متضاربتان ولا توجد طريقة للاختيار بينهما، فالشرطة تقول أن براون هاجم الضابط وحاول الاستيلاء على سلاحه وأثناء دفاع الشرطي عن نفسه وعن سلاحه أطلق الرصاص على هذا الشاب.
وعلى الجانب الآخر قال أحد أصدقاء براون الذي كان يرافقه أثناء الحادثة قصة مختلفة تماما، مشيرا إلى أن رجل الشرطة التقطه من رقبته في حركة مفاجئة وبعدها أطلق عليه الرصاص أثناء محاولة الخلاص منه بينما كشفت نتائج فحص الجثة أن براون أصيب بـ 6 طلقات، وفقا للمجلة.
وقالت المجلة إن "مقتل براون أدى إلى اشتعال الاحتجاجات التي تحولت إلى أحداث عنف تخللتها أعمال نهب وتخريب للمحال التجارية"، مشيرة إلى أن تجاوب الشرطة كان بدفع عربات مصفحة إلى الشوارع في استعراض للقوة ووجهت بنادقها للمحتجين إضافة إلى استخدام قنابل الغاز لتفريقهم.
وكما تقول المجلة، لم يقتصر الأمر على مثيري الشغب وإنما امتدت للمحتجين السلميين والصحفيين، مشيرة إلى أن رؤية البيض لتعاطي الشرطة مع الحادث يختلف عن رؤية السود.
وأضافت 65% من الأمريكيين السود يرون أن الشرطة تجاوزت كثيرا، بينما يوافق 33% من البيض على ما قامت به، مشيرة إلى أن العديد من المواطنين السود في فرجسون لا يصدقون ما تقوله الشرطة.
ولفتت المجلة إلى إن هناك 3 أشياء يطالب بها السود في أمريكا على المدى البعيد:
1ـ الفصل بين دور الشرطة ودور الجيش:
ونوهت المجلة إلى تصريح أوباما في 18 أغسطس بأنه "يوجد اختلاف بين جيشنا وبين قوة تطبيق القانون المحلية"، مشيرا إلى أن كل منهما له خطوط لا يجب أن يتعداها.
وأضافت المجلة أنه "تم تخطي تلك الخطوط بالفعل في 2012 وفقا لـ إف بي آيه فالشرطة الأمريكية قتلت 409 شخص عندما قتل أحد ضباطها وشرطة بريطانيا لم تقتل أحد ولم يقتل منها أحد، والشرطة الألمانية قتلت 8 أشخاص، والشرطة اليابانية قتلت شخص خلال السنوات الست الماضية".
ولفتت المجلة إلى أن الشرطة الأمريكية تواجه مخاطر أكبر من تلك التي تواجه أقرانها في الدول الغنية، مشيرة إلى أن المدنيين الذين تواجههم يكونون في الغالب مسلحين وهذا هو السبب الذي يجعل الشرطة الأمريكية تعمل بجدية لتحسين علاقتها مع المجتمع في حين أن بعض ضباطها مازالوا يعتمدون علي ثقافة الرعب والامتهان.
2ـ لون الشرطة الأمريكية:
على خلاف العديد من المهن فإن لون الشرطة المحلية تم دراسته، فكما تقول المجلة إن تعداد السود في ولاية فرجستون انخفض من 75% عام 1990 إلى 67% عام 2010، بينما مازال 95% من أفراد الشرطة من البيض، مشيرة إلى أن هذه النسبة تمثل نوعا من البيروقراطية.
3ـ يجب أن يكون التعامل مع الشرطة أكثر سهولة:
ولفتت المجلة إلى المجلة إنه لو أصبحت المخدرات شرعية، فإن العديد من الشباب السود لن يذهب إلى السجن بسبب تجارة المخدرات التي لا تنطوي على أعمال عنف، مشيرة إلى أن الشرطة ستتفرغ لمتابعة اللصوص والقبض عليهم وسيتمتع كل شخص بالأمان.
وأضافت أن الغاء العقوبة على الماريجونا سيكون أولى الخطوات على الطريق الصحيح كما يحدث في كولورادو وواشنطن، مشيرة إلى أن الانكماش وحالة الغضب الحادثة في تلك المدن لا يمكن حلها بسرعة لكن صور النوافذ المهشمة في فرجسون يجب أن تذكر قادة أمريكا بحتمية المحاولة.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: