نيويورك تايمز: تبادل الاتهامات بين أنصار السيسي ومرسي بسبب انقطاع الكهرباء
كتبت ـ مروة مصطفى:
مع مواجهة أشد أزمة في الطاقة على الاطلاق بمصر، متسببة في اغلاق عدد من المصانع والشركات الصغيرة، وانقطاع الكهرباء عن المنازل لمدة تصل إلى 12 ساعة يوميا، اتهم مسئولون مصريون أنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي، بتخريب شبكات توليد الكهرباء، بحسب ما نشرته جريدة نيويورك تايمز الأمريكية.
وتقول الجريدة إن الاتهامات كانت متبادلة، فبينما جاءت الاتهامات الأخيرة من قبل حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي كانت غامضة، إلا أنه يمكننا القول إنها عكست بدقة رد فعل مسئولي حكومة مرسي الصيف الماضي، والذين كانوا يواجهون أزمة طاقة مماثلة، ووجهوا فيها الاتهامات إلى معارضة غامضة داخل البيروقراطية المصرية.
في الواقع يوجد كثير من اللوم في هذه القضية، وهناك حكومات مصرية عديدة متعاقبة تجاهلت مشكلة الطاقة في مصر، بحسب ما قاله محللون ومفكرون.
ويضيف التقرير أنه انتشرت في الفترة الأخيرة صور لمناطق عديدة بمصر وهي مظلمة تماما نتيجة انقطاع التيار الكهربي، حتى أن هناك صورة نشرت لأطباء يجرون عملية جراحية على أضواء المصابيح اليدوية، إلى درجة يبدو فيها أن هذه القضية وتوجيه الاتهامات فيها قد طغى على عدد كبير من التحديات التي تواجهها مصر في هذه المرحلة.
وجاء في التقرير أن عدد من الخبراء عكفوا على التحذير من كارثة طاقة تلوح في الأفق لأكثر من عقد من الزمان، قائلين إن هناك القليل من التخطيط طويل الأجل لاستيعاب النمو المتسارع في البلاد والذي لا يتناسب مع معدل انتاج الطاقة.
وفي السنوات القليلة الماضية، ومع نقص وتزايد العجز في الغاز الطبيعي، والدعم الحكومي ومع اصابة الشيخوخة للبنية التحتية للطاقة، ارتكاب الأخطاء السياسية وتأجيل اتخاذ القرارات المناسبة جعل الأمور كلها تتجه نحو الأسوأ.
وترى الجريدة الأمريكية أنه خلال فصل الصيف، ومع ارتفاع معدلات استهلاك الكهرباء نتيجة استخدام مكيفات الهواء لفترات طويلة، كانت الاستجابة العادية من قبل المسئولين في مصر هو قطع التيار الكهربائي.
وضع انقطاع التيار الكهربائي السيسي أمام أول تحدي داخلي حقيقي في فترة رئاسته الحالية، مقوضا وعوده المتكررة بتوفير الاستقرار، ومحولا الانتباه بعيدا عن المشروعات العملاقة رفيعة المستوى التي دافع عنها، بما في ذلك توسيع قناة السويس.
وللمرة الأولى منذ توليه منصبه الرئاسي هذا العام، تقف حكومة السيسي في موقف المدافع، ولكن لم تواجه حكومته اعتراضات واسعة مثل المظاهرات التي واجهها الرئيس السابق محمد مرسي، ولكن ومضات الغضب التي توجد بين الشعب الآن من المستحيل عدم رؤيتها، فعلى سبيل المثال كانت هناك تقارير من المواطنين امتنعوا عن دفع فواتير الكهرباء، وتحقيقات قام بها صحفيين حول دور الفساد الحكومي في أزمة الطاقة.
كما بدأت الدعوات تنتشر بضرورة طرد الخلايا الاسلامية النائمة في عدد من المناصب الحكومية والمتهمين الآن بالقيام بدور كبير في تفاقم الازمة.
ومن مظاهر الغضب الشعبي المتزايد ما يقوله محمد خالد صاحب محل ألبان في وسط القاهرة بان تعليق أزمة الطاقة على سبب ما يقوم به أنصار مرسي هو '' تعلق الحكومة بأي سبب تلقي عليه بفشلها''، مضيفا ان انقطاع التيار الكهربائي المتكرر اضطره إلى رمي كمية كبيرة من بضائعة التي فسدت.
في حين أن البعض الآخر رأى أنه لا يوجد أي فرق في أداء حكومة السيسي عن حكومة مرسي في قضية أزمة الطاقة، مضيفين أنهم واجهوا نفس ازمة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي الصيف الماضي.
وتذكر نيويورك تايمز أنه في الأيام الأخيرة، بدا المسئولون يتراجعون قليلا عن فكرة أن الاسلاميين هم السبب الرئيسي في الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، وذلك أمام الغضب الشعبي المتزايد، والمطالب بحل سريع، حيث صرح رئيس الوزراء المصري في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي أن عوامل فوضى متراكمة هي التي أدت إلى الأزمة الحالية مثل نقص الصيانة في محطات الطاقة، والنمو العشوائي للسكان في الفترة الانتقالية والذي لم يقابله نمو مماثل في انتاج الطاقة، واعدا بتحسن طفيف بحلول يوم الأحد، وتحسن كبير بنهاية شهر أغسطس الجاري.
وبالفعل لاحظ الشعب المصري تحسن ملحوظ في عدد ساعات انقطاع التيار، اعتبره البعض معجزة بعد شدة المعاناة التي عاشوها، ولكن كان هناك إحساس بالغضب نتيجة ادراك العديد أن الحكومة كانت تملك دورا أكبر مما كانوا يتخيلوا للسيطرة على الأزمة.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: