كاتب أمريكي: أوباما لديه استراتيجية إزاء الشرق الأوسط
واشنطن- أ ش أ:
دافع الكاتب الأمريكي بيتر بينارت عن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وقال إن منتقديه ممن يزعمون افتقاره إلى استراتيجية إزاء الشرق الأوسط مخطئون.. وأكد امتلاك أوباما لاستراتيجية وأنه بصدد البدء في تنفيذها.
وأوضح بينارت -في مقال نشرته مجلة (ذي أتلانتك) الأمريكية- أن بجعبة أوباما أدوات العنف والدبلوماسية جميعا، يستخدم كلا منها في الموضع الذي يراه مناسبا.. وإذا كان قد أبدى عدم رغبة في استخدام القوة العسكرية لحل مشاكل الشرق الأوسط التي لا تمثل خطرا مباشرا على حياة الأمريكيين، وجنح إلى استخدام الدبلوماسية لتسوية أزمة البرنامج النووي الإيراني لتحفظه فيما يتعلق بخوض حرب ضد طهران، وأعرض عن تسليح المعارضة السورية أو نظام بشار الأسد حرصا على عدم الانجرار لمستنقع الحرب الأهلية السورية.. فإن أوباما نفسه أظهر على جبهات أخرى ميلا قويا لاستخدام القوة العسكرية وبشراسة في قتل المتطرفين في أفغانستان وباكستان مستخدما الطائرات بدون طيار، كما استطاع تصفية زعيم القاعدة أسامة بن لادن كما وعد، باستخدام قوات خاصة دونما تنسيق مع باكستان رغم تحذير نائبه ووزير دفاعه.
إذن عندما يتعلق الأمر بالشرق الأوسط ، لا يمكن وصف أوباما بالمُسالم الخالص ولا بالمتشدد الخالص.. ولكنه ''مسالم شديد''.
ولفت الكاتب إلى أن الرئيس السابق جورج بوش الإبن كان قد عَرّف الحرب على الإرهاب تعريفا فضفاضا للغاية حتى أنه أنفق في تلك الحرب أموالا طائلة وأهرق دماء كثيرة ضد أناس لا طاقة لهم ولا رغبة في مهاجمة أمريكا.. أما استراتيجية أوباما فهي أكثر تحديدا: لقد قرر ألا يستخدم السلاح إلا ضد أناس يرى أنهم يمثلون خطرا على حياة المدنيين الأمريكيين.
لم ينْجّر أوباما وراء الدعوات إلى ضرب نظام الأسد وتسليح المعارضة السورية، ولم يستجب لدعوات البقاء في العراق بدعوى الحفاظ على استقرار الدولة وكذلك النفوذ الأمريكي بها.. لقد فعل أوباما ذلك من منطلق أن تلك التحركات لم تكن تستهدف مكافحة الإرهاب بشكل مباشر، بالإضافة إلى ما كانت ستتطلبه من أموال وتفرضه من مخاطر.
أما الآن، وقد أوجد تنظيم ''داعش'' لنفسه ملاذا آمنا في العراق والشام وكدّس أموالا وأسلحة وقتل صحفيا أمريكيا وجنّد غربيين وهدد بتنفيذ هجمات إرهابية ضد أمريكا، فإن أوباما قد تحوّل من مُسالم إلى متشدّد وشنّ هجمات جوية بالعراق قد تمتد إلى سوريا.. إن إدارة أوباما تفعل ذلك لمنع داعش من قتل الأمريكيين في المقام الأول قبل أي شيء آخر.
وأشار صاحب المقال إلى أن ثمة فئة من النقاد ترى أن أوباما المنشغل بمكافحة بؤر الإرهاب في أفغانستان وباكستان قد غضّ الطرف عن تضخم طائفية نوري المالكي في العراق وعن انهيار الدولة في سوريا وغيرهما الأمر الذي قوّى حافز التطرف ومن ثمّ الإرهاب.. ولكن هؤلاء، بحسب الكاتب قد نسوا الدرس الذي عادة ما يردده الليبراليون: أن ''درهم وقاية خير من قنطار علاج عندما يتعلق الأمر بتهديدات خارجية''، لا سيما وأن جهود إصلاح شئون أنظمة دول كالعراق وسوريا وأفغانستان تتطلب مليارات الدولارات والمزيد من القوات الأمريكية، كما أنها عُرضة للفشل على غرار جهود سابقة في المضمار ذاته.. هذا بالإضافة إلى أن أوباما وعد إبان انتخابه لفترة ولاية ثانية بالتركيز على البناء الداخلي.
واختتم بينارت مقاله ، قائلا ''بغض النظر عن الآراء حول مدى جدارة استراتيجية أوباما إزاء الشرق الأوسط، فإن منهج ''المسالم الشديد'' يناسب المزاج الوطني الأمريكي.. إن استراتيجية أوباما إزاء الشرق الأوسط ليست عظيمة، ولا هي ملهمة أو مثالية، ولكنها ما يريده الشعب الأمريكي وما تعرف الحكومة كيف تنفذه.. كما أن باراك أوباما لم يصبح رئيسا عبر مبارزة طواحين الهواء''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: