أسوشيتد برس: السخرية تنال من داعش في الكوميديا العربية
كتبت – سارة عرفة:
رصدت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية التناول الساخر لتنظيم الدولة الإسلامية من قبل شبكات التلفزيون في الشرق الأوسط التي بثت رسوما متحركة ورامج كوميدية تسخر من داعش ومزاعمه بأنه يمثل الإسلام.
واستهلت الوكالة تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني الاثنين قائلة ''يسقط المسلح اليافع المتلعثم قاذفة الصواريخ على أصابع قدم رئيسه، قبل أن يحدد هدفه ويطلق النار صوب نقطة تفتيش عسكرية خارج إحدى المدن العراقية - دون أن يدرك أنه أطلق النار عكس الاتجاه ليصيب قائده''.
وتقول إن الرسوم المتحركة على طراز أفلام ''لوني تيونز'' والتي تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية انتجب عقب اجتياح مسلحيه لمساحات شاسعة في كل من سوريا والعراق وإعلانهم الخلافة، تزامنا مع إطلاقهم النار بصورة جماعية على أسراهم.
وأشارت إلى أن التنظيم يحتفي بما يحرزه من تقدم وعمليات النحر التي يقوم بها في مقاطع مصورة يتم انتاجها بشكل بارع وتبث على الإنترنت.
وكرد فعل لذلك، بدأت شبكات التلفزيون في أنحاء الشرق الأوسط بث رسوما متحركة وبرامج كوميدية تستخدم الهجاء الساخر لانتقاد التنظيم ومزاعمه بأنه يمثل الإسلام، حسب ما تقول الوكالة.
تقول الوكالة إنه ''رغم أن تلك البرامج لا تعد موجهة مباشرة مع المكاسب الميدانية التي حققها التنظيم في أرض المعركة، إلا أنها تتحدى شرعية تلك المزاعم وتتسبب في إضعاف مخاوف البعض من أن المسلحين الإسلاميين لا يمكن ردعهم''.
وتنقل أسوشيتد برس عن نبيل عساف، أحد المنتجين والمؤلفين للبرنامج اللبناني ''كتير سلبي'' الذي يتحدى التنظيم: ''هؤلاء الأشخاص لا يمثلون الإسلام في الحقيقة، والهجاء الساخر وسيلة لإظهار معارضتنا لهم''.
ويضيف ''بالطبع إنها مسألة حساسة، ولكن تلك هي الوسيلة الوحيدة لرفض التطرف والقضاء على خوف الناس''.
وتقول الوكالة ''لطالما كان الهجاء الساخر مؤثرا في الثقافة العربية، حتى أنه كان يستخدم في الشعر القديم''، ملفتة إلى أن النقد غير المباشر كان يختفي وراء الرقابة الذاتية، ولكنه خرج إلى النور خلال ثورات الربيع العربي، حتى أنه في خضم الحرب الأهلية الدامية في سوريا، واصلت الكوميديا السوداء الساخرة الشهيرة حضورها.
وأوضحت أن تنظيم الدولة الإسلامية خرج من رحم الحرب السورية، وبات الآن، عقب المكاسب التي حققها، أمام حرب ثقافية.
وأشارت أسوشيتد برس إلى الحملة الإلكترونية التي دشنتها دار الإفتاء المصرية نية تطالب الصحفيين بالتوقف عن إطلاق اسم ''الدولة الإسلامية'' على التنظيم. ليحذو مقدمو الكوميديا حذوها في هذا الشأن.
في لقطة ساخرة انتجها برنامج ''كتير سلبي'' يركب جهادي مع سائق سيارة أجرة ويرفض أن يستمع للمذياع لأنه لم يكن موجودا في أيام الإسلام الأولى، وهو نقد لاذع للتفسير الحرفي لتنظيم الدولة الإسلامية للقرآن، حسبما أوردته الوكالة.
وعرض السائق أن يشغل مكيف الهواء، لكن تم رفض ذلك الأمر أيضا. وفي نهاية الأمر ينتقد الجهادي السائق لاستخدامه هاتفا جوالا، إلا أنه عندما فاض الكيل به، سأل ''هل كان هناك سائقي سيارات أجرة في الأيام الأولى؟''
فأجاب الراكب ''لا، وألف لا''. فرد السائق بطرد الجهادي ليقول له بأن ينتظر جملا بدلا من سيارة الأجرة.
وفي سوريا، تستهدف البرامج الإخبارية الساخرة أيضا تنظيم الدولة الإسلامية، حيث يخفي مقدموها هوياتهم خشية الانتقام.
في العراق، يقدم برنامج رسوم متحركة على تلفزيون رسمي عددا كبيرا من شخصيات الفارين من الجيش العراقي، من بينهم مسلحون شباب تابعين لتنظيم الدولة الإسلامية ومسؤولون كبار في السن من حقبة صدام حسين.
ويقول علاء الماجدي على قناة العراقية الرسمية ''كلنا ضد تلك المنظمات الإرهابية ... الكوميديا هي أحد سبل زيادة الوعي''.
لكن من بين من تم تصويرهم في الرسوم المتحركة عبدالله ملك السعودية، وهو اتهام للمملكة السنية بدعم مسلحية تنظيم الدولة الإسلامية السنة، وهو ما أنكره بعض المسؤولين السعوديين.
وتدعم السعودية مقاتلي المعارضة الذين يقاتلون من أجل الإطاحة بحكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
وحتى مقاطع الفيديو الكئيبة للقتل الجماعي الذي يقوم به تنظيم الدولة الإسلامية، أصبحت مادة كوميدية. فقد عرضت قناة ''الفلسطينية'' الفلسطينية مقطعا ساخرا يظهر مسلحين يطلقان النار على اثنين من المدنيين المسلمين لعدم معرفتهم بعدد مرات الركوع في الصلاة، وطوال الوقت يحنون للنساء الجميلات وللحفلات في الأحياء التي زاروها في بيروت.
وعندما يقترب مسيحي أردني، يبدأ المسلحان في قتال بعضهما البعض على من يقوم بإطلاق الرصاص عليه، حيث يريد كلا منهما ''البركة'' لنفسه. ويتعرض الرجل المرعوب لنوبة قلبية قاتلة، حيث يترك المسلحين في حالة انهيار.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: