في ذكرى هجمات سبتمبر.. قاعدة اليوم ليست كقاعدة الأمس
كتب ـ علاء المطيري:
قالت صحيفة يو إس إيه تودي الأمريكية إن القاعدة غيرت فكرها بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001، مشيرة إلى أنها تحولت من منظمة مركزية يقودها شخص قوي يتخذ من أفغانستان مقرا له إلى سلسلة من الأفرع التي تحارب لإحكام سيطرتها على الدول في الشرق الأوسط وأفريقيا تحت رايتها.
وأضافت الصحيفة أن القاعدة التي نفذت هجمات الحادي عشر من سبتمبر ليست هي التي تحاربها الولايات المتحدة هذه الأيام، مشيرة إلى أنها تحولت إلى تهديد يواجه الأمم عبر العالم الإسلامي.
ولفتت الصحيفة إلى أن سبب تحول القاعدة إلى حركات متفرقة هو أن الهجمات التي نفذتها الولايات المتحدة على معاقلها في أفغانستان وباكستان أدت إلى إضعافها وهو ما جعلها تستغل الفوضى التي تلت ثورات الربيع العربي لينضم أعضاءها إلى المتمردين الذين سيطروا على مقاطعات في نيجيريا، مالي، ليبيا، الصومال، اليمن، سوريا والعراق.
وألمحت الصحيفة إلى أنه بمرور الوقت أصبحت القاعدة ضعيفة في حين تنامت قوة المجموعات التابعة لها في عدة دول وهي:
ـ مصر: تحارب القاعدة والمتمردين الإسلاميين في شبه جزيرة سيناء.
ـ الإمارات: كما تقول الصحيفة قامت بقذف المسلحين الإسلاميين في ليبيا للإطاحة بحكومة طرابلس.
ـ الجزيرة العربية: انتشرت عناصر القاعدة التي تحارب في اليمن إلى الجزيرة العربية عبر الأردن، مشيرة إلى أنها ارتبطت مع عناصر القاعدة في سوريا والعراق عبر الدولة الإسلامية التي انفصلت عنها المنظمة الأم لتصبح التهديد الإرهابي الأول الذي يشغل بال أمريكا وفقا للصحيفة.
ـ الصومال: انتشرت حركة الشباب إلى كينيا وأوغندا.
ـ نيجيريا: انتشرت حركة بوكو حرام من مدينة كانو التي كانت تمثل معقلا لها إلى شمال شرق نيجيريا في الكاميرون والنيجر.
ولفتت الصحيفة إلى ادعاء إدارة أوباما بقدرتها على إضعاف قلب القاعدة في حين أنها أقرت أن المجموعات المنبثقة عنها والتي تتبني فكرها مازالت تمثل تهديدا، مشيرة إلى قول المتحدث باسم البيت الأبيض بأن العناصر التي تتعاطف مع القاعدة أو ترتبط بها إيدولوجيا في المناطق النائية تمثل تهديدا للولايات المتحدة ومصالح حلفائها.
وقالت الصحيفة أنه على الرغم من اعتراف الوليات المتحدة بأن المجموعات المنبثقة عن القاعدة تمثل تهديدا إلا أن الأمريكيين لا يوافقون على القول بأنها تمثل تهديدا للولايات المتحدة في عقر دارها.
ونقلت الصحيفة عن مستشار الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش لمكافحة الإرهاب قوله إن القاعدة تمثل تهدد قدرة الولايات المتحدة على حماية تجارتها مع باقي حلفائها عبر العالم، مشيرا إلى أن تهديد تلك المجموعات للأرض الأمريكية لن يكون إلا عندما تمتلك تلك المجموعات مصادر تمويل وأماكن آمنة تمكنها من إدارة العمليات ضد الولايات المتحدة الأمريكية.
ونوهت الصحيفة إلى أن المخابرات الأمريكية وعمليات المسح التي تقوم بها بعد الحادي عشر من سبتمبر تجعل غالبية خطط الهجوم عليها أمر صعب المنال، مشيرة إلى أن الهجوم علي الولايات المتحدة في 2001 جاء بقرار من أسامة بن لادن الذي هاجم أهدافا أمريكية في اليمن وكينيا وتنزانيا لجعل الولايات المتحدة تعيد حساباتها مع الانظمة العربية.
وقالت الصحيفة إن الهجمات التي نفذها بن لادن بـ 4 طائرات مدنية في الحادي عشر من سبتمبر وأدت إلى تفجير برجي التجارة العالمية وقتل 3.000 شخص إضافة إلى استهداف مبنى البنتاجون وسقوط الأخيرة في إحدى حقول بنسلفانيا كانت سببا في إقدام جورج بوش على احتلال أفغانستان واسقاط طالبان التي كانت تمثل مأوي آمن لأسامة بن لادن وأتباعه.
وألمحت الصحيفة إلى أنه منذ ذلك الحين قامت الولايات المتحدة بمئات العمليات الخاصة ضد قادة تنظيم القاعدة ودمرت مراكز قيادتها في أفغانستان وباكستان إلى أن تم قتل بن لادن علي يد قوات السيل التابعة للبحرية الأمريكية في 2011 بأمر من أوباما.
ونوهت الصحيفة إلى أن القاعدة لم تميت لأنها استطاعت أن يكون لها تأثير في الدول الإسلامية، مشيرة إلى أن ظهور مجموعات جديدة في كل دولة تبنت فكرها واقتفت أثر مقاتليها في التكتيكات القتالية.
وقالت الصحيفة إن الفترة من 2001 حتي 2011 قبيل الربيع العربي كانت الولايات المتحدة قد ضربت رأس القاعدة القديمة في أفغانستان في حين أن رؤوس جديدة كانت مازالت تنمو في عدة بلدان.
ولفتت الصحيفة إلى أن سقوط الأنظمة الدكتاتورية في مصر وتونس واليمن وليبيا عقبه العفو عن معظم الجهاديين الأكثر شراسة بعد بقائهم سنوات طويلة في السجن، مشيرة إلى أنها منحت الجهاديين قيادات جديدة إضافة إلى الحرب الأهلية في ليبيا وسوريا والتي مكنت الجهاديين من الحصول على ترسانة كبيرة من الأسلحة قبل إقدامها على مواجهة الوجود الأمريكي في المنطقة.
وأضافت الصحيفة أنهم الآن يقاتلون للسيطرة على مقاطعات في غياب الأمن، مشيرة إلى أن عمليات تلك المجموعات التي تقوم في العديد من الدول تختلف تماما عن تلك التي نفذتها من الظل عندما كانت قيادتها في أفغانستان.
وذكرت الصحيفة أنه بحلول 2013 أصبحت المجموعات الجديدة التي ترفع راية القاعدة أكثر قوة من القاعدة القديمة وأصبح قادتها المحليين يشعرون أنهم أصبحوا القادة الجدد لتنظيم القاعدة.
وقالت الصحيفة أن العديد من الدول العربية أصابها الرعب من المجموعات الجديدة لتنظيم القاعدة وأصبحت كل منها تمتلك قوات محمولة لدفع تلك التهديدات عن نفسها ومنها السعودي، الإمارات، البحرين، مصر، الأردن، لبنان، مشيرة إلى أن جميع تلك الدول أدركت أنهم كل منها يمتلك جهاديين محليين على حدوده.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: