أفغانستان...عندما تتنكر البنت كصبي من أجل لقمة العيش

كتبت ـ مروة مصطفى:

إنها مأساة غريبة تجبر البنات الصغار على ألا يعشن طفولتهن الطبيعية، ففي أفغانستان، ضغوط العادات والتقاليد لانجاب ابن ذكر يساعد في اعالة الأسرة، يجعل بعض العائلات تظهر بناتها بمظهر الأولاد، بحسب ما نشرته صحيفة الديلي تليجراف البريطانية.

تقوم العائلات بجعل بناتهن يرتدين مثل الأولاد، ويتحركن مثلهم، ويقومون بأعمالهم، فيما يسيطر الخوف على البنات طوال الوقت من أن يتم اكتشافهن.

ويحكي التقرير المنشور بالصحيفة البريطانية عن الفتاة الأفغانية نعيمة، ويذكر أننا إذا نظرنا نجدها تفعل كل ما أمرت به بسرعة شديدة خوفا من أن يكتشف أحد أنها ليست صبي، حيث تجلب الأغراض في المتجر سريعا من على الرف، تجهز كل المطلوب منها، ولا تنظر أبدا لوجه الزبائن حتى لا يكتشف أحد أنها فتاة.

ويضيف التقرير أنها بشعرها القصير وسترتها الرمادية، تستطيع نعيمة البالغة من العمر 10 أعوام أن تلعب دورها بإتقان، لكن صوتها الناعم هو الذي يمثل مشكلة كبيرة، وهذا هو السبب في أنها نادرا ما تتحدث عندما تكون "عبد المتين"، حيث يعرفها جميع من خارج بيتها الواقع في أحد أفقر أحياء كابول بالصبي عبد المتين.

تذهب نعيمة إلى مدرستها كل صباح مرتدية فستانا وحجابا على رأسها، ثم تتحول إلى عبد المتين وترتدي ملابس الصبيان عند الذهاب للعمل في محل بقالة صغير بالقرب من منزل العائلة، وتكسب في اليوم ما يعادل 70 بنسا، مما يساعد عائلتها قليلا والمكونة من 8 أخوات وأمهم.

نعيمة تظاهرت بأنها صبي لإنقاذ أسرتها، وكانت والدتها هي التي تحكمت في الأمر بهذه الطريقة، قائلة لها إنها بضع سنوات قليلة تستطيع العودة للحياة كفتاة مرة أخرى، لأنها بعد أن تكبر سيصعب التظاهر بأنها صبي، لتحل شقيقتها الصغرى محلها، وهكذا، حتى لا يفقدوا فرصة العمل في البقالة.

هؤلاء الفتيات يعشن مثل الصبيان للعديد من الأسباب، يمكن أن تكون الأسرة تحتاج إلى دخل آخر من خلال الطفل الذي يعمل، أو أن الطريق إلى المدرسة أمر خطير ويوفر هذا التمويه بعض السلامة للفتاة، أو أن الأسرة لا يوجد لديها سوى بنات، ولم تنجب أي صبيان، وبحاجة إلى تقديم نفسها كأسرة كاملة للعالم الخارجي لرفع مكانتها.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا