توماس فريدمان: ''القيادة من الداخل'' لمواجهة ''داعش'' وبوتين
نيويورك- (أ ش أ):
رأى الكاتب الأمريكي توماس فريدمان أنّ على أمريكا العودة لاستراتيجية ''القيادة من الداخل'' حتى يتسنى لها التصدي لطموحات كل من تنظيم ''داعش'' والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأكد فريدمان - في مقال نشرته صحيفة (نيويورك تايمز) - أنه لا جدوى من انتهاج استراتيجية ''القيادة من الخلف'' بعد ثبوت فشلها في ليبيا، وكذلك استراتيجية ''القيادة من الأمام'' كما حدث في اجتياح العراق.
وقال إن أنجح طريقة لكي تقود أمريكا دول العالم تبدأ باكتساب احترام تلك الدول عن طريق المقدرة على تنفيذ مهام صعبة في الداخل ، تستدعي تعاون كافة أذرع الدولة وليس فقط الذراع العسكرية.. وأول ما يتعين على أمريكا عمله الآن هو رفع الحظر الذاتي المفروض على صادرات النفط الخام الأمريكي الأمر الذي سيخفض سعر النفط الخام المرتفع عالميا، جنبا إلى جنب مع عمل إصلاح ضريبي شامل.. بذلك فقط ولا شيء غير ذلك تصبح أمريكا أكثر قوة على حساب كل من بوتين و''داعش''.
ونوّه فريدمان عن اشتراك بوتين و''داعش'' في صفات، منها الرغبة في ارتكاب - ما وصفه - أقذر الأعمال مع ارتداء الأقنعة التي يُعتبر مُجرّد ارتدائها دليلا على الاعتراف الداخلي بأن الأفعال مخزية.. مسلحو ''داعش'' يغطون وجوههم ، أما بوتين فيكذب بوجه جامد، كل منهما - بوتين و''داعش'' - يعرف أن أفكاره تفتقر إلى مقومات الرواج، ومن ثمّ يلجأ إلى فرْضها بالقوة، فنجد الداعشي يقول لضحيته: ''اعتنق فكري الإسلامي أو لأذبحنك'' فيما يقول بوتين: ''إما الخضوع لنفوذ روسيا أو التعرض لخطر الاجتياح والإجهاز على النظام القائم''.
وحلّل فريدمان تصرفات بوتين و''داعش'' نفسيا، قائلا إن كليهما يتحرك بدافع من الرغبة المكثفة في التغلب على شعور بالإخفاق في الماضي، بالنسبة لبوتين يتمثل هذا الإخفاق في الوهن الذي أصاب الدب الروسي وانتهى إلى انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991 الذي وصفه بوتين نفسه ذات مرة بأنه أكبر كارثة جيوسياسية في القرن العشرين ، أما بالنسبة لداعش، فالمسألة تتعلق بتخلف معظم الدول العربية والإسلامية عن ركب الحضارة في القرن الحادي والعشرين على كافة الأصعدة - تعليمية واقتصادية وعلمية وغيرها.
وقال إن منْع الأوكرانيين من ممارسة إرادتهم الحرة هي طريقة بوتين في إظهار قوة روسيا الحقيقية الوحيدة المتبقية - القوة الغاشمة - كما أن ذبْح الصحفيين الأمريكيين العزل هي طريقة ''داعش'' في الادعاء بنديّة أمريكا في مضمار القوة، وهكذا يبحث كل من بوتين و''داعش'' عن نيل احترام الآخرين، ولكنهما ينقبان في الأماكن الخطأ، كلاهما يستدعي أمجاد ماض عفى عليه الزمن، ''داعش'' تبحث عن ''الخلافة'' وبوتين عن ''روسيا الجديدة''، كلاهما يسعى إلى إرساء قواعد جديدة للنظام الدولي، كل منهما يعتمد بشكل كلي على استغلال ارتفاع أسعار النفط أو الغاز لتمويل جنونه.
وأكدّ فريدمان في ختام مقاله أن رفع الحظر عن صادرات النفط الخام الأمريكي، ومن ثم خفْض سعر النفط العالمي كفيل بالقضاء على طموح بوتين و''داعش'' على السواء، كما أنه جدير بإقناع العالم بجدارة أمريكا وقدرتها على القيادة الخارجية بعد إثبات القدرة على تحقيق مهام صعبة وكبرى في الداخل، وليس فقط القدرة على التفجير عن بُعد والادعاء بإنجاز المهام.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: