لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

فريد زكريا: لماذا يكره الإسلاميون أمريكا؟

11:18 ص الإثنين 08 سبتمبر 2014

الكاتب والصحفي فريد زكريا

كتبت- هدى الشيمي:

قال الكاتب والصحفي فريد زكريا إن رؤيته لمقاطع الفيديو التي يذبح فيها الأمريكيين، ومن بينهم الصحفي جيمس فولي، أرجعت إليه المشاعر التي راودته في يوم 11 سبتمبر.
وأشار زكريا في مقال - نشر بالموقع الإلكتروني- بصحيفة واشنطن بوست، إلى أن أحداث سبتمبر 2001، دفعته إلى التساؤل عن أسباب كره الجهاديين الإسلاميين لأمريكا.

وفي محاولة للعثور على إجابة لسؤاله، وإنهاء حيرته، قام زكريا بقراءة الكثير من الأحداث السياسية التي وقعت خلال 13 سنة الماضية.

وبعد القراءة والاطلاع، رأى زكريا أن الأمر لا يقتصر فقط على تنظيم القاعدة، وأن الإرهاب الإسلامي ليس سلوك يمارسه مجموعه من المتطرفين، وهناك ثقافة واسعة تنتشر في الشرق الأوسط تبيحه وتدافع عنه، مشيرا إلى أن الوضع تغير كثيرا إلى الأحسن، ولكنه غير كافي لإنهاء ما يحدث من تطرف وإرهاب.

وأكد زكريا على أن المشكلة ليست إسلامية، ولكنها مشكلة عربية، موضحا أنه في بداية عام الألفية الأولى، كانت أند ونسيا، أكثر ما يقلق الولايات المتحدة، فمنحتها كل اهتمامها، وزاد ذلك الاهتمام بعد أحداث 11 سبتمبر.

وتابع كلامه قائلا ''اتضح خلال العقود الماضية، أن الإرهاب لم يستطع أن يسيطر على أندونسيا، على الرغم من كونها أكبر الدول الإسلامية''، مشيرا إلى أن تعداد المسلمين بها يفوق عدد المسلمين في العراق، سوريا، مصر، ليبيا، دول الخليج العربي.

ولفت زكريا إلى أن الجهاديين الإسلامين لم يستطيعوا السيطرة على الهند، على الرغم من أنها أكثر المكان قربا للأيمن الظواهري، لكن عدد قليل جدا من بين 165 مليون مسلم المتواجدين في الهند، انضموا إلى صفوف الظواهري.

ومن جانبه، أكد زكريا على أن الاضمحلال والركود السياسي في العالم العربي، هو السبب الرئيسي في التعصب، ظهور الجهاد.

وبحسب زكريا، فإنه ففي عام 2001 شهد العالم كله تطورا سياسيا ملحوظا، وظهر ذلك في شرق أوربا، وآسيا، أمريكا اللاتينية، كما أقيمت انتخابات نزيهة في بعض الدول بأفريقيا، وعلى الرغم من ذلك ظلت الدول العربية، تعاني من تخلف سياسي، ورجعية كبيرة، وتراجعت أوضاعها السياسية عما كانت عليه عام 1951.

واستطرد ''بعد فشل الديكتاتوريين العرب في السيطرة على الجماعات الجهادية الدينية، تحول الإسلام إلى لغة معارضة سياسية''، مشيرا إلى أن الوضع تفاقم بعد عدم قدرة العلمانية الغربية، على تحسين الأوضاع السياسية والاقتصادية، والاجتماعية، فخرج الإسلامين يؤكدون على أن الإسلام هو الحل.

ذكر زكريا أن العالم العربي ظل محصورا لعقود بين الديكتاتورين الغير ليبراليين مثل حسني مبارك من جهة، والجماعات الجهادية الإسلامية المتطرفة مثل القاعدة من جهة أخرى.

ووفقا لزكريا، فإن كلما تطرف النظام الحاكم، وزاد طغيانه، زادت المعارضة الإسلامية، وقامت بالكثير من العمليات الجهادية، واستمر ذلك التطرف الذي وصفه الكاتب الأمريكي بالسرطان، حتى بعد عزل الرئيس العراقي صدام حسين، وقيام ثورات الربيع العربي.

واعتبر زكريا، سوريا خير مثال على كلامه، لأنه حتى وقت قريب كان الرئيس السوري بشار الأسد، يشترى النفط والغاز من تنظيم داعش، تاركا الجيش السوري الحر يقاتل جيوشه، ومع ذلك لعب الأسد الدور الذي يلعبه كل الديكتاتورين أمثاله، ووضع شعبه أمام خيارين، أما هو أو داعش.

وكان ما حدث في مصر ثاني مثال يعرضه زكريا، فاعتبر أن ما حدث في مصر نكسة سياسية هائلة، مشيرا إلى اطاحة الجيش للحكومة الإسلامية الغير عنيفة، والتي كانت أكثر القوى السياسية اعتدالا في ذلك الوقت، فتحولت مصر إلى دولة عسكرية مرة أخرى، أكثر بطشا وطغيانا مما كانت عليه أثناء حكم مبارك.

وأفاد زكريا أن جماعة الإخوان المسلمين مُنعت في مصر، وأن عدد كبير من اعضائها ومؤيديها محبوسين أو مقتولين الآن، متمنيا ألا تواجه مصر نفس مصير سوريا، وأن ينشأ بها تنظيم أشبه بداعش خلال العشرة أعوام المقبلين.

واختتم زكريا كلامه، مؤكدا على أن الدولة العربية تعاني هشاشة سياسية واضحة، وأن اختفاء الحكام الديكتاتورين في تلك الدول سيتسبب في انهيارها، لأن من يعيش فيها ليس أمم حقيقية، ولا مجتمعات مدنية، مشيرا إلى أن عند انتشار الفوضى في تلك المجتمعات، لم يخرج المواطنين للبحث والمطالبة عن هويتهم العربية، ولكن للبحث عن هويتهم الطائفية، مثل الشيعة، السنة، الأكراد، وغيرهم.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان