إعلان

واشنطن بوست: هناك أسباب أخرى وراء هجوم شارلي إيبدو

01:47 م السبت 10 يناير 2015

مقر صحيفة شارلي أبيدو

كتبت- هدى الشيمي:

رأى الصحفي والخبير في الشئون الدولية حسين رشيد، أن سبب الهجوم المروّع على مقر صحيفة شارلي أبيدو في العاصمة الفرنسية باريس،لا يرجع إلى الصور الكاريكاتورية الساخرة، المسيئة لنبي محمد –صلى الله عليه وسلم- التي قامت بنشرها.

ففي المقال الذي كتبه الصحفي معلقا على ما يحدث في فرنسا بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، دعا إلى ضرورة تفهم حساسية المسلمين تجاه تصوير نبيهم محمد، وهذا من أهم ما يشغل أذهان المسلمين المتطرفين، ويحاولون استغلاله لصالحهم.

وقال إنه من الضروري معرفة أن هذا الهجوم هدفه الحقيقي حرية الرأي والتعبير، والذي يثبت حقيقة أهداف المتطرفين، والتي تنحصر في نشر الخراب والدمار.
وذكر الكاتب، أن نبي الله ''محمد'' أقوى الرموز الإسلامية، وأن الإسلام أشار إليه بـ''القدوة الحسنة''، كما أنه يعتبر المسلم المثالي.

وأشار إلى أن المسلمين يرفضون تعليق أي صور لنبيهم أو لأي شخصية من الصحابة، في مساجدهم، ولكن خارج المساجد يوجد صور لهم، وهناك العديد من الثقافات الإسلامية التي لا تحرم رسم صور للنبي، أو لعائلته، أو اصحابه، أو غيرهم من الرموز الإسلامية.

ولفت لعرض العديد من تلك الصور في المتاحف في جميع أنحاء العالم، بعض منها يتم طمس معالم وجهه، وهناك من تظهر ملامحه، بالإضافة إلى أن وجود صور للنبي، وأصحابه، وللشخصيات المقدسة، في المجتمعات التركية السنية.

وبحسب الكاتب، فإن هناك من يرسم صور للشخصيات الإسلامية المقدسة في المجتمعات الإسلامية، وهناك ما يثبت وجود رغبة في تعلم الديانة الإسلامية عن طريق الصور، مثل الكتب الكاريكاتورية الصوفية المصورة.

ومن وجهة نظره، فإن الخلاف القوي على رسم ''محمد'' يعد أمية إسلامية، والتي نبعت من الطريقة المتزمتة التي تنظر بها بعض المجتمعات للإسلام، مثل المملكة العربية السعودية، وترتب على تلك النظرة وفقا للكاتب، تحول النبي ''محمد'' إلى إله، يرفض المسلمون أن يتم تصويره، ولكن مع ذلك هناك حرية للرأي والتعبير يجب احترامها، بحسب قوله.

وأكد الكاتب على حرية صحيفة ''شارلي أيبدو'' لنشر ما ترغب فيه، وما يتفق مع سياستها، ولكن في نفس الوقت، أشار إلى أنها تنشر مواد مليئة بالعنصرية، وتدعو للتطرف الفكري.

كما سلط الضوء على، عدم أهمية محتوى رسومات وكاريكاتيرات شارلي إيبدو، مؤكدا على عدم القدرة على اخفاء عنصريتها، وعدم احترامها للأقليات، سواء كانت تلك الرسوم حول المسلمين، أو السود، أو اليهود، مؤكدا على أنها تحاول دائما اثبات وجود فروق بين الجميع، وتعزيز الشعور بالعنصرية.

وقال ''فرنسا البلد التي شرعت ارتداء الحجاب، العنصرية الدينية لا تزال تسيطر عليها، واتضح ذلك عند وصف رئيس الوزراء للأقليات بالحثالة''، مشيرا إلى أن تلك السياسة هي التي تتبعها شارلي ايبدو.

وعلى الرغم من العنصرية الواضحة في محتوى الصحيفة الفرنسية، إلا أنه لا يوجد أي تبرير منطقي للعنف المستخدم من قبل المتطرفين في فرنسا اليوم، بحسب الكاتب.

كما توقع، أن يتسبب الهجوم المتطرف في فرنسا، على شن هجوما ضاريا على المسلمين، على الجانبين، الحكومي، والمجتمعي، مما ينقل للمسلين شعور أنهم منبوذين، وغير مرغوب فيهم، وهذا ما يؤكد على أن المتطرفين ليسوا سوى مجموعة من الإرهابيين الذين يستغلون الإسلام، في تحقيق أهدافهم.

ودعا الكاتب إلى ضرورة إيجاد طريقة مناسبة لتكريم نبي الله ''محمد''، والدفاع عنه، والذي تمت الإساءة إليه بتلك الصور، والمواضيع الهذلية الساخرة، مما جرح شعور المسلمين في جميع أنحاء العالم، ولكن يجب أن تساعد تلك الطريقة في تقريب الإسلام والمسلمين من قلوب الغرب، وليس بزيادة كرههم له، كما يفعل هؤلاء المتطرفين في باريس حاليا.

وختم كلامه قائلا ''لا يمكن أن يرى الشعب الفرنسي، ما يحدث في باريس برد الفعل الإسلامي الأمثل، على الاساءة للنبي الإسلام محمد''، مشيرا إلى أن ما يحدث الآن يسيء للإسلام والتاريخ الإسلامي.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان