الفصل بين الجنسين في المدارس الأمريكية يثير جدلا
كتبت – سارة عرفة:
كان عدم الاختلاط بين الجنسين في التعليم شائعا حتى القرن الـ19 عندما تراجعت شعبيته باستثناء بعض المدارس الخاصة أو التابعة للأبرشيات، لكنه يعود مجددا في المدارس الحكومية الأمريكية حيث يسعى التربويون إلى التوصل لوسائل لتحسين المستوى الدراسي خاصة بين الفقراء - بحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
ولفتت الصحيفة إلى أنه في مدرسة تشارلز درو الابتدائية الأمريكية هناك فصل بين الجنسين في نحو ربع الصفوف الدراسية استنادا إلى نظرية تقول باحتمال تأثير الاختلافات بين الفتيان والفتيات على كيفية تعلمهم وتصرفهم.
ويقر معلمون "بأهمية فهم أن أنجلينا تتعلم بشكل مختلف عن أنجلو"، كما توضح أنجلين فلاورز، ناظرة مدرسة تشارلز درو، وهي واحدة من عدة مدارس حكومية في مقاطعة بروورد التي بها بعض الصفوف غير المختلطة.
فقالت الصحيفة إنه بوجه عام لا تتمتع تلك النظرية بثقل عند علماء الاجتماع، لكن تلاحظ فلاورز أنه بعد فتح تلك الصفوف الدراسية بالمدرسة، بدأ المستوى الدراسي لطلبتها في التقدم.
كذلك شهدت أماكن أخرى أوجها مماثلة من التقدم، مما أدى إلى انتشار الصفوف غير المختلطة في مدارس حكومية بمناطق تعليمية أخرى من بينها شيكاغو ونيويورك وفيلادلفيا.
ورغم عدم توافر إحصاءات حكومية في السنوات القليلة الماضية، بلغ عدد المدارس الحكومية التي كان بها صف واحد غير مختلط على الأقل خلال العام الدراسي 2004-2005 122 مدرسة، بينما بلغ عدد المدارس التي لا يوجد بها سوى صفوف غير مختلطة خلال العام نفسه 34 مدرسة، بحسب تقديرات الهيئة القومية للتعليم الحكومي غير المختلط.
ويقول منتقدون إنه لا يوجد دليل واضح قوي على وجود اختلافات جوهرية في تطور المخ عند البنين والبنات وإن الفصل بين الأطفال على أساس النوع يمكن أن يكرّس للتنميط الراسخ. وقالت ريبيكا بيجلر، الاختصاصية النفسية في جامعة تكساس، إن الفصل على أساس النوع أو أي تصنيف اجتماعي آخر يزيد من التنميط والقوالب.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذا الأمر أثار قلق الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، الذي قدم خلال العام الحالي شكاوى بالتعاون مع وزارة التعليم ضد 4 مناطق تعليمية في ولاية فلوريدا بتهمة انتهاك قانون الحقوق المدنية الفيدرالي وتبرير الفصل بين الجنسين في الصفوف الدراسية على أساس "قوالب عامة".
ولفتت الصحيفة إلى أن تلك الدعاوى القضائية في بعض الولايات أسفرت عن إعادة الصفوف الدراسية غير المختلطة إلى عهدها السابق. وكثيرا ما يشير المدافعون عن الصفوف غير المختلطة إلى الشجار بين الفتيان الذين يتأخرون دراسيا عن الفتيات في اختبارات القراءة التي تقيس درجة الفهم ويواجهون مشاكل أكثر من الفتيات في الانضباط ويتسربون من التعليم.
كذلك يرى التربويون أن مستوى الفتيات الدراسي في العلوم أقل من الفتيان وأنهم سيستفيدون أكثر إذا كانوا مع الفتيات فقط. ويقول مسؤولون في مدارس إن وجود الجنس الآخر في الصف الدراسي يؤدي إلى تشتيت انتباه الأطفال.
ومن المقرر أن تصدر إدارة أوباما خلال الأسبوع الحالي تعليمات للمناطق التعليمية استجابة للشكاوى المقدمة من الاتحاد وزيادة عدد الصفوف غير المختلطة.
وقالت جانيت هايد، الاختصاصية النفسية في جامعة ويسكونسن في ماديسون التي حللت 184 دراسة تغطي 1.6 مليون طفل على مستوى العالم، إن الدراسات التي توضح تقدم المستوى الدراسي تضمنت في أحوال كثيرة عوامل أخرى لا تمت بصلة إلى تأثير عدم الاختلاط.
وأضافت الصحيفة أن الكثير من المدارس، التي بها صفوف دراسية غير مختلطة، عانت من أداء الطلبة الدراسي، وهيمنت عليها الأقليات المتعصبة في الأحياء الفقيرة.
وقالت إنجيلا براون، ناظرة "ديلارد"، إن الصبية في الصفوف غير المختلطة يحضرون بشكل أكثر انتظاما عن الصفوف المختلطة، كذلك ترتفع علاماتهم الدراسية في اختبارات القراءة والرياضيات. مع ذلك تمثل أكبر تحسن في انخفاض معدل مخالفة النظام والشجار، وذلك لأن "الفتيان يحاولون إثارة إعجاب الفتيات، بينما تحاول الفتيات إثارة إعجاب الفتيان وقد أزلنا هذا العائق من الطريق".
ووفقا لتقييم خارجي قامت به شركة أبحاث "ميتيس أسوسيتيس" فإنه بعد عامين من فتح صفوف غير مختلطة في 5 مدارس، تراجع معدل مخالفات نصف عدد الطلبة تقريبا وتراجع معها معدل معاقبتهم مقارنة بالعام السابق.
وأشار التحليل الأولي لنتائج الاختبارات في الولاية إلى تحسن المستوى الدراسي لنحو 75 في المائة من الطلبة المسجلين بمادة القراءة في الصفوف غير المختلطة، في حين اقتربت نسبة ارتفاع درجات طلبة المرحلة الابتدائية في الصفوف غير المختلطة بمادة الرياضيات من الـ70 في المائة.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: