ستريت جورنال: دور أمريكا يتراجع في الشرق الأوسط
كتبت – أماني بهجت:
في تقرير لها اليوم قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن الدور الأمريكي المتميز في الشرق الأوسط بدأ يخفت بعد أن كان القوة المسيطرة على المنطقة لعقودٍ طويلة وذلك بعد وجود فاعلين جدد وذلك بانضمام روسيا وإيران للحرب الأهلية في سوريا بشكل واضح وصريح.
ووفقًا للصحيفة على لسان ريان كروكر –وهو دبلوماسي أمريكي عمل في أفغانستان وقبل ذلك في العراق وسوريا ولبنان وباكستان ويعمل الآن كعميد لكلية بوش للشئون الحكومية والخدمة العامة في جامعة تكساس- "تأثير وتدخل الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة قد انحسر الآن ووصل إلى أدنى مستوياته منذ الحرب العالمية الثانية."
ويكمل كروكر حديثه للصحيفة، "بالنظر إلى قلب الشرق الأوسط، حيث كانت الولايات المتحدة لاعبًا رئيسيًا فيما قبل، لكن لم يعد لها مكان الآن سنجد أن الفراغ التي تركته قد شغلته إيران ووكلاء إيران من الشيعة وداعش والروس، هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية قد انحسرت وذلك لصالح خصومها على مدى العقود الماضية."
وقالت الصحيفة إنه بداية من توجيه إسرائيل نحو السلام مع دول الجوار من الدول العربية وبعد غزو العراق في 1990 ومحاولات وقف المد الإيراني، مثّل وجود الولايات المتحدة الأمريكية صميم النظام الأمني في الشرق الأوسط، حيث استطاعت الولايات المتحدة تأمين طرق التجارة الأكثر الحيوية والجزء الأكبر من امدادات النفط في العالم، القوى التي حاولت الولايات المتحدة احتواءها باتت الآن تملأ الفراغ الناتج عن انحسار دور الولايات المتحدة الأمريكية.
لا يعني ذلك اختفاء دور الولايات المتحدة من المنطقة بالطبع، فمع انتشار ما يقرب من 45 ألف جندي في المنطقة وعلاقات استراتيجية من الأجهزة الاستخباراتية في المنطقة وشركاء في السلطة من باكستان وحتى المغرب، فعلى الرغم من انسحاب القوات الأمريكية من العراق وأفغانستان، فالتواجد العسكري للولايات المتحدة يتفوق على مقابله من الروسي والتي قامت روسيا بنشره مؤخرًا في سوريا سواء من الطائرات الحربية أو الآلاف من الجنود.
واستطردت الصحيفة أنه وفقًا لإدارة أوباما فإن السبب الرئيسي لانحسار الدور الأمريكي هو التمدد الذي حدث في عهد الرئيس السابق جورج بوش وليس الانسحاب من العراق وأفغانستان.
وأكملت الصحيفة في تقريرها أن الاستنزاف الذي حدث لقدرة الولايات المتحدة الأمريكية على التأثير في المنطقة بدأ مع بدايات الربيع العربي وقلب نُظم الحكم في 2011، ويرجع ذلك إلى أن السياسة الخارجية الأمريكية كانت تتجه نحو آسيا نظرًا لزيادة الصراعات في الشرق الأوسط، ولعدم قدرة الولايات المتحدة على أخذ دور القيادة في الشرق الأوسط.
فيديو قد يعجبك: