كيف وافق أوباما على النووي الإيراني؟
كتبت- أماني بهجت:
لازالت كواليس الاتفاق النووي الإيراني تتكشف حتى اليوم، فبعد أن سيطرت الدهشة على الأجواء العالمية بدأت تظهر تفاصيل الاتفاق شيئًا فشيئًا، وفي سياق هذا الشأن نشرت مجلة"بوليتيكو" الأمريكية مقالًا لـ"دينيس روس"، المستشار السابق للرئيس الأمريكي باراك أوباما في الفترة ما بين 2009 وحتى 2011، يحكي فيها تفاصيل حضرها عن هذا الاتفاق.
بدايًة تنقل الصحيفة على لسان "روس" أثناء وجوده في القدس في نوفمبر 2013، حيث كان في زيارة غير رسمية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لبحث استئناف المحادثات مع الجانب الفلسطيني والمفاوضات مع إيران حول البرنامج النووي الإيراني. يقول "دينيس" أن نتنياهو بدا قلقًا للغاية. في ذلك الوقت كان كيري وزير الخارجية الأمريكي في زيارة للقدس وقد سافر مبكرًا لجنيف لاستكمال المباحثات حول البرنامج النووي الإيراني. فوجئ الإسرائيليون بأن المباحثات في هذا الشأن قد بدأت تظهر وبشكل جدي، لكن مستشارة الأمن القومي سوزان رايس لم تُصرح للإسرائيليين بحقيقة الموقف الأمريكي في المفاوضات.
الاتفاق الذي جاء كمفاجأة للجانب الإسرائيلي والذي لم يكن على علم بفحوى الاتفاق فأصدر تصريحًا بأن الاتفاق قد يكون "خطأً تاريخيًا"، بينما حاول أوباما إثناؤه عن هذا الرأي.
لكن نداء أوباما لم يفلح حيث شعر نتنياهو بأنه يقف وحيدًا. حيث رأي نتنياهو بأن الولايات المتحدة –بهذا الاتفاق- تخلت عن هيمنتها وبذلك ستسقط العقوبات عن كاهل إيران، ونتيجة لذلك سيتجمد الموقف. ستُمثل إيران عقبة نووية وستبقى إسرائيل بخيارات محدودة.
الانطباع الذي كونه نتنياهو حول الاتفاق لم يكن صحيحًا بالكامل ويحتاج إلى تصحيح وفقًا لـ"دينيس"، حيث شعر نتنياهو بأن قرار أوباما لا رجعة فيه وأن الاتفاق جاء بناءًا على حسابات داخلية لم تدع له خيار إلا الاتفاق.
تتطلب الأمر أكثر من مكالمة بين الطرفين –أوباما ونتنياهو- في محاولة من أوباما لتصحيح الانطباع المأخوذ عن الاتفاق من الجانب الإسرائيلي وفقًا للصحيفة.
منذ بداية مدته الرئاسية ركز أوباما على ترسيخ مما عُرف بعد ذلك بالمسار المزدوج ذلك بالنسبة لإيران وبرنامجها النووي: أن يكون على استعداد تام للتعامل بشكل مباشر مع البرنامج النووي الإيراني والعمل على إعلاء الهيمنة الأمريكية على المفاوضات. استكمال الضغط على إيران بطريقتين. الأولى، التفاوض مع الولايات المتحدة أحدث شرخًا في النخبة الإيرانية. الثانية، إذا وضعت إيران حائلًا للتفاوض مباشرةً، هذا سيجعل الأمور أسهل للولايات المتحدة لتنفيذ عقوبات على إيران، لكن هذا الأمر قد لا يفلح.
الأمر بالنسبة لإسرائيل تهديد وجودي. في 2009 في أول اجتماع لأوباما مع نتنياهو شرح الأول استراتيجية المسار المزدوج للأخير، حيث شعر بضرورة إيضاح أن الولايات المتحدة يمكنها تشكيل ضغوطات على إيران بالنسبة لبرنامجها النووي.
فيديو قد يعجبك: