كيسنجر يجيب: الأسد أم داعش.. من يسقط الأول
كتبت – أماني بهجت:
في مقال كتبه لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، يجادل وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر في أهمية الدور الروسي في سوريا، وأن الرغبة للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية يجب أن تطغى على تلك الخاصة بإسقاط نظام الأسد، وأن التدخل الروسي ربما يساعد في إعادة الاستقرار إلى الشرق الأوسط الذي لطالما سيطرت عليه الولايات المتحدة الأمريكية.
في مقاله الذي عنونه بـ"في سبيل تفادي سقوط الشرق الأوسط"، يتحدث كيسنجر عن أن المنطقة "في حالة من الفوضى" وأن حركات الغير تابعة للدول مزقت بلاد مثل ليبيا، واليمن وسوريا والعراق.
يقول كيسنجر عن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، والمعروف أيضًا باسم داعش، أنها "عدوا بلا هوادة للنظام العالمي"، ويسعى لتغيير النظام العالمي بإمبراطورية إسلامية.
على الرغم من سيطرة الولايات المتحدة على المنطقة من بعد حرب 1973، فواشنطن الآن تبدو في حالة من الاغتراب عن كل حزب ومجموعة في المنطقة، ويحذر هنري هنا من فقدان أمريكا السيطرة على قدرتها على تشكيل الأحداث.
يقول وزير الخارجية الأمريكي الأسبق أن روسيا ببساطة ملأت الفراغ الذي خلّفته سياسات الولايات المتحدة المرتكبة والمتناقضة. التدخل الروسي في سوريا تقوده أهداف جيوسياسية عوضًا عن مخاوف أيدولوجية. وعندما تأتي الأيدولوجية للعبة، فالصراع هنا بين "طرفين كل منهما صارم ومروع" وفقًا لتعبيره: الشيعة بدعم من إيران، والسنة بدعم من دول مثل مصر، والسعودية والأردن.
وفقًا لكيسنجر، فإيران هي قوة إمبريالية تسعى لتمديد تأثيرها عن طريق دعم حكومة الأسد في دمشق، بالإضافة إلى الفاعلين غير الحكوميين مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن.
وتسعى الدول السنية لإسقاط الأسد لخوفها من التخطيط الإيراني أكثر من خوفهم من داعش.
يكمل كيسنجر مقاله بأن الولايات المتحدة قد استعدت حلفائها بتوقيعها الاتفاق النووي مع إيران، "الأفعال التي قامت بها أمريكا وادعت أنها جزء من التكتيكات انتهت إلى إذعان أمريكي للسيطرة الإيرانية" في الشرق الأوسط السني.
ويحذر كيسنجر أنه لا يجب المقارنة بين الاتفاق النووي الإيراني لما حدث بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين في 1970: في ذلك الوقت حدث تقارب بين واشنطن وبكين، وخصيصًا فيما يتعلق بالاتحاد السوفيتي، بينما الولايات المتحدة وإيران مازالا على خلاف حتى اليوم.
يقول كيسنجر في مقاله أن بينما التدخل الروسي "يخدم المصالح الإيرانية في استدامة النفوذ الشيعي في سوريا"، فموسكو ليست مطالبة بدعم الأسد لأجل غير مسمى. في هذا السياق، وبهزيمة روسيا لتنظيم الدولة الإسلامية بدون تدخل صريح من إيران ربما يحفظ ماء الوجه للكتلة السنية، حيث أن المناطق المحررة "والتي عادت للسيطرة السنية" ويرى كيسنجر أنه سيكون هناك دور لمصر والأردن وتركيا والسعودية.
واقترح كيسنجر في مقاله أن تتحول سوريا إلى فيدرالية بعد هزيمة داعش، حيث أن ذلك "سيساعد على تقليل مخاطر حدوث مجازر وحوادث اباده أو فوضى تقود لانتصار الارهابيين"، يجب على واشنطن أن تستعد لعقد حوار مع طهران حول" عودة إيران لدورها كدولة تابعة لمعاهدة ويستفاليا في داخل حدودها."
فيديو قد يعجبك: