إعلان

هل الدولة الإسلامية في طريقها إلى الفشل؟

01:37 م الثلاثاء 27 أكتوبر 2015

داعش

كتبت - أماني بهجت:

لم يعد التنظيم الذي بثّ الرعب وصار تهديدًا للعالم هو محور الانتباه، بينما التدخل الروسي في الحرب السورية صار كذلك، -التدخل الروسي لمساندة نظام بشار الأسد- بالضربات الجوية ضد المسلحين، ومن ضمن المجموعات التي تستهدفها الضربات الروسية هو تنظيم داعش.

تزعم موسكو بأنها قامت بتدمير العشرات من مخازن الأسلحة والإمدادات للتنظيم، بينما تُشير الوقائع إلى أن موسكو تستهدف مجموعات المعارضة المعتدلة أولًا. بأية حال، فتوسع التنظيم في الاستيلاء على المناطق المختلفة التنظيم سواء في سوريا أو العراق قد بدأ التعثر.

نجاحات التنظيم الأحدث عهدًا تتضمن تفجيرات انتحارية في مناطق بعيدة والتي يمكن أن تكون مستلهمة من التنظيم وليس بالضرورة من تخطيط التنظيم ذاته. مما يعطي شعور بأن التنظيم مازال قادرًا على اكتساب الأرض أو الحفاظ على قوته مما يدعو للتساؤل، هل التنظيم يفشل الآن؟

وفي هذا السياق يطرح رونالد تريسكي بعض الأسئلة في مدونة ذا كومباس.

1. المجندين الجدد:

كم أصبح عدد المتطوعين الجدد الذين يحاولون الانضمام للتنظيم؟ وأين هم من ساحات القتال الآن؟ وفقًا للتقديرات الرسمية الغربية، فعدد المنضمين الأجانب شهريًا هو 1000 مقاتل؟؟ لكن، الآن، هل يبدو هذا الرقم منطقيًا؟ بعض من هؤلاء المقاتلين الجدد قد يكونوا أجانب بالفعل، والبعض الأخر قد يكون تحول من القاعدة 

إلى داعش من أجل مرتب أفضل أو مكانة أعلى بين المقاتلين. القصص المثيرة للمشاعر عن مقاتلين أجانب يحاولون الانضمام تم القبض عليهم وهم في طريقهم لسوريا أصبحت نادرة للغاية.

الكاريزما التي أحاطت بقصة الخلافة تتلاشى يومًا بعد يوم. حتى إذا كانت عدد المقاتلين كثير للغاية، فما هي مؤهلاتهم العسكرية، معظمهم غير مدرب. في البداية يتم وضعهم في مناطق للحراسة، وبعد فترة يبدأ التدريب لكن الغالبية تلقى حتفها. الأصل في القتال هو الشجاعة وليس المهارات القتالية.

2. هل تُسيطر داعش حقًا على مناطق شاسعة من الأراضي السورية والعراقية؟ كان هذا السؤال محل شك حتى في العام الماضي وقت عندما استولت داعش على هذه المناطق، فمعظم هذه المناطق هي مناطق جبلية. كيف ولماذا جيش غير نظامي تعداده من 20 ألف لـ 30 ألف مقاتل أن يقوم بالسيطرة على هذه المساحات الجبلية والتي تتضمن بضع قرى صغيرة ويمكن لجيش نظامي أن يستردها في ساعة أو ساعتين؟ يسيطر التنظيم على مدينة تدمر الأثرية ذات الطبيعة.

الخلافة الغير رسمية للدولة الإسلامية تمتد من الرقة وتتوسع شمالًا، حيث تسيطر على الضفة الشمالية من نهر الفرات "القوات الحكومية تسيطر على الضفة الجنوبية"، وصولًا للرمادي، الفالوجة وبغداد، حيث يتلاقي نهر الفرات مع دجلة. هذا الانجاز المبكر الذي حققته الدولة افسلامية ربما يكون الخطة الاستراتيجية للتنظيم، حيث السيطرة على منابع المياة في كل المنطقة، وبذلك يهدد بغداد. ربما تكون السيطرة على المياه إحدى أخطر استراتيجيات داعش.

3. ما مدى صلابة دولة الخلافة وبنيتها الأساسية، وما مدى الحماس الموجود الآن لدى المقاتلين؟ تظهر المعارك الأخيرة على الأرض أن الروح المعنوية لدى المقاتلين منخفضة. تفيد تقارير إعلامية أن عدد من كبير من الأطباء وأخرون يفرون من المناطق التي يسيطر عليها التنظيم مع اللاجئين المتوجهين لأوروبا. بينما الدعاية الإعلامية لداعش تفيد بأن من يرحلون لأوروبا يرحلون لإعادة عائلاتهم النازحة لأوروبا.

4. هل مازالت وسائل داعش في القتال تُرهب أعدائهم؟ نظرية الصدمة التي كان يتبعها التنظيم البربري قد فقدت تأثيرها. الفيديوهات القاسية التي يقوم التنظيم بإنتاجها لم تعد تُعرض في وسائل الإعلام الغربية. الجنود السوريون التابعون للحكومة، والمقاتلون الأكراد، والميليشيات الإيرانية، كلهم يعلمون جيدًا ما قد يحدث لهم إذا ما وقعوا في يد التنظيم، ولم يعد يرعبهم ذلك.

5. تحت قيادة الدولة الإسلامية ما مدى صعوبة حكم التنظيم عسكريًا بعد مقتل مسئولين عسكرين كبار في التنظيم؟ هل لايزال التنظيم قادرًا على تنظيم هجمات مؤثرة على الأرض؟ ما مدى تماسك هيكل الحكم الديني الذي يترأسه أبو بكر البغدادي؟إلى أي مدى تؤثر الخلافات بين الكبار على التنظيم؟ فالبغدادي نادرًا ما يُنشر له تسجيلات صوتية ولم يظهر للعامة منذ يوليو 2014 في أحد مساجد الموصل. هل مازال قادرًا على قيادة التنظيم وتحفيز المقاتلين الجدد؟

6. أين تكمن أهمية السيطرة على أراض متجاورة وقوات متماسكة ومتجانسة يقاتلون من أجل اسقاط الحكومة؟ التنظيم يتراجع في العراق وتحت وطأة هجمات شديدة في سوريا. التنظيم لم يعد يتوسع في المناطق المجاروة. ولأسباب أيدلوجية، إذا لم تكت الخلافة تتمدد وتتوسع فهي بذلك فاشلة. في الواقع الخطورة التي تمثلها داعش أصبحت تتقلص، فبدلًا من أن كانت تهديد للأنظمة، الآن أصبحت تحاصر مناطق مركزية وتكمن نجاحاتها في تفجيرات انتحارية بالخارج.

7. إلى متى يمكن لداعش تفادي الهجمات لاستعادة الأراضي التي أُخذت من تحت سيطرتها، مثل الرقة والموصل والرمادي؟ فالرقة الآن تقع تحت الضربات الجوية، على الرغم من كونها أول المناطق التي سيطر عليها التنظيم. الموصل والرمادي يقبعون تحت حصار شديد، يحيطهم قوات كردية وعراقية وإيرانية. الهجمات اللازمة لاستعادة هذه المناطق تتطلب إهدار الكثير من الدماء، الكثير من المدن أصبحت كمدن الأشباح بعد توقف القتال فيها ككوباني. العديد من خطوط التواصل والامداد للتنظيم مههدة بالانقطاع، حتى وإن كان يُسمح بمرور الغذاء وبعض الإمدادات الأخرى لخدمة السكان المحليين في المناطق التي تسيطر عليها داعش.

8. السؤال الأخير يخص الاستخدام الجيد للتنظيم لوسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة دعائية. ربما تكون الحملات الإعلامية الغربية ضد داعش بلا جدوى، لكن قوة ومدى تأثير التنظيم على التأثير على وسائل التواصل الاجتماعي يتقلص. لا شك أن بعض الشباب الأجانب مازالوا يصلون للمناطق التي يسيطر عليها التنظيم في مهام، وأخرون مازال يسيطر عليهم الانبهار بالعقلية الجهادية ويدفعهم ذلك لعمل عمليات متفرقة. على المدى متوسط الأجل فدعايا داعش لن يبقى لها أي تأثير.

لا شك أن يكون هناك احتمالية أن يكون التنظيم يعيد الترتيب من الداخل ويقوم بعملية عسكرية جديدة، لكن الدلائل تُشير إلى اضمحلال التنظيم سواء أيدولوجيًا أو من ناحية العُدة.

 

فيديو قد يعجبك: