في قرية هندية.. حياة البقرة أهم من المسلمين

كتبت-هدى الشيمي:

وصل الوزير، وملأت الدراجات النارية الشوارع الغير ممهدة، ويقف رجال الشرطة في حرار الشمس الحارقة، حاملين أسلحتهم مستعدين لاستعمالها وتصويب النيران، لتأمين حماية وزير الثقافة الهندي، وأحد أعضاء حزب "بهاراتيا جاناتا" ماهيش شارما، بحسب صحيفة الجارديان البريطانية.

تقول الصحيفة إن شارما ذهب لتقديم التعازي لعائلة محمد الاخلاق في منزلهم بقرية بيشارا، خمسين عام، والذي توفي بعد ضربه حتى الموت، على يد مجموعة من الرافضين لتناوله لحم بقري.

وأوضحت أن الجموع قتلت الأخلاق وهجمت على عائلته، لأنها تراهم ارتكبوا جرما، وهو تناول لحوم البقر، والذي يعتبر كائن مقدس لدى حوالي 80 % من معتقدات الهندوس.

اقتحم عدد من الأشخاص منزل الاخلاق، وجروه وابنه إلى الخارج، وتجمع حولهم باقي الأفراد وضربوهم بالطوب والحجارة، فمات الأب، ويصارع الأبن للبقاء على قيد الحياة في المستشفى.

وفقا للصحيفة، فإن زيارة شارما للقرية يعتبر نوعا من رد الجميل لناخبيه، الذين ساعدوه على احراز انتصارا ساحقا في مايو 2014، وفي مقابلة أجريت معه قال شارما إن عملية تطهير الهند من التطرف، والتميز العرقي ضروري، لاستعادة ثقافة الهند، وتعليقا على مقتل محمد الاخلاق قال "ما حدث أمر مأسوي، ولكنه نتيجة لسوء تفاهم".

ذكرت الصحيفة أن أحدهم عثر على عظام وبقايا البقر على حدود القرية، فاستخدم مكبر الصوت الخاص بأحد المعابد، وأعلن ما حدث، وأتهم أحدهم بتناول اللحم.

وتروي ديرات سينج، الأم لشابين معتقلين لمشاركتهم في الحادث، إن هناك من يقول إنه رأى امرأة مسلمة تحمل كيس لحم، فلا أحد يعلم ما حدث فعلا، ولكننا جميعا استمعنا للإعلان عن تناول المسلمين للحوم، فخرج الكل وذهبوا إلى منزل الاخلاق، دخب حوالي 60 أو 70 شخص البيت وسحبوهم من الأسرة وأخرجوهم وضربوهم حتى الموت. 

بحسب الصحيفة، فإن قتل الأبقار في الهند ممنوع قانونا، إلا أن ذبحه من أجل تناول اللحوم لا يعد جريمة، مشيرة إلى أن الجموع عثرت على بقايا لحم في منزل الاخلاق، والتي أرسلت إلى الطب الشرعي لفحصها.

وأكد ساتيش سينج، الناشط في إحدى المؤسسات الهندوسية الروحية على تنديد الهندوس لهذا الحادث، مؤكدا "لم يكن له أي داعي".