المُسلمون "بنسخهم" الثلاثة على مائدة حوار بين مسلم وملحد (تقرير)
كتب - محمود سليم:
جلس ماجد نواز المسلم البريطاني مع محاورة المفضل سام هاريس، المُفكر المعروف بفكره الإلحادي في أمريكا؛ على مائدة حوار لإيجاد أرض مشتركة تجمعهم، خلال حديثهم حول ما إذا كان الإسلام دين سلامٍ أم حرب؟
ونشرت مطبعة جامعة هارفرد، الحوار القصير المُكثف بينهما، ولم يحقق مبيعات كثيرة، ولكن مجلة الإيكونوميست البريطانية، تتوقع أن يتنشر الحوار في البرامج الحوارية والصحافة، خلال الأشهر القادمة، كما انتشرت مناظرتها في 2010، عندما طلب هاريس من نظيره "إثبات أن المسلمين يؤمنون بدين سلام عكس ما تثبته نصوص القرءآن"، بحسب اعتقاد هاريس.
بينما يرُد نواز بأن الإسلام ليس دين سلام ولا حرب، بل هو دين شامل، خضع لتفسيرات كثيرة على مر العصور، ولا يزال حتى الآن.
شارك نواز، والذي كان مسجونًا في مصر بتهمة التطرف لعامين، في تأسيس منظمة كوايليم البحثية، في لندن، والتي تصف نفسها بأنها "منظمة فكرية ضد التطرف".
وتشير المجلة، إلى أن هاريس يرى أن الإسلام كمشروع قائم على التفاهم السلمي والتسامح، لا يمكن أن يقوم به غير المسلمين، ولكنه "يشكك - بأدب - في فرصهم في النجاح".
ويعترف نواز في بعض الأحيان، بأقلية المفكرين الإصلاحيين (مثله) والذين يريدون الجمع بين الإسلام والحكم العلماني وأفكار الغرب عن المساواة، لكنه يشدد أيضًا على أن الإسلاميين الذين يرغبون في استخدام القوة لفرض صيغه معينه للإسلام هم أيضًا أقلية.
ويعتبر ماجد نواز، الليبرالي المسلم، أن أغلبية المسلمين محافظين، بمعنى عدم احتياجهم لدولة تفرض دينهم، مشيرًا إلى أنهم يشكلون حلفاء جيدين ضد المتشددين ولكنهم يعارضون حقوق المساواة بين الجنسين.
وتعتبر المجلة أن المُلفت في كلام نواز، أن حديثه يسير في طريق مختلف مع ما تقدمه منظمة كوايليم من أفكار، والتي تُعد أحد الدعاة الأساسين للتفكير التقليدي الجديد حول كيفية مواجهة بريطانيا والدول الغربية لتحدي الإسلام المتشدد.
وبحسب هذا الخط من التفكير، الذي اكتسب الكثير من النفوذ في الغرب، فإن الشخص المُحافظ هو بوابة للتأسلم بشكله العنيف، ويجب أن يحارب الأمرين (المتشددين والمحافظين) معًا بنفس الحدة، حتى لو كان ذلك يعني زيادة كبيرة في عدد الأشخاص الذين نواجههم، ومُصادرة حليفًا مفيدًا ضد الجهادية.
وتوضح المجلة "ما يقرب من 1.6 مليار مسلم حول العالم، يتمتع منهم نحو 10 في المئة بعقلية متفتحة وهو الشكل الذي يتناسب مع العلمانية، وحقوق الإنسان والمساواة، و25 في المئة يميلون نحو نسخة أخرى من الدين الذي تفرضه الدولة، ويضم هذه الفئة 10 في المئة من أنصار الجهاد.. ولذلك "دعونا نفترض أن الـ 65 في المئة الباقيين هم المؤمنين المحافظين، لا ليبرالي ولا اسلامي".
ووفقًا لما يقوله نواز في كتابه، فإن هناك ظروفا معينة تقول إن الأنسب تقديم الدعم للـ 65 في المئة من المحافظين إذا كان هدفك هو عزل الإسلاميين بشكل عام والجهادية على وجه الخصوص.
وبحسب منظمة نواز الفكرية (كوايليم)، فإن المحافظين يجادلون طوال الوقت، ولهذا يجب على المصلحون (10 في المئة من المسلمين)، خوض المعركة وحيدين لكسب الـ 90 في المئة الباقيين.
بينما يعتبر هاريس المفكر المُلحد، بحسب مجلة الأكونوميست، أن الاقتراح الأول يبدو وكأنه صعب، ولكن الأخر، من الناحية الموضوعية أصعب بكثير.
فيديو قد يعجبك: