واشنطن بوست: التدخل الروسي في سوريا يمنع انتهاء الأزمة
كتبت- هدى الشيمي:
وجدت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن التدخل الروسي في سوريا، سيغير وجه الحرب تماما هناك، حيث يساعد الرئيس السوري بشار الأسد على الوقوف على قدميه مرة أخرى، وسيعقد محاولات التدخل الأمريكي في توسيع ضرباته ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
وقالت الصحيفة – في تقرير على موقعها الإلكتروني-إن الإدارة الأمريكية لم تنفذ أي خطوة في استراتيجيتها في سوريا، والتي تعتمد على شن غارات على معاقل داعش، وتقديم المساعدات للمعارضة، والذين يحاربون التنظيم، ثم التفاوض للوصول لحل ينهي الحرب الأهلية التي تقسم البلاد.
وعلق أحد المسئولين السياسيين على التدخل الروسي في سوريا، متسائلا "إذا أراد بوتين الحصول على الانتباه، فأظن أنه نجح، إما إذا رغب في انهاء الحرب فارتكب خطأ استراتيجي كبير"، مشيرا إلى أن سوريا تظهر الآن في صورة المعادية للمسلمين السنة، لذلك تجذب كافة الجماعات المتطرفة، من بينهما داعش.
وتشير الصحيفة إلى قلق مسئولين في الإدارة الأمريكية، من الأضرار التي ستلاقيها أمريكا مثل سوء سمعتها، وفشل سياستها الخارجية، وعدم قدرتها على تحقيق أهدافها في مكافحة الإرهاب، في حالة عدم التدخل وسرعة التصرف فيما يحدث في سوريا، وخاصة في المناطق الشمالية الغربية والقريبة من الحدود التركية، والتي تنفذ فيها الطائرات الروسية غاراتها بالفعل.
وفي حالة مساعد روسيا لبشار الأسد، وتمكنت من ابقائه في السلطة، تؤكد الصحيفة أن المشاكل التي سيواجهها الغرب بسبب الحرب السورية، وزيادة التطرف سيزداد سوءا.
يقول إيجور سوتياجين، خبير في الدراسات الروسية في معهد الخدمات الملكية المتحدة في لندن، إن استراتيجية بوتين في سوريا، تعتمد على ضرورة تقبل شروطها في سوريا، والسماح للأسد بالبقاء في الحكم، ثم الانسحاب وترك أمريكا وحلفائها يحلون المشكلة، وإذا لم يقبل الغرب بذلك، فسيواجهون الفوضى، والمزيد من الحرب والذي يتسبب بدوره في تدفق اللاجئين على أوروبا.
من جانبها تؤكد الإدارة الأمريكية أن ما تمر به سوريا من حروب أهلية، لا يمكن حلها إلا من خلال المفاوضات، ومن المتوقع أن يطالب أحد الأطراف رحيل الأسد كشرط أساسي لانتهاء الأزمة.
وبحسب خبير في المخابرات الأمريكية، فإن الحل الوحيد لانهاء الازمة يعتمد على تعاون كافة الجماعات المعارضة المعتدلة، ومن يبقي في النظام بعد رحيل الأسد، مشيرا إلى أن أفعال روسيا وتدخلها المفاجئ سيعرقل عملية المفاوضات.
فيديو قد يعجبك: