لماذا يهرب المقاتلون الأجانب من تنظيم داعش؟
كتبت- هدى الشيمي:
حياة المقاتلين في تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" ليست كما تبدو، فهناك العشرات الذين يهاجرون التنظيم خلال العامين الماضيين ثم ينتقدون أسلوب المعيشة هناك، وهذا بحسب ما نقله موقع فوكاتيف الأمريكي عن منظمة بحثية تتتبع أعضاء التنظيم.
نقل الموقع عن دراسة نٌشرت في كلية كينجز بلندن، إن حوالي 53 مقاتل سابق في صفوف داعش، تحدث علانية وصرح بالكثير ضد التنظيم، في نفس الوقت الذي انضم فيه أكثر من 20 ألف مقاتل أجنبي للتنظيم، بعد جذبهم بحلم المدينة الفاضلة، وتأسيس دولة إسلامية حقيقية.
وقال كاتب الدراسة "لا يوجد أحد لديه مصداقية والقدرة على وصف ما يحدث داخل داعش، أكثر من الذين خاضوا التجربة وعاشوها كاملة"، مشيرا إلى أن شهادتهم ستعلب دورا رئيسيا في منع تجنيد الشباب الصغير، ونقل الموقع مجموعة من الأسباب التي تدفعهم إلى الهجرة وترك القتال، وهم:
1- حياة شاقة:
قرر بعض المقاتلين الأجانب الانشقاق وترك التنظيم، لعدم قدرتهم على التأقلم مع الحياة الصعبة، أو الشاقة التي يعيشها باقي المقاتلون، فمع وجود أعداد محدودة من البضائع الفاخرة، والتي انتهت بعد فترة قصيرة، وانقطاع الكهرباء الدائم، وعدم وجود مأوى مريح، اكتشفوا إن الوضع يخالف توقعاتهم تماما، وأنه كئيب وممل.
2-الوحشية العشوائية:
بينما يقوم التنظيم بقتل وذبح ورجم واعتقال الأقليات في المناطق التي يسيطر عليها، لاحظ المقاتلون إن الأمر يصل إلى السنة المسلمين، وتعذيب النساء والأطفال دون أي ذنب، وانتزاع كافة سبل الحياة منهم.
3- القتال الداخلي الدائم:
أكد بعض المقاتلين إن التنظيم استهلك الكثير من القوى، أثناء قتاله مع جماعات سنية أخرى مثل أحرار الشام، وجبهة النصرة، وفرع تنظيم القاعدة، بدلا من بذل كل الجهد للقضاء على بشار الأسد، ومع رفض المقاتلين الاشتراك في تلك النزاعات، لما فيها من زعزعة الاستقرار، وزيادة الإرهاب.
4- الفساد:
بحسب المقاتلين فإنهم اكتشفوا أن تنظيم داعش يعاني الفساد، فالخلفاء والقادة الكبار في التنظيم يفضلون المقاتلين الأجانب ويعاملوهم بطريقة أفضل كثيرا من غيرهم، ووجدوا أن هذه الطريقة بعيدة كل البعد عن الدين الإسلامي، والذي لغى بنزوله العنصرية، وحث الجميع على المساواة.
فيديو قد يعجبك: