من بيروت إلى باريس.. عالم لا تعنيه أرواح العرب
كتب ـ علاء المطيري:
انتفض العالم عندما سالت دماء الأبرياء في أرجاء باريس، رافضا ومتحديا لغة القتل التي باتت قاسما مشتركا بين كل ظالم ومظلوم في عالم يموج بالصراعات.
"من بيروت إلى باريس".. القاتل واحد وإن تعددت الأسماء والضحية برئ وإن لم يكن من بلاد الغرب.. هكذا تقول صحيفة هافنجتون بوست عبر مقال كتبه مدون يدعى "إليي فارس، على موقعها الإليكتروني، الأحد، ذكر فيه كيف راقب هجمات باريس والمكان الذي كان يجلس فيه قبل عامين عندما تعرض للهجوم.. كيف أزهقت أرواح الأبرياء، لكنه لم ينسى بيروت، مشيرا إلى أن من قتلوا فيها قبل أيام، هم أيضا أبرياء وإن كانوا من بلاد العرب وشعوبهم التي ربما لا يلتفت العالم إلى إزهاق أرواحهم أو ينتفض في وجه من يقتلهم أيا كان.
وتابع المدون أنه عندما سقط الناس في بيروت في تفجير 12 نوفمبر الجاري لم يخرج قادة العالم لإدانة الحادث الإرهابي.. لم يكن هناك تصريحا واحدا يتعاطف مع الضحايا أو مع الشعب اللبناني.. لم تضي أي من الدول ألونها بألوان علم لبنان.. لم يعلن العالم الحداد وكأن شيئا لم يحدث في هذا المكان.
وفي باريس كان الأمر مختلفا أصبحت العاصمة الفرنسية وضحايا هجماتها محط أنظار العالم وقبلة المواسين والمواساة وخرج قادة العالم بتصريحات تستنكر وتؤاذر الفرنسيين بعدها بدقائق.. وأشير بأصابع الإتهام إلى اللاجئين العرب..
حتى العرب
يتابع المدون " حتى العرب الذين لم ينتفضوا لما حدث في لبنان منذ أيام انتفضوا لما حدث في باريس وكأن ما يحدث في ديارهم لا يعنيهم.. وحتى بين شعبي شعرت وكأن العرب وأرواحهم شيء لا يعني العرب أنفسهم.. يبدوا أننا لا نستحق الاهتمام سوءا كنا أحياء ولا حتى الدعاء لضحايانا الأبرياء".
لا نعتني بأنفسنا
تابع المدون اللبناني عبر مقاله في هافنجتون بوست" حتى نحن لم نعد نشعر أننا على ذات القدر من الأهمية التي نمنحها للأخرين في باريس.. الحقيقة أننا أناس لا نهتم حتى بأنفسنا، تعودنا على أن نكون كذلك.. لتذهب تلك العادة إلى الجحيم.
أنجلينا جولي
بينما يتحدث الجميع عن هجمات باريس، لا يتذكر أحد هجوم داعش على لبنان.. كلا الدولتين في حاجة إلى الدعم والدعاء.. كلمات كتبتها الممثلة الأمريكية أنجلينيا جولي في تدوينه على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أوضحت فيها أن باريس ليست وحدها من يحتاج إلى الدعاء.. فبغداد التي تفجر فيها جنائز الموتى في حاجة إلى الدعاء، في لا تنال ذات القدر من اهتمام العالم لأن لا أبيض يموت في تلك التفجيرات.
يجب علينا أن ندعوا للعالم الذي يلوم على اللاجئين ويعتبر أنهم سببا للهجمات الإرهابية، دون أن يعطوا أنفسهم برهة للتفكير فى المصير الذي يواجهه هؤلاء العزل الذي أجبرهم على الفرار.. يجب أن يفرق العالم بين من يهاجم الأبرياء وبين أبرياء فروا من أمثال هؤلاء.
وتابعت "يجب أن ندعوا لأولئك الذين يتركون ديارهم وأموالهم ويسيرون شهورا بين الدول ليبحثوا عن مأوى بعد أن ضاقت بهم سبل الحياة في أوطانهم التي مزقتها الحروب.
وتابعت نعم يجب أن ندعوا إلى باريس وأهلها الذين يدافعون عن وطنهم، لكننا يجب أن ندعوا المزيد من أجل أولئك الذين لا يجدون أوطانا يدافعون عنها بعد أن فروا وهجروا من أوطانهم التي مزقتها الحروب.. لا يجب أن تقتصر دعواتنا على أولئك الذين يعيشون في الأبراج ويقصدون المقاهي التي تروق لنا رؤيتها.
فيديو قد يعجبك: