حوار تلفزيوني يكشف تواجد أمريكا في 90% من دول إفريقيا
كتب - علاء المطيري:
أثارت أزمة احتجاز رهائن في فندق "راديسون بلو" في العاصمة المالية باماكو ردود أفعال عالمية دفعت الكاتب الأمريكي جوان جونزالس في الربط بينها وبين انتشار الفوضى في ليبيا بدعم أمريكي.
وفي مقابلة تلفزيونية جمعته مع المؤرخ الأمريكي نيك تورس، مساء أمس الجمعة، في برنامج "الديمقراطية الآن" - الذي يذاع على 1250 محطة راديو وتلفزيون حول العالم - وتقدمه آمي جودمان، قال كونزالس إن أزمة الرهائن لم تنته، مشيرا إلى أن احتجاز 180 شخصا في فندق على يد مسلحين ليس الأول من نوعه في مالي التي واجهت تمرد المتشددين في الشمال عام 2012.
وتابع أنه رغم التدخل الفرنسي حينها إلا أن العنف تواصل، وأن فهم الأمر هناك يتطلب الرجوع إلى كتاب نيك تورس بعنوان "معركة الغد"، التي تتحدث عن حرب أمريكية بالوكالة والعمليات السرية في أفريقيا، وتمدد أمريكا في أفريقيا، مشيرا إلى أن أمريكا أصبحت متواجدة عسكريا في 90% من الدول الأفريقية الـ 54.
وفيما يلي نص الحوار بين جودمان وجونزالس ونيك تروس:
جودمان
ما هو تعليقك على أزمة الرهائن في مالي؟
جونزالس
الأزمة قائمة، والمشتبه بهم إسلاميين، وعدد الرهائن تخطى 180، إضافة إلى 3 قتلى، وتم تبادل إطلاق نار مع القوات الخاصة المالية تلاه تحرير عشرات مهم، لكن تقارير تتحدث عن أن الخاطفين أطلقوا سراح الرهائن المسلمين وأبقو غير المسلمين في حوزتهم.
جودمان
رغم التدخل الفرنسي في 2012 إلا أن العنف لم ينته، لماذا؟
نيك تورس
في مالي قامت الولايات المتحدة بتدري ضابط استطاع الإطاحة بالحكومة المنتخبة ديمقراطيا قبل عامين، كما نعرف.. إن مالي كان من المفترض أن تصبح محصنة ضد الإرهاب.. كان من المفترض أن تكون قصة نجاح، لكن البديل عن ذلك ما نراه اليوم.
يمكنني لفت الأنظار أيضا إلى أن الولايات المتحدة دربت ضابطا آخرا استطاع أن يطيح بالحكومة في بوركينا فاسو قبل عام.. فجميعا نسمع عن احترافية العسكريين وقيمهم المتأصلة، لكن ما يحدث في تلك القارة مختلف تماما.
فإذا نظرنا إلى مجموعات العسكريين الذين ندربهم ووضعناهم على قائمة حقوق الإنسان التي تقرها وزارة الدفاع الأمريكية سنجد أنهم ينتهكون تلك الحقوق ويتصرفون بطرق غير ديمقراطية.. إن الولايات المتحدة ترتبط بعسكريين يتم رؤيتهم كقمعيين حتى من حكومتنا ذاتها.
جودمان
ما هي مصالح أمريكا في أفريقيا؟
نيك تروس
إنه من الصعب أن نرد على هذا السؤال بالتأكيد.. أعتقد أن أفريقيا تظهر في نظر أمريكا كمكان للحكومات الضعيفة.. يجب أن نعرف ذلك.. إنها تبدوا لأمريكا كمناطق عرضة للإرهاب الذي يمكن أن ينتشر فيها إذا لم تتدخل أمريكا.. فليس أمام أمريكا أدوات أخرى سوى المطرقة، ولسوء الحظ يمكن رؤية أظافرها في كل مكان.
جودمان
كتبت عن الطائرة الورقية بدون طيار "Drone Paper"التي تم وصفها بـ إدوارد سنودن ثان، وتحدثت عن مشروع الاعتراض.. ماذا يعنى لأفريقيا؟
نيك تروس
حسنا، تحدثت عن الطائرات بدون طيار وكثرة قواعدها.. وأنظر إلى يوم تصبح فيه تلك الطائرات آلة الحرب الأمريكية في تلك القارة وطريقة القتال المفضلة لأمريكا فيها.. أنا أتحدث عن استراتيجية أوباما التي تريد التخلص من تبعات التدخل العسكري بجنود على الأرض خاصة بعد الكوارث التي تعرضنا لها في العراق وأفغانستان.
إن أوباما تعلم بثقل كيف يستخدم الطائرات والقوات الخاصة لتنفيذ عمليات دقيقة ذات فاعلية كبيرة دون التواجد على الأرض بجيوش جرارة.. ربما يكون ذلك الجانب الأكثر مفاجئة.
جونزالس لـ نيك تروس
في ضوء التقارير التي توضح انتشار بوكو حرام والشباب وتمزق مستمر في ليبيا.. إلى أي حد يمكن للعمليات الخاصة يمكن أن تنجح وعلى أي المناطق سيكون تركيزها؟
نيك تروس
حسنا، أعتقد أن ليبيا هي أفضل مثال على ما تنوى أمريكا المضي به قدما.. فهي انضمن لتحالف الإطاحة بالديكتاتور معمر القذافي، وأعتقد أن هذا الأمر تم اعتباره نجاحا كبيرا، فبعد سقوط القذافي يمكن القول أن خطط أمريكا تسير وفقا لما تم رسمه لها في واشنطن.. رأينا ليبيا تدخل في فوضى وتلك كابوس مزعجا لليبيين لم يروه من قبل.
وبدأت الفوضى تتجه نحو القارة الأفريقية جنوبا، فالطوارق ـ مجموعات نخبة كانوا يعملون لصالح القذافي استولوا على أسلحته بعد سقوطه وبدأوا التوجه نحو مالي ـ وطنهم التقليدي لاقتطاع جزء منه، وعندما فعلوا ذلك ساندت أمريكا العسكريين في مالي ودربتهم لسنوات ثم قاموا بفعل وظيفة أفضل وهي الإطاحة بالحكومة الديمقراطية المنتخبة.
ولم يكن آداء العسكريين في مالي في قتال الطوارق بذات الكفاءة التي أبدوها في الإطاحة بالحكومة، وكنتيجة لذلك يتدخل المتمردين الإسلاميين ويطردوا قوته ومقاتلي الطوارق ويصنعون مكاسب كبيرة في الدولة ويبدوا مستعدين للسيطرة عليها.
ويتابع نيك تروس..
عندها تقرر الولايات المتحدة التدخل عسكريا بصورة أخرى مفادها دعم القوات الفرنسية والأفريقية لإيقاف المسلحين، وبذلك نكون قد دفعناهم بحرب بالوكالة لم نشارك فيها.. وهي طريقة الحرب الأفضل في القارة الأفريقية.. ونقوم بوقف تقدم الإسلاميين.. لكن التمرد في مالي حاليا ذو مستوى ضعيف، حيث انتشرت الأسلحة التي كانت بحوز الطوارق وتمزقت حول القارة مع الإسلاميين بداية من بوكوحرام في نيجيريا إلى سيناء المصرية، حيث ترى أمريكا طرق لوقف انتشار المسلحين لكنها تفكر في وقت ومعدل للانتشار الذي يجب أن يتوقفوا عنده.
فيديو قد يعجبك: