نيويورك تايمز: قوات بريطانية وأمريكية تعمل سرا في ليبيا ضد داعش
القاهرة (مصراوي)
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن هناك قوات خاصة بريطانية وأمريكية، تعمل سراً في ليبيا، بغية مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) هناك، لمنعه من فتج جبهة جديدة في البلد الواقع في شمال أفريقيا.
ونقلت الصحيفة عن مسئولين غربيين، أن قوات خاصة أرسلت سراً من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، "للمراقبة وجمع المعلومات الاستخباراتية وسط ليبيا، خوفا من نقل التنظيم قاعدته الأساسية إلى هناك".
وقال المسئولون للصحيفة "إن التنظيم أحس بخسارته الأراضي في سوريا والعراق، ويفكر في ليبيا كبديل لنقل مقر خلافته، "في حال اضطر للخروج من سوريا والعراق".
وتعيش ليبيا في فوضى وأعمال عنف منذ الإطاحة بالزعيم الليبي السابق معمر القذافي وقتله في أغسطس 2011. وتتنازع حكومتان وبرلمانان على حكم ليبيا، حيث تعمل الحكومة المعترف بها دوليا في شرق ليبيا، فيما تعمل حكومة أخرى مدعومة من الإسلاميين في العاصمة طرابلس بعد طرد الأولى.
وتستغل التنظيمات المتطرفة حالة الفوضى في البلاد وتفرض سيطرتها على أجزاء كبيرة من البلاد الواقعة في شمال أفريقيا على شاطئ المتوسط. وتجري الأمم المتحدة منذ أكثر من عام مفاوضات مع الأطراف المتنازعة هناك من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وتمكن تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق من دخول مدينة سرت، مسقط راس معمر القذافي والواقعة على بعد 450 كلم شرق طرابلس في فبراير الماضي، قبل ان يفرض سيطرته التامة عليها في يونيو اثر معارك خاضها مع قوات "فجر ليبيا" الموالية لحكومة طرابلس غير المعترف بها دوليا.
في ظل انشغال العالم بمكافحة التنظيم، حول داعش "إمارته" في منطقة سرت الليبية الى "قاعدة خلفية" يجند فيها مئات المقاتلين الاجانب ويدربهم على تنفيذ هجمات في الخارج، بحسب مسؤولين وخبراء.
ويقول الخبير في الشؤون الليبية في معهد المجلس الاوروبي للعلاقات الخارجية ماتييا توالدو لوكالة فرانس برس ان "القيادة المركزية" لهذا التنظيم "استثمرت في ليبيا منذ وقت طويل (...) والان بات المقاتلون الاجانب يتدفقون على سرت بدل التوجه الى سوريا".
ويضيف لوكالة فرانس برس ان معقل التنظيم في ليبيا "يتحول الى مركز الاستقطاب الرئيسي للمتشددين في المنطقة".
ويقول المتحدث باسم القيادة العامة للجيش الليبي الرائد محمد الحجازي لفرانس برس "اصبحت سرت مقر قيادة وتحكم لأعضاء التنظيم، يجري فيها تدريب المقاتلين الجدد ونشر الفكر الداعشي".
ويؤكد ضابط برتبة عقيد في القوات الحكومية رفض الكشف عن اسمه ان "مئات المقاتلين الاجانب اصبحوا في سرت والمناطق المجاورة لها، اتين من تونس والسودان واليمن خصوصا، وحتى من نيجريا، ليتدربوا، ويتجهزوا، ويستعدوا لتنفيذ هجمات في دول اخرى".
وذكرت دراسة نشرتها مؤسسة "فيريسك مايبلكروفت" التي تقدم استشارات امنية اليوم الاربعاء ان تنظيم الدولة الاسلامية "يدرك ان الفوضى في ليبيا توفر له فرصة تعزيز" قدراته، معتبرة ان التنظيم "يستطيع المحافظة على وجود مهم له في ليبيا، يدعم فروعه في المنطقة كلها، طالما ان الحرب في هذا البلد قائمة".
ويقول مسؤول في المجلس المحلي لسرت يقيم في مدينة مصراتة التي تبعد نحو مئتي كلم شرق طرابلس "كل شيء تغير في سرت. مسلحو داعش يتجولون فيها وكأنها مدينتهم منذ وقت بعيد، الصلاة مفروضة على الجميع، الاحكام الشرعية بدأت تطبق فيها، والنساء لا يخرجن الا للضرورة".
ويضيف "تمر على نقطة تفتيش فيلقي عليك التحية ملثم سوداني. وعلى بعد امتار، تصادف مسلحا تونسيا، او خليجيا. كل هذا يجري والحكومة في طرابلس، وكذلك الحكومة في الشرق، تتجنبان خوض معركة تحرير هذه المدينة المنبوذة منذ نهاية الثورة"، في اشارة الى كونها مسقط راس القذافي الذي قتل في ثورة شعبية عام 2011.
ويقدر مسؤول في وزارة الخارجية الليبية تحدث الى وكالة فرانس برس اعداد المقاتلين الاجانب في صفوف التنظيم في سرت حاليا "ببضعة الاف"، لا انه يعبر عن خشيته "من ازدياد هذه الاعداد في ظل الضغط الذي يتعرض له التنظيم في سوريا والعراق".
ويقول مسؤول حكومي آخر في الحكومة الليبية المعترف بها ان "الضربات ضد داعش قد تدفعه الى نقل قياديين وعناصر ومراكز قيادة الى ليبيا".
ورأى رئيس وزراء فرنسا مانويل فالس الثلاثاء ان الوضع في ليبيا سيكون "الملف البارز الذي سيطرح الاشهر المقبلة"، نظرا الى التهديد المتعاظم للمتطرفين على اوروبا والدول المجاورة لليبيا، وخصوصا تونس التي سبق ان اعلنت ان منفذي الهجمات الدامية الاخيرة فيها تدربوا في ليبيا.
فيديو قد يعجبك: