"سوريون تركوا بلادهم من أجل الحرية.. فسجنتهم تركيا"
كتبت- هدى الشيمي:
صرخ أبناء غادة الخمسة، وبكوا بحرقة من الخوف، عندما اقتحم الأمن منزلهم، وطالبوا المرأة السورية الخروج برفقتهم وركوب حافلة دون أن يعرفوا السبب، وفي تقرير أعدته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، قالت إن المهاجرين السوريين غادروا بلدهم من أجل الحرية والاستقرار، وذهبوا لتركيا حيث وجدوا أنفسهم هناك في السجون.
تعد عائلة غادة، المكونة من سبعة أفراد والقادمين من مدينة حلب السورية، برفقة مجموعة من اللاجئين، تم نقلهم منذ اسبوعين لمركز احتجاز في اسطنبول التركية، قضوا عدة أيام تحت حراسة الشرطة، محاطين بأسلاك شائكة.
انتقلت غادة بعد فترة لكي تعيش برفقة عائلة أخرى، في شقة صغيرة في أحد الأحياء الفقيرة في اسطنبول، وتقول إنهم تعاملوا معهم وكأنهم مجرمين، وفقا للصحيفة الأمريكية.
تقول واشنطن بوست: "طرق أفراد الأمن الأبواب بقوة شديدة، فأصيبت العائلات بالخوف وقرروا ألا يفتحوا لهم، فاقتحموا المنازل، وألقوا القبض عليهم وتعاملوا معهم وكأنهم مجرمين، ولم يخبروهم أبدا ماذا حدث، ولماذا يحدث ذلك، بحسب غادة".
ألقت الشرطة القبض أيضا على أية، 25 عاما، والتي تعيش هي وأفراد عائلتها الأربعة، في نفس المنزل الموجودة فيه غادة وابنائها الخمسة ويفصل بينهم ستارة، وتقول "نحن ليس مجرمين، ولم نرتكب أي خطأ".
لفتت الصحيفة إلى تفضيل أية البقاء في تركيا، عوضا عن الانتقال إلى أوروبا، والتي تبدو أكثر غرابة وبعدا عن وطنها من تركيا.
تتابع أية قولها "نحن لسنا متسولين، نحن أشخاص نعمل بكرامتنا، فقراء ولكننا لا نزعج أحد".
تسبب ذلك في ترحيل بعض السوريين من تركيا إلى سوريا على الرغم من رفضهم ذلك، ونقلا عن تقرير أصدرته منظمة العفو الدولية، بعد التقائها بحوالي 50 عائلة لاجئة تم احتجازهم، فأن أكثر من 100 شخص تم ترحيله، وعلى الرغم من ذلك، تنكر تركيا كافة الاتهامات، وتكتفي بالإشارة إلى أنها محاطة بمجرمين سوريين.
قال مسئول كبير في الحكومة التركية، والذي تحدث شرط عدم ذكر اسمه لحساسية القضية، إن اللاجئين المرتبطين بعصابات اجرامية يتم توطينهم في مقاطعة جنوب تركيا، حيث يتم تقييدهم والحد من تحركاتهم.
على الرغم من ذلك، تشير الصحيفة إلى فتح الحكومة التركية أبوابها أمام اللاجئين السوريين منذ بداية عام 2011، وأنفقت أكثر من 9 مليار دولار على المساعدات الإنسانية، في الوقت الذي بدأت فيه الكثير من الدول الغربية النظر إلى الأزمة، ويحاولون التعامل معها.
ذكرت الصحيفة أن تركيا بنت معسكرات لاجئين تعد الأفضل في العالم، ووفرت فيها أماكن للعلاج والتعليم، إلا أن أغلب اللاجئين يرفضون التواجد فيها، لأنها تمنعهم من العمل بطريقة قانونية.
وفقا لصاحب مطعم بالقرب من الذي احتجز ت به العائلتين، بدأ العمل منذ حوالي عام، وكل اسبوع تصل حافلة محملة باللاجئين، وتشير غادة إلى اعتقاد العائلات في مركز الاحتجاز أنهم سيرحلون أو يرسلون إلى مركز احتجاز أسوأ، والذين يحاولون اخراجهم من المركز يعودوا بأيديهم فارغة.
فيديو قد يعجبك: