إعلان

الاندبندنت: الشرق الأوسط ينتظر التقسيم

09:34 ص الثلاثاء 29 ديسمبر 2015

كتبت – أماني بهجت:

نشرت صحيفة الاندبندنت البريطانية تقريرًا حول التطهير العرقي في سوريا والعراق والتي تقوم به على السواء المليشيات السنية والشيعية سيؤدي إلى 

تقسيم الشرق الأوسط وأبعد من ذلك، أنه حتى مع انتهاء الحرب كثير من اللاجئين يخشون العودة بعد ما رأوه من فظائع الحرب الطائفية.

تواجه المجتمعات المختلفة التي عاشت يوما جنبًا إلى جنب في سلام خوفًا من كل من هو مختلف عنهم بعد سنوات الحرب الوحشية الخمس التي 

عاشوها، فالمدن السنية تعيش حالة من العرب حال سيطرة المليشيات الشيعية على قراها في العراق، والقرى ذات الأغلبية المسيحية في سوريا تخشى 

داعش، والقرى التركمانية التي تعيش على أطراف الحدود السورية والتركية تخشى أن يتم قصفها من الطيران الروسي.

وتعني عدم عودة اللاجئين إلى بلدانهم مرة أخرى إنه على الشرق الأوسط وأوروبا والدول المحتضنة للاجئين أن يتأقلموا مع الوضع الحالي ولعقود 

قادمة.

ووفقًا لمنظمة الهجرة العالمية فإنه ما يقرب من 1.4 مليون شخص أي 43% من تعداد مدينة الأنبار العراقية نزحوا من منازلهم.

اتهمت القبائل السنية العربية مبكرًا هذا الشهر القوات الكردية "قوات حماية الشعب" بأنهم قاموا بتهجير العرب من مدينة تل أبيض الملاصقة للحدود 

التركية، بينما نفت القوات الكردية هذا الاتهام. بشكل عام، يرى السوريون من الأكراد أن السوريين العرب هم حلفاء لداعش.

المجتمعات الصغيرة مثل المجتمع المسيحي في سوريا والعراق يتم إقصاؤه وبشكل واضح. ففي قرية سداد، أكثر من 5 آلاف شخص من المسيحيين 

الأرثوذكس تركوا منازلهم بسبب الانقطاع المستمر للكهرباء وغلاء الأسعار ولكن السبب الأكثر أهمية هو خوفهم من أن يذبحوا على يد داعش.

منذ سنتين قامت مجموعات إسلامية متشددة، جبهة النصرة فرع القاعدة في سوريا والعراق بالهجوم على هذه القرية وقتل أكثر من 45 مسيحي 

وتدمير 14 كنيسة حتى تم طرد النصرة من قِبل الجيش السوري.

في سوريا حيث بلغ عدد اللاجئين بـ5.3 مليون شخص غير النازحين داخل البلاد –ما يقرب من 6.5 مليون شخص- تركوا منازلهم ومعظمها إما قد دُمر 

أو محتل من قبل مجموعات مسلحة.

نفس الوضع يسري على العراق، حيث القرى السنية في كركوك والتي نزح سكانها بسبب الميليشيات الكردية والشيعية.

الاحتلال الذي يحدث بعد سيطرة طائفة معينة على قرية ما أو مدينة ما يصبح عكس الوضع وارجاعه لما كان عليه صعبًا حيث المنازل قد تم توزيعها 

على أشخاص جدد وبدأت حياة جديدة فيها.

في بداية الثورة السورية في 2011، كان المسلمون السنة غالبيتهم ضد بشار الأسد بينما كان الشيعة يؤيدوه، فكان نظام الأسد يستهدف المجتمعات 

السنية.

الرحمة تُعد معدومة في الحرب في سوريا والعراق. ففي العراق يقول الشيعة أنه منذ حرب 2003 والميلشيات السنية والقاعدة تقوم باستهداف 

المساجد والأسواق التي يتردد عليها الشيعة.

عندما استولت داعش على شمال وغرب العراق العام الماضي صور مقاتلوها عمليات قتل أكثر من 1700 عسكري شيعي قرب تكريت.

في أغسطس قامت داعش بأسر واغتصاب وقتل نساء من الأقلية الايزيدية. في يونيو قام شخص تابع لداعش بتفجير نفسه مخلفا ورائه 220 قتيل من 

الأكراد بينهم نساء وأطفال في كوباني.

"الإرهاب والإرهاب المضاد الذي خلفته هذه الأعمال الوحشية غيرت كيف ترى هذه المجتمعات المختلفة بعضها البعض في سوريا والعراق، مما يجعل 

تعايش هذه الطوائف مع بعضهم مرة أخرى مستحيلًا".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان