ما الفرق بين السعودية وداعش؟
كتبت- هدى الشيمي:
ذكرت صحيفة الاندبندنت البريطانية أن موقع التواصل الاجتماعي تويتر اشتعل بعد مقارنة أحد مستخدميه حكم المملكة العربية السعودية بمعاقبة شاعر، بالأحكام التي ينظمها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، ليخرج عدد كبير من السعوديين ويهددون أي شخص يجمع بين بلادهم والتنظيم الجهادي.
ومن بعد المقارنة، تساءلت الصحيفة عن وجود اختلاف بين السعودية وداعش، وحاولت جمع الاختلافات في هذا التقرير:
-القانون:
بنى كل من السعودية وداعش نظامه على قوانين الشريعة الإسلامية، ولكن هناك اختلافات رئيسية بين كل منهما، حيث تسعى داعش لبناء خلافة الإسلامية وأن يكون لها خليفة يحكمها، إلا أن حاكم السعودية لم يحصل أبدا على لقب خليفة، والذي يجعله قائد أو المسئول عن كل المسلمين.
قادة أبو بكر البغدادي، خليفة داعش، لديهم رغبة في التوسع، والهجوم على الدول الأجنبية غير الإسلامية، إلا أن تاريخ السعودية في شن هجمات على الدول الغربية تضائل، وتحاول الآن الحفاظ على علاقاتها مع الدول الأجنبية، وبناء علاقات جيدة جديدة مع دول أخرى.
ومع ذلك شنت منظمات حقوق الانسان أكثر من هجوم على السعودية، لتشددها وصرامتها المبالغ فيها، مثل العقوبة التي تفرضها على المدخنين.
-حقوق المرأة:
على النساء في السعودية ارتداء العباءات السوداء والنقاب، وغير مسموح لهم السفر بدون محرم، ولا يجب الاجتماع مع الرجال في الكثير من الأنشطة الاجتماعية، وبعد فترة أصبح القانون أكثر ليونة، فافتتحت الحكومة جامعة مشتركة عام 2009، ثم سمحت للنساء بالتصويت في الانتخابات، مما أغضب تنظيم داعش، فنشروا في بيان ترجمته مؤسسة كويليام "أن الطغاة السعوديين، واحد تلو الاخر يتولى مهمة تغريب المرأة، فهم لا يستطيعون تأدية واجباتهم، فافتتحوا جامعة للفساد، يستطيع فيها الرجال والنساء الاختلاط كما لو أنهم في بلاد الكفر الأوروبية.
- حقوق الانسان:
نشرت داعش وثيقة تقول فيها إنها ستطبق العقوبات على المواطنين الذين يخرجون عن قوانين الشريعة الإسلامية، وأغلب تلك القوانين تتشابه مع الطريقة التي تحكم بها العائلة المالكة السعودية بلادها، والتي تقوم أيضا على الشريعة.
كل من السعودية وداعش يطبقون عقوبة القتل على الكافرين، أو الزناة، أو المثليين جنسيا، ويوافقون على قطع الأيدي والجلد العلني.
ونقلا عن تقارير، فإن الــ21 شهرا بداية من أسر جيمس فولي في نوفمبر 2012، وقتله في 19 أغسطس 2014، ذبحت السعودية 113 شخصا.
وعلى الرغم من الكثير من التشابه، فإن النظام في داعش أكثر بدائية من النظام في السعودية، وقد دافعت السعودية عن نظامها القانوني بالتأكيد على أنه يضمن الحقوق ويحافظ على الكرامة الانسانية.
- حقوق العمال:
حتى يعمل المهاجرين في السعودية عليهم الالتزام بنظام الكفالة، مما يعني إنهم ملتزمون بتصريح مكتوب هو الذي يحدد إذا كانوا سيبقوا في البلد أو يغادروا، وبسبب هذا النظام يعاني بعض المهاجرين من سوء المعاملة، والاستغلال.
وبحسب منظمة هيومن رايتس ووتش، فإن بعض المستخدمين يحجبون جوازات سفر، ويجبرون المهاجرين على العاملين معهم بالقوة.
وعند مقارنة ذلك مع ما يحدث في الموصل بالعراق، ثاني أكبر المدن التي سيطرت عليها داعش العام الماضي، وقد أخبر هشام أحد المقيمين هناك هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي"، إن حياتهم تغيرت تماما، فالمواطنين الذين عملوا سابقا في الجيش، أو في المنظمات الحكومية لم يعد لديهم أي عائد اقتصادي، وغير مسموح لهم العمل في أي وظائف.
في المناطق التي يسيطر عليها داعش أصبح انتمائهم الديني المعيار الرئيسي في تحديد إذا كانوا سيحصلون على وظيفة أم لا، ويقول هشام "جُلد أخي 20 جلدة لأنه رفض اغلاق متجره أثناء وقت الصلاة".
وفي الرقة بسوريا، التي تتخذها داعش عاصمة لها، يجبر المتمردون أصحاب المحلات والمتاجر على فتحها أوقات الصلات حتى يحصلوا على المزيد من المال.
فيديو قد يعجبك: