ماذا قالت الصحافة الغربية عن مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي؟

كتبت ـ مروة مصطفى:

تباينت ردود فعل الصحافة الاجنبية تجاه مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي، ما بين مؤيد ومهاجم، ومجموعة ثالثة أبدت قلقها من الوتيرة الذي ستسير بها عمليه الاصلاح الاقتصادي في البلاد.

تحت عنوان "وعود مصر الاقتصادية" كتبت صحيفة هافنجتون بوست الأمريكية تقول إن "وجود محور بين العالم العربي وأفريقيا وآسيا وأوروبا، مع وجود كل الأوراق الرابحة في يد مصر، فهي مؤهلة لتصبح واحدة من أبطال العالم اقتصاديا".

وتضيف الصحيفة الأمريكية أنه على الغرم من التوترات السياسية والأمنية في السنوات الماضية، والتي أثرت بقوة على الاستثمارات الأجنبية في مصر، وعلى معدل النمو الاقتصادي في عام 2013 و 2014، إلا أن مصر لديها اقتصاد متنوع مع قطاع زراعي متطور (14 في المئة من اجمالي الناتج المحلي)، ومع استغلال الثروات المعدنية (40 في المئة من اجمالي الناتج المحلي) و قطاع الخدمات (46 في المئة من اجمالي الناتج المحلي).

وترى هافنجتون بوست أن مصر بامتلاكها الطبقة المتوسطة الأكثر تعليما في العالم العربي، فإنها لا تعتمد فقط على مزاياها السياحية لضمان النهوض الاقتصادي لها، كما أن موقعها الاستراتيجي كمركز حقيقي بين أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط يعطيها دورا مركزيا مهما.

واعربت الصحيفة عن انبهارها باهتمام قادة العالم كله بالمؤتمر، مؤكدة أنه منذ سنوات طويلة جدا لم يشهد العالم حماسا لمؤتمر مثل ما حدث مع مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي.

وكان المحور الرئيسي لتغطية صحيفة وال ستريت جورنال الأمريكية هو أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يعزز عملية التحول الاقتصادي في مصر، ولكن واشنطن تشعر بالقلق إزاء وتيرة الإصلاح.

وأكدت وال ستريت جورنال أن هذا القلق هو الذي دفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى عدم الاعلان عن أي مساعدات جديدة لمصر بعد اجتماع ثنائي عقد بين جون كيري وعبد الفتاح السيسي في منتجع بشرم الشيخ.

من جهتها، اعتبرت صحيفة انترناشونال بزينيس تايمز البريطانية أن مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي في مصر هو "مؤتمر سياسي" أكثر منه "مؤتمر اقتصادي"، وأن السيسي هو الزعيم والمدبر لهذا.

وقد صرح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن مصر حققت تحركا جيدا في جعل اقتصادها أكثر جاذبية للمستثمرين، مشيرا إلى أن الشركات الأمريكية مستعدة للمساعدة في انعاش الاقتصاد المصري، وتعتبر الصحيفة أن كلمة كيري سيرحب بها الآلاف الذين حضروا لشرم الشيخ، مبررة ذلك بأن تأييد شخص يثقل كيري لبرنامج مصر الاقتصادي لابد أن يكون له تأثير ايجابي لاقتصاد بلد كان كارثيا بكل المعايير على مدار الأربع سنوات الماضية.

إلا أنها تنشر رأي مثير للجدل لجيسون توفي، الاقتصادي المتخصص بشئون الشرق الأوسط في شركة كابيتال إيكونوميكس للاستشارات ومقرها لندن، الذي يقول إن ""مصر يائسة، وفي حاجة ماسة إلى المزيد من الاستثمارات، التي انخفضت بشكل مطرد منذ الانتفاضات العربية والثورة المصرية في عام 2011، بشكل لا يحقق لمصر فرصة في التمتع بفترة من النمو الاقتصادي المستدام".

كما تبرز الصحيفة البريطانية بعض المخاوف من أن تكون الاصلاحات الاقتصادية المصرية سريعة في الأشهر الأولى بعد المؤتمر، ثم تتحول إلى وتيرة أبطأ بعد ذلك.