لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

تليجراف: ديكتاتور اليمن.. عاد لينتقم

01:14 م الإثنين 30 مارس 2015

الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح

 

كتب ـ علاء المطيري:

قالت صحيفة التليجراف البريطانية إن الديكتاتور اليمني السابق الذي كان مدعوما من الولايات المتحدة عادة لينتقم، مشيرة إلى أن له دورا فاعلا في تمزيق اليمن.

''مكيافيللي الشرق الأوسط''

وتتساءل الصحيفة في تقرير مطول حول ما إن كان صالح ساهم في تحول تمرد صغير الحجم مثل الحوثيين إلى حرب أهلية تجعله في مركز القوة على الساحة اليمنية؟، مشيرة إلى أن صالح الذي وصفته ب''مكيافيللي الشرق الأوسط'' أدرك أن حكم يمن ممزقة يشبه الرقص على رؤوس الأفاعي، ولكن تحالفه مع زعماء القبائل مرة ومع القاعدة مرة أخرى ثم مع الحوثيين مؤخرا يدعوا إلى التساؤل حول إمكانية أن يكون صالح هو الأفعى الكبرى التي تحكم اليمن.

أوضحت الصحيفة أن صالح يقوم بدور الماكر السياسي الذي يستفيد من كل المواقف، مشيرة إلى أنه في ذات الوقت الذي تهدد فيه السعودية بعملية أرضية لدحر التهديد الحوثي يقول يمنيون ممن أصابتهم الضربات الجوية أنه ''إذا تدخلت القوات السعودية سنحاربهم على الرغم من أننا لا ندعم الحوثيين لأن غاراتهم قتلت بعض أصدقاءنا''.

صالح وأمريكا والقاعدة

ولفتت الصحيفة إلى أن صالح تعاون مع الولايات المتحدة في قتال القاعدة على مدى 4 سنوات سمح فيها للطائرات الأمريكية بدون طيار أن تستخدم قواعده الجوية لضرب عناصر القاعدة في مقابل مادي وعسكري.

وذكرت الصحيفة أن تقريرا عن الأمم المتحدة صدر قبل شهر أوضح أن صالح عقد اتفاقا سريا مع القاعدة في 2011 لمنحها المحافظة الجنوبية عندما أدرك أن حكمه الذي امتد أكثر من 3 عقود بات مهددا بسبب ثورات الربيع العربي.

وأضافت أن صالح تصور أن تعرض اليمن إلى مزيد من الانقسام يعني جعل الغرب أكثر إقداما على إبقائه في منصبه، لكن تحالفه مع القاعدة تعرض للفشل وبدأ الداعمون له من القوى الغربية يتنصلون من وعودهم بصورة هادئة حتى تمت إقالته مع ضمان عدم تعرضه للمحاكمة.

عودة صالح

ولفتت الصحيفة إلى أن صالح الذي أراد أن يتحالف مع أي شخص للبقاء في السلطة عاد الأسبوع الماضي بصورة أضفت الغموض على أفقر دولة عربية عندما حاصر الحوثيون ميناء عدن وهو ما ترتب عليه بدء الضربات الجوية بقيادة السعودية على مواقعهم والمعروفة باسم ''عاصفة الحزم''.

وتابعت الصحيفة أنه في الوقت الذي تنكر فيه إيران دعمها للحوثيين يبقى السؤال عن صالح الذي ظل يحاربهم عندما كان في السلطة وكيف أن القوات الموالية له أصبحت متحالفة معهم ضد قوات الحكومة الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي.

وتابعت الصحيفة أنه في ظل التخوفات من حرب طائفية فإن الدور غير التقليدي الذي يلعبه صالح قد توارى عن الأنظار خاصة مع الجهاديين الذين تظاهر دوما بقتالهم على الرغم من التحالفات التي يٌعتقد أنه عقدها معهم وفقا لتقرير الأمم المتحدة الذي يقول بأنه التقى سامي ديان أمير القاعدة في شبه الجزيرة العربية في 2011 قبل مغادرته الحكم.

وأضافت الصحيفة أنه ترتب على تلك المقابلة انسحاب الجيش اليمني من محافظة أبين الساحلية التي احتلتها القاعدة في مايو 2011 عندما كان المحتجون يحاصرون قصر صالح في صنعاء في ذات الوقت الذي قامت فيه الحكومات الغربية بتدريب وحدات مكافحة إرهاب يقودها نجل شقيق صالح.

وأوضحت الصحيفة أن احتلال القاعدة للمحافظة الجنوبية مكنته من سرد رواية للغرب مفادها أن إزاحته من الحكم ستؤدى إلى سيطرة القاعدة التي تمثل تهديدا للمنطقة برمتها وهو ما يكرره الحوثيون في الوقت الراهن ويعتبرونه سببا لما يقومون به.

ونقلت الصحيفة عن تقرير الأمم المتحدة قولها إن تحالف صالح مع رجال الأعمال أثناء وجوده في السلطة جعل ثروته التي حركها إلى خارج البلاد بأسماء مستعارة تتراوح بين 32 ـ 60 مليار دولار.

شراء ولاء القبائل

في الوقت الذي يرى فيه البعض أن 60 مليار دولار رقما أكبر من الواقع يقول محلل سعودي أن هذا الرقم يمثل ربع ما يمتلكه صالح.

وبسبب امتلاك صالح لكل تلك الأموال سيصبح من السهل عليه شراء ولاء القبائل عن طريق استثمار تلك الأموال في منحهم الدعم العسكري والاقتصادي لتنفيذ أهدافه وليصبحوا موالين له.

من غير الواضح ما هي الاستراتيجية المشتركة بين صالح والحوثي، ففي الوقت الذي يلتزم فيه الصمت يتحدث الحوثيون عن حكومة ائتلافية.

في ذات الوقت الذي يرى فيه بعض اليمنيون أنهم أزاحوا صالح من أجل الحصول على ممثلين جددا لهم داخل الحكومة أصبحوا يجدون أنفسهم أمام تنافسي إقليميا من أكثر من دولة يصحبه تنافس سياسي وطائفي ومصالح إيديولوجي.

وتقول الصحيفة إن البعض يرحب بالتدخل السعودي ويرون أنه الوسيلة الوحيدة لاسترداد النظام والتخلص من بقايا صالح ويرون أن الحوثيون خدام إيران.

فيما يرى آخرون أن الفائز في تلك المعركة لا يعنيهم، لكنهم يريدون توقف القصف، الذي سيؤيدونه لو كان يستهدف قوات الحوثيين فقط.

ونقلت الصحيفة عن بعض اليمنيين قوله '' أعارض هذا القصف إذا استهدف الجيش والمدنيين''.

وختمت الصحيفة قائلة '' مثل كل شيء في اليمن، يبدوا أن الاختيار بين معارضة القصف الجوي وتأييده ليس بالأمر الميسور على أية حال''.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان