لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كيف تهزم "داعش" في 6 خطوات؟

05:31 م الإثنين 30 مارس 2015

كيف تهزم "داعش" في 6 خطوات؟

واشنطن - (أ ش أ)..

ذكرت مجلة "تايم" الأمريكية أن دعاية تنظيم "القاعدة" الإرهابي في العقد الأول من بداياته اقتصرت على مجموعة صغيرة من المهتمين بمتابعة أخباره عن كثب، وأن التنظيم لم يعرف اسمه أو هويته سوى عند بدء مهاجمة الغربيين.

وقالت المجلة - في تقرير نشرته عبر نسختها الإلكترونية اليوم الاثنين - أنه وبعدما انخرط تنظيم القاعدة في الأعمال التجارية من نشر أهدافه وإنجازاته، فإنه فشل في الوصول إلى نوع المهتمين من جمهور تنظيم "داعش" الإرهابي، ويرجع ذلك جزئيا إلى اختياره من الوجوه العامة التي تتألف في معظمها من كبار السن من الرجال، وإلى ملل خطاباته.

وفي المقابل، يعد داعش داهية إعلامية في مجال الدعاية -على حد وصف المجلة-، وبينما يهتم داعش بالحفاظ على أنشطته الدعائية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي من المنظور الصحيح حسب ما سينظر إليه العالم (وهو أنه لا أحد قتل بواسطة تغريدة)، فإنه بات من الواضح أن داعش يعتبر طرق المراسلة أو التواصل واحدة من الجبهات الأكثر أهمية في حربه مع العالم – وهي أيضا الطريقة الأساسية التي يتبعها كي يمتد نفوذه خارج نطاق العراق وسوريا.

ورأت أن الجهود الغربية لمواجهة داعش يجب أن تشمل كلا من المحتوى وطرق توزيع الرسالة.. معتبرة أن داعش يستخدم آلة دعائية بشكل مدروس، ولها عدة أهداف رئيسية، وتنطوي جميعها على محاولة لتبسيط تعقيد الحرب في العالم الحقيقي إلى معركة "كرتونية" بين الخير والشر.

واستعرضت "تايم" أهداف داعش في استخدام دعايته، والتي يكمن أولها في إبراز صورة الدولة المنتصرة، والفاعلة بهدف ضمان ولاء جنودها الحاليين وجذب المزيد من الجدد، وثانيها، استدراج أعدائها لغزو الأراضي التي يستحوذ عليها عن طريق نشر صور الفظائع - التي ترتكب ضد كل من البشر والتحف القديمة - بينما يبرز في نفس الوقت صورة الدولة التي لا تقهر، كي يؤكد أن العمل العسكري يمكن أن يصوبه النجاح.

وتابعت "تايم" أن ثالث الأهداف هو جذب وإثارة ذوي الميول العنيفة باستخدام صور من الوحشية المتطرفة.. ورابعها الإعلان عن فوائد الانضمام للتنظيم، بما في ذلك: السكن المجاني، والتعليم المجاني للأطفال، والزوجات.

وأردفت "وخامس هذه الأهداف هو استهداف أي صراع يؤدي إلى عدوان من الحكومات الغربية والتحريض من جانب (الصهاينة)، وآخرهم لإعادة صياغة أي عمل عسكري ضد داعش باعتباره إجراء ضد المسلمين بشكل عام، وتحديدا من خلال تسليط الضوء على سقوط ضحايا من المدنيين".

واقترحت "تايم" خطة من 6 نقاط لوقف تلك السلسة من الدعاية وشن هجوم مضاد عليها.. أولها: وقف المبالغة في أن داعش لا يقهر، واعتبرت المجلة أنها الخطوة الأولى في مكافحة داعش من خلال وضع الأمور في نصابها.. مؤكدة أنه لا ينبغي التقليل من شأن تهديداته ووضعها في إطار أقل من المستوى الواقعي، ومن ناحية أخرى لا ينبغي تضخيم تهديداته، حيث يعتمد التنظيم على تسليط الضوء على قوته جنبا إلى جنب مع زرع أوهام الهدوء الداخلي، حتى في ظل هجوم التحالف، جاهد داعش في الحفاظ على هالته من القوة التي لا تقهر وتحديهم، ونوهت الى أنه عندما يناقش صناع السياسة الغربية التقليل من داعش، ينبغي أن يكون ذلك في سياق إجبار التنظيم على تقديم تنازلات واضحة من أجل مواجهة الضغط العسكري..مشيرة إلى أن الضربات تهدف إلى الحط من القوة الداخلية الحقيقية للمجموعة، ولكن ينبغي أيضا أن تضع أولويات تستهدف إظهار الجهود لفضح نقاط الضعف لأغراض الدعاية المضادة.

واستكملت "تايم" أن الخطة الثانية هي تضخيم، وتسليط الضوء، ونشر القصص الحقيقية لزوجات المجاهدين والمنشقين، ورأت المجلة أننا بحاجة إلى تضخيم قصص المنشقين واللاجئين من المناطق التي يسيطر عليها التنظيم، وعلى سبيل المثال، تسليط الضوء على القصص التي تسرد الحياة المروعة الحقيقية لزوجات الجهاديين من قبل النساء اللائي تمكن من الهرب.

وأضافت "والثالثة هي كشف صورة الإسلام من وجهة النظر الداعشية، حيث وضع داعش حججا ملتوية حول سبب ارتكابه جرائم الحرب التي يحظرها الدين الإسلامي، وجاهد المئات من علماء الدين الاسلامي في تفسير اللغط حول تلك الحجج، وأشارت المجلة إلى أن هذه التفسيرات بحاجة للوصول إلى الجمهور المناسب، وهم المجندين المحتملين للتنظيم، وعلى الأقل، يمكننا الوصول إلى بعض من هؤلاء المجندين عبر وسائل التواصل الاجتماعي".

واسترسلت "وأما رابع تلك الخطط فهو تسليط الضوء على نفاق داعش، فالتنظيم الإرهابي يحث على فضيلة الالتزام وتعزيز العفة ويعاقب بالجلد النساء اللاتي لا يرتدين الزي الذي يعتبره التنظيم مناسبا فضلا عن تنفيذ الإعدام على المثليين بالقائهم من اعلى قمم المباني، ووفقا لآخر التقارير الصادرة من الأمم المتحدة، شارك مقاتلو التنظيم في مجموعة واسعة من الاعتداءات الجنسية المرعبة، تراوحت مابين الاستعباد الجنسي والاغتصاب، وفي هذا النطاق، ينبغي تسليط الضوء على اختلال المعايير المزدوجة لداعش وجها لوجه".

وأردفت "وخامسها، نشر فظائع داعش التي يرتكبها بحق السنة، ونوهت المجلة الى أننا بحاجة إلى الاستفادة الكاملة من المراقبة الجوية والإلكترونية والتصوير عن بعد لإظهار ما يحدث حقا في معقل التنظيم، وينبغي أن نولي اهتماما خاصا لتوثيق جرائم الحرب والفظائع ضد المسلمين السنة في المناطق التي يسيطر عليها، وبات من الواضح بجلاء أن داعش تنتابه الهواجس حول الإعلان عن جرائم الحرب التي يرتكبها ضد فئات معينة من الناس - المسلمين الشيعة في المقام الأول، والأقليات الدينية مثل اليزيديين، حيث يدعي التنظيم أنه يهدف لحماية السنة من الأنظمة الطائفية في كل من العراق وسوريا، من ناحية أخرى يسلك التنظيم نهجا هادئا نسبيا فيما يتعلق بالمذابح التي ارتكبها ضد القبائل السنية غير المتعاونة في العراق وسوريا".

وآخر نقاط خطة تايم تتمثل في الصرامة في غلق حسابات التنظيم على مواقع التواصل الاجتماعية، وضحة أن هناك جدلا قويا حول مزايا غلق حسابات المتطرفين على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي يشمل مجموعة معقدة من القضايا بما في ذلك حرية التعبير والرأي ومسألة من الذي يجب أن يقرر ما هو المحتوى المقبول، وما نعرفه، استنادا إلى تحليل عشرات الآلاف من حسابات على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وهل سيؤدي إغلاقها للحد من الدعاية البشعة للتنظيم، حيث ترى الشركات المسؤولة أن غلق الحسابات سيضر بالآلة الإعلامية الاجتماعية للمواقع، ولذلك ينبغي الحفاظ عليها بالمعدل الحالي، وعلى أقل تقدير – يجب أن نكون أكثر صرامة مع دعاياهم من المحتوى العنيف والمتطرف.

وقالت "تايم" في ختام تقريرها إننا بحاجة إلى حملة مماثلة، مع اتباع نصائح من الجهاديين السابقين، ومثل تلك الحملة ستكون فعالة، وستتطلب المال والجهد، ولكن تكاليف هذه الجهود ضئيلة مقارنة مع القوة العسكرية، سواء كان الأمر سيحسب بالدولار وبالخسائر في الأرواح، ولذلك فهي استثمار ذكي.

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان