كاتب أمريكي: واشنطن لا تستطيع معارضة القوة العربية المشتركة أو توجيهها
واشنطن- أ ش أ:
رأى الكاتب الأمريكي جيمس تروب أن الغارات الجوية التي شنتها السعودية بالتحالف مع ثماني دول عربية أخرى إضافة إلى الولايات المتحدة ، ضد الحوثيين في اليمن ، هي نموذج جديد للتحرك الإقليمي الجماعي بصحبة أمريكا كلاعب مساند.
وأكد تروب - في مقال نشرته مجلة (فورين بوليسي) السبت- أن هذا النموذج هو بالضبط ما تحدث عنه الرئيس باراك أوباما قبل عام في أكاديمية ''ويست بوينت'' الأمريكية من أن واشنطن لن تحاول مستقبلا التصدي للخطر الإرهابي خارج حدودها بمفردها وإنما ستعمد إلى الشراكة مع دول تبحث الشبكات الإرهابية عن موطئ قدم فيها.
ورأى أن النموذج الجديد لا يبعث على التشجيع كثيرا ؛ ذلك أن قيادته جديدة في مضمار التدخل العسكري كما تبدو عازمة على إخضاع الحوثيين رغم الأصوات الأمريكية المنادية بتسوية سياسية قريبة .
وذهب تروب إلى أن الشعور بالخطر الحقيقي مصحوبا بالقلق من التخلي الأمريكي، دفعا بالفكرة إلى الأجندة العربية.
ونوه الكاتب الأمريكي إلى أن الرياض تعتبر حركات التمرد في المنطقة على شاكلة الحوثيين بمثابة مظاهر لحملة إيرانية لا تلين للهيمنة على الشرق الأوسط ، وعليه فإن الصراع الرئيسي في المنطقة ليس بين الإسلام المعتدل مقابل التطرف العنيد ، كما تراه أمريكا والغرب ، وإنما هو صراع بين السُنة والشيعة .. ومن هنا فإن القوة المشتركة ستكون سُنية أكثر منها عربية.
وقال ''عندما تكون مهيمنا فقط ، يمكنك توجيه شركائك .. ولم يعد في طوق أمريكا أن تتحمل الاضطلاع بهذا الدور ولا ترغب في ذلك تحت أي ظروف .. لقد آن الأوان أن تعتمد على شركائها، ومعنى ذلك أنه يتعين عليها التكيف أكثر من ذي قبل مع وجهات نظر هؤلاء الشركاء''.
ورأى جميس تروب أن ''واشنطن ليست في وضع تستطيع معه معارضة القوة العربية المشتركة أو توجيهها ، ولا شك أن هذا وضع مؤسف ولكنه الواقع''.
وزعم الكاتب الأمريكي في ختام مقاله أن تاريخ الدعوات العربية إلى الوحدة سواء أكانت سياسية أم عسكرية يدعو إلى التشكك في خروج تلك القوة المشتركة إلى النور .. وأن الاختلافات الجوهرية بين الدول العربية ستضمن ألا تتمخض هذه الدعوات عن كيان ائتلافي مثل حلف شمال الأطلسي ''ناتو'' أو حتى مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: