نيويورك تايمز: قضية محمد سلطان مختلفة لأنه أمريكي
كتبت- هدى الشيمي:
أدانت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، الحكم الذي أصدره القضاء المصري على الشاب المصري الأمريكي محمد سلطان، وحُكم عليه بالسجن المؤبد لدعمه للإخوان المسلمين، الذين تظاهروا ضد الجيش، عند الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي، عام 2013.
وأوضحت الصحيفة أن محمد ناجي شحاتة القاضي المسئول عن القضية، حكم على خمسة وثلاثين شخصا أخرين، بالإعدام من بينهم مرشد جماعة الإخوان المسلمين محمد بديع، البالغ من العمر 71 عامًا، وصلاح سلطان والد محمد سلطان، كما حكم على جهاد الحداد المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين بالسجن المؤبد.
وأشارت إلى أن عائلة سلطان وغيرها من عائلات المساجين الآخرين، سيقومون باستنئاف القضية.
ورأت الصحيفة أن هذا الحكم، يعد الأحدث في سلسلة الأحكام الكثيرة المماثلة له، والتي أصدرها القضاء المصري على مئات أو عشرات من الإخوان المسلمين، لممارستهم مظاهرات عنيفة، وإثارتهم للشغب، بعد عزل محمد مرسي، مشيرة إلى أن القضاء اعتمد في أحكامه فقط على شهادات الشرطة.
كما قالت إن هناك الالاف المتواجدين في السجون حاليا بدون تهم واضحة، مما أثار غضب جماعات حقوق الإنسان، والسياسين والدبلوماسين الغرب.
وأكدت الصحيفة على اختلاف قضية محمد سلطان، عن غيرها من القضايا، لأنه مواطن أمريكي، مشيرة إلى أن حكم صدر بعد أيام من موافقة الرئيس الأمريكي باراك أوباما على منح ملايين الدولارات والمساعدات العسكرية لمصر، والتي عُلقت بعد عزل مرسي.
أصاب الحكم الإدارة الأمريكية بخبية أمل كبيرة، فقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان لها، إنها قلقة على حالة محمد سلطان الصحية، والتي ستزداد سوءً بطول مدة الحبس، كما طالبت الحكومة المصرية بإطلاق سراحه، لأسباب انسانية.
كما انتقد توم مالينوسكي، أحد كبار المسئولين في وزارة الخارجية الأمريكية في مجال حقوق الإنسان، الحكم بشدة، وكتب على حسابه بتويتر "حُكم على المواطن الأمريكي سلطان بالسجن المؤبد، لأنه تواجد في مظاهرة".
ذكرت الصحيفة أن محمد سلطان نشأ في أمريكا، وتخرج من جامعة أوهايو عام 2012، ليعود إلى القاهرة بعد عثوره على عمل في إحدى شركات البترول، وعلى الرغم من كون والده عضوا بارزا في جماعة الإخوان المسلمين، ولكن سلطان اختلف عن والده، وانتقد محمد مرسي، ولكن في نفس الوقت عارض الطريقة التي خرج بها مرسي من الحكم، واعتبرها غير ديموقراطية.
كما سلطت الضوء على اضرابه عن الطعام لأكثر من عام، وقد أكد دبلوماسي أمريكي يعمل على قضيته، أن امتناعه عن تناول الطعام، سيحلق به الضرر، وسيتلف جسده، ويهدد حياته.
وفي اتصال هاتفي مع هناء سلطان، شقيقة محمد، قالت إنهم حتى الآن لا يستطيعون تصديق حكم الإعدام الذي صدر على والدها، مؤكدة على عدم توقعهم ذلك.
وتابعت قولها "كنت أعلم إن والدي سيتلقى حكم قاسي جدا، ولكن لم أتصور أنه سيصل إلى حد الإعدام".
كما لفتت الصحيفة لقيام القاضي محمد ناجي شحاتة بالحكم على 180 شخص، بالإعدام، في محاكمة جماعية وسريعة، بتهمة تظاهرهم بالقرب من قسم شرطة في الجيزة، على الرغم من توفر الأدلة، أو وجود ما يؤكد أنهم من قاموا بذلك.
ومن بين القضايا الأخرى، التي كان شحاتة مسؤول عنها، هي قضية صحفيي الجزيرة، والذين كان من بينهم مواطن كندي مصري، وآخر استرالي، والذين حكم عليهم بالسجن بسبعة سنوات، بتهمة نشر أخبار مزورة، والتعاون مع جماعة الإخوان المسلمين، إلا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أصدر عفوا رئاسيا، فتم ارسال الصحفي الاسترالي بيتر جريسته إلى بلده.
ومن جانبها، أكدت الصحيفة أن السيسي بإمكانه تكرار فعله مرة أخرى، وإرسال محمد سلطان لأمريكا، ولكنه حتى الآن لا تظهر أي علامات توضح أنه سيقوم بذلك قريبا.
فيديو قد يعجبك: