الفوضى الليبية تدق الأبواب الأوروبية بعد غرق المهاجرين
واشنطن - (أ ش أ)..
سلطت شبكة "بلومبرج" الإخبارية الأمريكية الضوء على غرق المئات من المهاجرين - أمس الأحد - بعد غرق سفينتهم في البحر المتوسط قبالة السواحل الليبية، وسط تنفيذ مجزرة بحق 24 مسيحيا إثيوبيا على الأقل في الأجزاء الجنوبية والشرقية من البلاد، فضلا عن استيلاء تنظيم "داعش" الإرهابي على حقول النفط الليبية.
ورأت الشبكة - في سياق تقرير نشرته بنسختها الإلكترونية اليوم الاثنين - أنه لا توجد رسالة أكثر وضوحا من ذلك لقادة أوروبا بأن "الفوضى في ليبيا المتزايدة على الأبواب".
وأبرزت الشبكة نشر شريط فيديو على موقع على شبكة الإنترنت يظهر إعدام مجموعتين من الأسرى يعتقد أنهم مسيحيون، وهم مقطوعي الرأس أو أطلقت عليهم النيران في شرق وجنوب ليبيا.
وأوردت ما قاله رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي في خطاب أمام البرلمان في 15 من الشهر الجاري، حتى قبل غرق قارب على متنه 700 شخص على الأقل مساء أمس السبت "لقد انهارت ليبيا".
وأوضحت الشبكة أن صعود تنظيم (داعش) الإرهابي في ليبيا، مع تواجد حكومتين ليبيتين متنافستين، يبث الرعب في جميع أنحاء الأوساط السياسية والتجارية في أوروبا، بعد الاستيلاء على أربعة حقول نفط قبل ستة أسابيع، على الرغم من استعادتهم في وقت لاحق من قبل قوة الحكومة.
ولكن مراقبة الحدود غير المتواجدة فتحت الطريق لعدد قياسي من اللاجئين الذين يحاولون عبور البحر المتوسط إلى أوروبا، المسافة التي لا تزيد عن 200 ميل.
وأبرزت "بلومبرج" تواجد شركة النفط الإيطالية (إيني) من بين الشركات القليلة المتبقية في ليبيا بعد غلق العديد من السفارات والشركات، وتتواجد الشركة في ليبيا منذ عام 1959، وتوفر نحو 60 بالمائة من طاقة التكرير لإيطاليا.
وأشارت تقارير أخيرة صادرة عن الشبكة إلى أن أعمال العنف الأخيرة في ليبيا تهدد بتعطيل إمدادات النفط في أوروبا.
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة (إيني) الإيطالية كلاوديو ديسكالزي "لا يزال الوضع متقلبا جدا.. نحن بحاجة إلى حل سريع بسبب النشاط الإرهابي في ليبيا، وأن ليبيا موحدة يجب أن يكون الهدف".
كما لفتت التقارير إلى أن المزيد من الهجمات على البنية التحتية للنفط يمكن أن يعرض قدرة البلاد لتحقيق صادرات فوق 250 ألف برميل يوميا على أساس مستدام للخطر.
وأشارت "بلومبيرج" إلى أكثر من 170 ألف مهاجر عبروا البحر المتوسط من شمال أفريقيا العام الماضي متجهين إلى إيطاليا ومالطا، وفقا لبيانات من وكالة الحدود الأوروبية "فرونتكس"، وهو أكثر من أربعة أضعاف أرقام المهاجرين منذ عام 2013.
ونوهت الشبكة - في ختام تقريرها - إلى التقارير التي تشير لإمكانية اجتماع وزراء خارجية أوروبا لمناقشة الوضع، وحول ذلك، علق رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، قائلا "يجب أن يجتمع الزعماء الوطنيون بشأن أزمة المهاجرين، ودعا أوروبا للمساعدة في استقرار ليبيا، كما عرض قيادة مهمة تدعمها الأمم المتحدة في البلد الأفريقية الشمالية في حال فشلت الجهود الدبلوماسية، وأضاف "لا حل لأزمة المهاجرين دون استقرار ليبيا، وما لم يتم فعل شيء حول ليبيا سيتم تكرار هذه المشاهد بشكل معتاد".
فيديو قد يعجبك: