إعلان

سلوفاكيا.. كلمة السر في أزمة الطاقة بين روسيا والغرب (تقرير)

11:17 م الخميس 09 أبريل 2015

وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف

كتب ـ علاء المطيري:

قال موقع ستراتفور البحثي الأمريكي، إن الصراع القائم بين روسيا وأوكرانيا جعل دولة سلوفاكيا تعلب دورا محوريا في أزمة الطاقة بين روسيا والغرب، مشيرا إلى أنها تمثل كلمة السر في تلك الأزمة.

وأضاف الموقع أنها عوضت أوكرانيا عن نقص امدادات الغاز الروسي عن طريق استيراده من الأسواق الأوربية في الخطوط التي كانت تستخدمها في نقل الغاز الروسي إلى تلك الأسواق عبر سلوفاكيا.

وتابع الموقع أن سلوفاكيا أصبحت تٌمثل كلمة مفتاحية في حصول أوكرانيا على امدادات الغاز من الأسواق الأوربية، وهو ما دفع وزير الخارجية الروسي لافروف إلى زيارتها في 3 أبريل الجاري من أجل اقناع حكومتها بالحد من تلك الامدادات ومعارضة العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوربي ضد روسيا.

ولفت الموقع إلى أن سلوفاكيا كان لها دور فاعلا في حرمان روسيا من استخدام امدادات الطاقة كأداة ضغط بصورة مطلقة عندما ساعدت في دعم أوكرانيا بإمدادات الغاز عبر أراضيها في الاتجاه العكسي، مشيرا إلى أن ضعف الاقتصاد الروسي وعدم قدرته على دعم الاستثمارات داخل سلوفاكيا يتناقض بصورة حادة مع التكامل الاقتصادي العميق بينها وبين دول منطقة اليورو التي ترغب في استخدامها كوسيلة للضغط عليها.

وفي ظل سياسية سياسة براتيسلافا ـ عاصمة سلوفاكيا، الهادفة إلى خلق توازن استراتيجي في علاقتها بالغرب وروسيا، تجد الأخيرة صعوبة في دعم نفوذها داخل تلك الدولة، فموقعها الجغرافي يجعلها لا تدين بالولاء الكامل لأي من الغرب أو روسيا.

ويبدوا أن خيارات موسكو لدعم نفوذها في بارتيسلافا محدودة، فسلوفاكيا هي دولة حدودية صغيرة ذات طبيعة جبلية وكانت تندرج تاريخيا ضمن حكم إمبراطوريات أوربا الوسطى، إضافة إلى أن حدودها المشتركة مع دولتين مهمتين استراتيجيا في الوقت الحالي هما بولندا وأوكرانيا جعل دورها أكثر أهمية، فهي عضوا في حلف الناتو والاتحاد الأوربي ومنطقة اليورو لكن طبيعتها الجغرافية منعتها من اتباع الغرب بصورة كاملة.

وهو ما يبدوا جليا في موقفها من دعم أوكرانيا في الحصول على امدادات الغاز عبر الخطوط العكسية إثر بدء أزمتها في حين بدت أكثر تحفظا في المشاركة في العقوبات الاقتصادية التي فرضها الاتحاد الأوربي على روسيا، فعلى غرار العديد من الدول المجاورة لها اتبعت سلوفاكيا استراتيجية الموازنة بين روسيا والاتحاد الأوربي منذ بدأ الأزمة الأوكرانية.

وأوضح الموقع أن حلفاء سلوفاكيا الغربيين بدأوا يدفعونها باتجاه القيام بدور أكثر قوة في خطط الناتو على طول المناطق الحدودية مع روسيا في ظل جهودهم الساعية لإعادة رسم قبلة أوكرانيا بعيدا عن روسيا.

وعلى الرغم من تصريح رئيس وزراءها روبرت فيكو علانية عن قلقه من أن تلك العقوبات ستكون غير مؤثرة لكنها ستفسد العلاقة بين روسيا وسلوفاكيا إلا أنه اختار أن تكون بلاده خارج نطاق الخلاف بين الغرب وروسيا.

ومع ذلك فإن موقف سلوفاكيا في أي تفاوض مع روسيا أكثر قوة من غيرها من الدول لكونها ممر عبور للغاز الروسي والنفط لكبرى الأسواق الأوربية، إضافة إلى أن لديها ميزة أفضل من أوكرانيا وهي قدرتها على شراء الغاز الأوربي بمعدلات السوق ولديها تعاقدات أقل من 20 عام مع شركة الغاز الروسية "جازبروم" والذي تم توقيعه في 2008، حيث يتم مراجعة أسعار الغاز فيه كل 3 سنوات.

وساعد امتلاك سلوفاكيا لإمكانية تصدير الغاز إلى أسواق الطاقة في غرب أوربا وشمال غربها إلى دعم موقفها في التفاوض على أسعار جيدة، ويضاف إلى ذلك التقارب بينها وبين المجر يمنحها وضع أكثر تميزا.

وبالنسبة للغرب، فإن سلوفاكيا أصبحت حليفا مهما يمكنه تقليل قدرة روسيا على فرض إراداتها بالقوة على أوكرانيا، خاصة عن طريق دعم كييف بواسطة امدادات الغاز التي تنقله عكس الاتجاه للتغلب على نقص الامدادات الروسية التي تعتمد عليها أوكرانيا بصورة مباشرة خاصة في التدفئة.

وفي سبتمبر 2014 بدأت محطة الربط بين سلوفاكيا ومحطة الغاز الطبيعي فوجاني في العمل ونتيجة لذلك تضخ سلوفاكيا حاليا 38مليون متر مكعب في اليوم إلى أوكرانيا والتي يصل إجماليها إلى 13.9 مليار متر مكعب في العام.

ويضاف إلى ذلك أن أوكرانيا يمكنها ادخال 4 مليون متر مكعب في اليوم عبر الخطوط العكسية من بولندا و 16 مليون متر مكعب من المجر، وهذا يعنى أن سلوفاكيا ستظل أكبر مصدر للغاز إلى أوكرانيا في ظل أزمتها مع روسيا.

وتعتبر سلوفاكيا هي الدولة الأكثر قابلية لأن تكون سندا لأوكرانيا في أزمة الطاقة حيث أن موقف المجر متأرجح ويتغير وفقا لاعتبارات سياسية، فهو يقل في بعض الأحيان بصورة تصل إلى 3 مليون متر مكعب في اليوم إضافة إلى أن رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان تعهد بأن امدادات الغاز العكسي عبر بلاده إلى أوكرانيا سوف يتوقف في ظل التحذيرات الروسية من أنه يتم بصورة غير شرعية.

ولكن سلوفاكيا مستمرة في دعم أوكرانيا باحتياجاتها من الغاز بصورة جعلت موقفها في التفاوض مع روسيا أكثر قوة هو ما تمثل في عقد الغاز الروسي الذي أبرمته أوكرانيا مع شركة جاز بروم في أكتوبر والذي توازي مع عقد الثلاثة أشهر الذي بدأته روسيا مع أوكرانيا بداية أبريل.

وهناك مؤشرات تقول أن سلوفاكيا لديها نية للتحرك نحوا زيادة حجم تعاونها مع شركاءها في حلف الناتو، ففي فبراير الماضي طالبت براتيسلافا من الحلف تشكيل وحدة تكامل قوى له في أوكرانيا تتكون من فرق صغيرة متعاونة، لكنه يبدوا أن هذا التعاون سيتم ضمن استراتيجية التوازن مع روسيا.

وفي هذه الحالة ربما تعتمد سلوفاكيا على الناخبين وفقا لاستطلاع الرأي الذي تم إجراؤه أثناء الصراع الذي اشتعل في شرق أوكرانيا، حيث يعارض غالبية السلوفاكيين وجود أوكرانيا في نطاق النفوذ الروسي ويرفضون تدخلها في الأزمة

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان