صحف ألمانية: دول الخليج في وضع "هش"
برلين (دويتشه فيله)
رأت صحف ألمانية أن على دول الخليج وبالذات السعودية تغيير واقعها بنفسها وعدم الاعتماد على قوة واشنطن العسكرية لدعم استقرارها، فيما طالبت صحف أخرى برلين بلعب دور أكبر في سلام الشرق الأوسط لعلاقتها المميزة مع إسرائيل.
تابعت الصحف الألمانية ملفات شرق أوسطية مهمة. بعضها كتبت عن القمة الأمريكية - الخليجية المقررة هذا الأسبوع في كامب ديفيد. فيما كتبت أخرى عن الذكرى الخمسين للعلاقات الدبلوماسية الإسرائيلية وضرورة لعب ألمانيا دوراً أكبر في عملية السلام بالشرق الأوسط.
حول دعوة الرئيس الأمريكي أوباما لقادة ست دول خليجية للاجتماع في كامب ديفيد لبحث الملفات المهمة في المنطقة والقلق الخليجي من التقارب الأمريكي – الإيراني كتبت صحيفة "تاجس شبيجل" البرلينية: "تشعر الممالك والإمارات الخليجية السنية بالاضطراب وعدم الثقة، بعد عقود من استقرار أنظمتها السياسية الإقليمية. وجاء الربيع العربي بعدم الاستقرار لبعض هذه البلدان، التي رد حكامها بتوزيع الأموال في بعض الحالات، وفي حالات أخرى بالقوة البوليسية وعمليات قاسية لمكافحة الإرهاب. القطب الشيعي المضاد لها – إيران، كان يعاني من الانعزال الدبلوماسي والعقوبات الغربية. لكن النتائج الإيجابية لمحادثات الملف النووي الإيراني، التي عقدت مؤخراً في لوزان السويسرية، أثارت حفيظة شيوخ النفط".
وأشارت الصحيفة إلى التطور الحاصل على العلاقات الغربية الإيرانية وقالت: "الجمهورية الإسلامية في إيران تدخل من جديد بقوة إلى العلاقات الدولية. بينما يعاني العالم العربي من انهيار نظامه ويتجه نحو الفوضى. ولهذا دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما قادة ست دول خليجية للاجتماع في كامب ديفيد لمناقشة إمكانية التعاون الأمني والطرق التي يجب اتخاذها لحل النزاعات في المنطقة، والتي تجلب معاناة وعدم استقرار". حسب قول الرئيس الأميركي نفسه.
لكن أربعة من تلك المقاعد الست ستكون فارغة. وحدهما أمير الكويت وقطر سيسافران إلى كامب ديفيد. الملك السعودي سلمان اعتذر عن القدوم وسيرسل نائباً عنه، الأمر الذي يشير إلى عمق القلق الخليجي تجاه الاتفاق الأميركي مع إيران ونتائج الصراع في سوريا، والذي لا يتناغم مع سياسة البيت الأبيض. حسب الصحيفة التي كتبت: "لقاء كامب ديفيد يشير بوضوح إلى الوضع الهش، الذي يعيش فيه قادة منطقة الخليج".
السعودية ليست أوكرانيا
أما صحيفة "زود دويتشه تسايتونج" فكتبت معلقة على الموضوع تقول "السعودية تتصرف وكأنها ستصبح قريبا أوكرانيا: تركتها القوى الغربية لوحدها وستسقط في قبضة قوة نووية، وأن الأقلية في السعودية قد سيطرت على معظم البلاد". هذا السيناريو مبالغ فيه كثيراً. حسب الصحيفة، التي أضافت "لأن إيران ليست روسيا، وبالذات، لأن السعودية ليست أوكرانيا، بل أنها شريك استراتيجي للولايات المتحدة وستبقى كذلك. ومهما يكون موقف الولايات المتحدة بالنسبة لهذه المملكة "الدكتاتورية المظلمة" والتعبير للصحيفة، "فإن الولايات المتحدة تحتاجها للاستقرار ولضمان أسعار منخفضة للنفط. إنه أمر واضح كيف أقلق التقارب الإيراني الأميركي الممالك والإمارات الخليجية السنية".
وأضافت الصحيفة "في النهاية إيران هي العدو الأول للطرفين – الخليجي والأميركي، لكن الاتفاق حول الملف النووي الإيراني صنع التقارب السلمي بين الغرب وإيران بعد عقود من القطيعة. ولهذا يجب أن يمنح المرء هذا الاتفاق شيئاً من الحظ، فالبديل معدوم في الحالة الإيرانية. والحل الوحيد هو التدخل العسكري الأميركي في المنطقة. وإذا ما أرادت الدكتاتوريات في المنطقة دعماً أميركياً للاستقرار في مواجهة إيران، فإن عليها أن لا تنسى أن الفوضى في الشرق الأوسط نتيجة طبيعية للتغيرات في المنطقة، والتي أصلها هذه البلدان نفسها، لا أعداء خارجيين".
وفي الختام أوضحت الصحيفة "إن كانت السعودية تريد التسلح، فهي ليست بحاجة لصواريخ من واشنطن لتغيير نظامها الاستبدادي. بل على الملك مساعدة نفسه بنفسه".
الدور الألماني
وحول الذكرى الخمسين لإقامة علاقات دبلوماسية ألمانية - إسرائيلية، كتبت صحيفة "تاغس تسايتونج" حول ضرورة لعب ألمانيا دوراً مهماً في عملية السلام بالشرق الأوسط ، وقالت "في النهاية يمكن للطرفين فقط – الإسرائيلي والفلسطيني الوصول إلى اتفاق سلام. يجب أن يكونا على استعداد للتوصل إلى اتفاق تاريخي ينهي الصراع على الأرض. لكن خبرة الأعوام الماضية من المحادثات الثنائية بين الطرفين تشير إلى انعدام الأمل فيها. السلام هناك بحاجة لدول تضمن تطبيق اتفاقية إنشاء دولتين. وهو ملف يمكن أن تحمله ألمانيا بالنسبة لإسرائيل".
فيديو قد يعجبك: