لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كبيرة مراسلي بي بي سي: مهمتنا نقل القصة لا أن نصبح قصة يتناقلها آخرون

04:54 م الجمعة 15 مايو 2015

كتب ـ علاء المطيري:

''وظيفتنا أن نٌخبركم القصة لا أن نكون جزء منها''، بتلك العبارة استهلت ليز دوسيت كبير مراسلي الشؤون الدولية بهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي تقرير المعهد العالمي لسلامة الأخبار حول التهديدات التي يواجهها الصحفيون في الميدان، مشيرة إلى أن الصحفيين تحولوا إلى قصة خبرية ما بين خطف وقتل وقطع للرؤوس.

ولفتت صحيفة الجارديان البريطانية إلى أن هذا التقرير يستحق أن يقرأه أكبر عدد ممكن من الجمهور في مقدمة بعنوان '' تحت التهديد ـ الحالة المتغيرة لسلامة وسائل الإعلام''، تٌخبرنا عن تجارب الصحفيين اللذين عرضوا أرواحهم للخطر أثناء محاولتهم تغطية الصراعات في عالمنا المعاصر.

وعبر زمان طويل ساد شعار في الصحافة يقول أنه لا توجد قصة خبرية تستحق أن نموت من أجلها، لكن، هناك قصص تستحق أن نٌخاطر للوصول إليها.

ويٌعتبر تقييم تلك المخاطر بأقصى قدر من العناية والوضوح هو مصدر القلق في الوقت الراهن، لكن الواقع أن الصحفي لم يعد يملك وقتا خاصة عندما يصبح في وضع غريب يكون فيه في المكان الصحيح لكنه في الوقت الخطأ خاصة عندما يكون هناك الكثير من مناطق الصراعات التي لا توفر الوقت الكافي لحساب المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها الصحفي عندما يقوم بتغطية الخطوط الأمامية، لأننا خط المواجهة الأول، كما تقول ليز دوست.

اغتيالات لم نعرف أسبابها، عمليات خطف عشوائي، قطع روؤس.. أمور تحدث في الوقت الراهن بمعدلات مرعبة، وأصبحنا بصورة غلبت على واقعنا.. قصص خبرية، وهو طريق لا يجب أن تكون عليه مهنة الصحافة.

الصحفيون المحليون والعاملين مع الوكالات العالمية من الخارج هم الأكثر استهدافا، ويجب أن يتم عمل الكثير لتسليط الضوء على المخاطر التي يواجهها هؤلاء الذين يٌمثلون جزء من وسائل الأعلام العالمية، لكنهم دوما يكونون أقل حماية وما يتعرضون لا يظهر بصورة كافية مقارنة بظروف أقرانهم من الصحفيين الذين توفر لهم مؤسساتهم كافة الوسائل الممكنة يجب أن يلتفت بعضنا إلى بعض.. هكذا يقول التقرير.

فالصحافة هي مهنتنا التي يجب أن نستمر في القيام بها، لكنها مهمة نقل القصة لا أن نصبح قصة يتناقلها آخرون، نحتاج إلى شيء من الأمان، من التأمين الذي يسمح لكل منا أن يروى حكايته.

وفي الوقت الحالي هناك تحركات ودعم من المعهد الدولي لسلامة الأخبار والعديد من المؤسسات الإعلامية العملاقة لإنشاء معايير قياسية لسلامة الصحفيين المستقلين الذين يعملون في المناطق الخطرة من العالم لضمان مساءلة من يتعرضون لهم، وهو ما دعت له منظمة مراسلون بلا حدود التي طالبت باعتبار الاعتداء على الصحفيين جريمة حرب تحاسب عليها المحكمة الجنائية الدولية.

فقدنا الكثير من أصدقائنا الأعزاء ورفقائنا في العمل عندما كنا سويا في الميادين، وعلى خط النار.. والآن، نفكر مرتين، تقول دويست، وربما أكثر قبل أن نتوجه إلى ميادين الصراعات، حتى في البلدان التي عملنا فيها لعقود وأصبح لدينا في العديد من الأصدقاء الذين يمكننا أن نتواصل معهم.

ولكن غالبا، ما يحدث الخطر بصورة مفاجئة وفي أوقات لم نكن نتوقعها، فعندما سافرنا إلى أفغانستان في 2002 ـ تقول كبير مراسلي البي بي سي ـ كان الأمور تبدوا هادئة نسبيا في مدينة قندهار التي كانت تحت سيطرة طالبان في وقت سابق، لكن، سرعان ما تحول زفاف شقيق الرئيس حميد كرازي إلى محاولة اغتيال للقائد الأفغاني.

وتابعت ''كان أزيز الرصاص يمر بين اثنين من فريق العمل هما '' كيث موريث وفيليب جودوين''، مشيرة إلى أنه عندما سألنا المحرر في لندن هل كنا نرتدي السترة الواقية من الرصاص كان ردنا ''أفي ليلة زفاف؟''.

وفي العام الماضي، عندما زرنا ملجأ مكتظا بالأطفال في مدينة حمص السورية تعرضنا لهجوم بقذائف هاون نجا كل من '' ناتيليا مورتون و فيل كودوين'' بصعوبة.

وحتى في ظل المخاطر التي تٌخيم علينا بصورة باتت كبيرة.. مازال الصحفيون يستطيعون ويقررون أن القصة الخبرية تستحق المخاطرة.

فعندما تلوح لنا قصة هامة نظهر لها ونعتقد بطريقة أو بأخرى أننا قادرون على التعامل معها من جديد.

ماري كولفين

أمريكية تعمل مراسلة لصحيفة صنداي تايمز البريطانية، وواحدة من أكثر مراسلي الحروب براعة في هذا الجيل.. قامت برحلتها الأخيرة إلى مدينة كانت حينها محاصرة.. ذهبت إلى حمص بعد أن سمعت قلق رفقائها واستمعت إلى الأسئلة التي وضعتها في رأسها، لكنها أجابت على تخوفات أصدقائها وكان ليندسي هيلسوم من محرر الشؤون الدولية من القناة الرابعة أحدهم حيث عبر عن تخوفاته مما يمكن أن يتعرضوا له فكان ردها '' إنها مهمتنا''، كانت، وها نحن نكررها بحثا عن قصة حربا ومعاناة.. يجب أن يعرفها العالم.

وكانت نهايته في 22 فبراير 2012 في تلك الرحلة، وجاء كتابه الجديد بعنوان '' هذه مهمتي'' ليشهد المصور لينسي أداريو الذي نجا من الخطر الذي داهم كولفين كان نصيبهم من الخطر أكبر.

الصحافة هي مهمتنا، ونأمل أن نواصل العمل، لكننا نعمل لكي نٌخبركم القصة لا أن تصلكم أخبارنا.. نحتاج إلى نوع من السلامة والتأمين الذي يسمح لنا أن نخبركم أصل الحكاية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان