تفاصيل مقتل أبو سياف.. واعتقال زوجته ونقلها للعراق
القاهرة - مصراوي:
سلطت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية الضوء على تفاصيل عملية قتل القيادي في "داعش"، أبو سياف، كشفت عنها مصادر عسكرية أمريكية، بعد اقتحام مقره في حقل العمر السوري النفطي، واعتقال زوجته "أم سياف" مشيرة إلى مشاركة قوات دولية من 100 عنصر من قوات "دلتا"، ووقوع مواجهة نارية قاسية مع العناصر المسلحة.
وأوضح مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية أن مروحيات "بلاك هوك" وطائرة "أوسبري" ذات المراوح الدوارة، قامت بإنزال وحدة من قوة "دلتا" في مجمع أبو سياف.
وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه في إفادة لـ"سي إن إن" إن عناصر "داعش" في المجمع المكون من عدة طبقات، حاولوا استخدام نساء وأطفال كدروع بشرية، غير أن قوات الكوماندوز الأمريكية تمكنت من "فصل الأبرياء".
وتابع أن القوات الأمريكية قتلت "نحو 12" مسلحًا، خلال تبادل إطلاق النار، غير أنها لم تتمكن من تفادي إصابة مدنيين. ووصف المسؤول أبو سياف بأنه ينشط في مجال "تمويل" التنظيم، غير أنه لعب أخيرا دورًا متزايدًا في الجانب العسكري للأنشطة المتطرفة، مرجحًا أن تحد العملية من قدرات التنظيم التمويلية.
وفي عملية نوعية مفاجئة، وُصفت بأنها "صفعة قوية" لتنظيم داعش، أعلنت الإدارة الأمريكية، أول من أمس، عن مقتل أحد كبار القياديين في التنظيم، في عملية عسكرية برية، قامت بتنفيذها وحدة خاصة من الجيش الأمريكي، الليلة الماضية.
وبحسب المعلومات التي أتيحت من مصادرها في البيت الأبيض ووزارة الدفاع (البنتاجون)، فإن العملية كانت تستهدف اعتقال القيادي في داعش "أبو سياف"، أحد أبرز المسؤولين عن إدارة الموارد المالية للتنظيم، إلا أنها انتهت بمقتله ونحو 10 مسلحين آخرين، وأصيبت واحدة على الأقل من مروحيات "بلاك هوك" التي نفذت العملية بالرصاص، بنيران مقاتلي "داعش"، لكنها تمكنت مع ذلك من التحليق والعودة بسلام إلى قاعدتها، ورافق أحد المترجمين العرب القوة المهاجمة التي قامت بمصادرة معدات اتصال استخدمها "أبو سياف" قبل مقتله، كما صادرت مجموعة من الآثار والعملات التاريخية التي كانت بالموقع، وهي تخضع للفحص الآن.
والعملية التي أمر بها وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر، بناءً على تعليمات من الرئيس باراك أوباما، تمت قيادتها من قبل مجموعة تابعة لقوات "دلتا"، تضم ما يزيد على 20 عنصرًا، وشارك في تنفيذها أكثر من 100 فرد من مختلف الوحدات القتالية، بمن فيهم الطيارون الذين تولوا عملية الإنزال.
وقال كارتر، خلال كلمة مقتضبة له في البنتاجون: "إن أبو سياف كان أحد المشاركين في قيادة العمليات العسكرية لتنظيم داعش، كما كان له دور في إدارة العمليات المالية للتنظيم، كما أن زوجته، التي تُلقب بأم سياف، والتي اعتقلت خلال العملية وتم نقلها إلى العراق، كان لها دور هي الأخرى ضمن قيادة التنظيم".
فيما قال مصدر مطلع على تفاصيل العملية إنه تم نقل أفراد المجموعة إلى داخل عمق الأراضي السورية، على متن عدد من مروحيات "بلاك هوك"، ووصلوا إلى مبنى متعدد الطوابق، كان يتحصن فيه عدد من مسلحي "داعش"، حاولوا استخدام بعض النساء والأطفال كـ"دروع بشرية".
وأكد المصدر نفسه أن القوة المهاجمة تمكنت من اقتحام المبنى، وقامت بقتل المسلحين دون المساس بأي من الأطفال أو النساء الذين كانوا موجودين داخل المبنى، ولفت إلى أن "أبو سياف" قُتل أثناء مقاومته لمحاولة اعتقاله، وحاول الاقتراب من القوات، ولم يُعرف على الفور ما إذا كان يرتدي سترة ناسفة أم لا.
وليست هذه أول مرة يقر فيها مسؤولون أمريكيون صراحة بتنفيذ عملية كوماندوز داخل سوريا، فقد قامت وحدات كوماندوز، العام الماضي، بعملية لمحاولة إنقاذ الصحافي الأميركي جيمس فولي الذي كان تنظيم داعش يحتجزه رهينة، غير أن العملية فشلت، وكان المتطرفون نقلوا فولي وغيره من الرهائن عند تنفيذ العملية الأمريكية، ولاحقًا أعدموا فولي.
وفيما، مثلت العملية التي شنت في دير الزور، التي أدت لمقتل القيادي الداعشي أبو سياف تحولا في استراتيجية واشنطن التي كانت تعتمد أساسا على الضربات الجوية لاستهداف متشددين في المنطقة"، يقول جيمس سبايدر ماركس الخبير العسكري الأمريكي.
إن أبو سياف كان يدير علميات "داعش" من وراء الكواليس حيث خلق الإيرادات التي مكنتهم من إنشاء هذه العمليات والذراع التسويقية المدهشة التي تمكنوا من تحقيقها. وتقول مصادر إن القوات الأمريكية دخلت منطقة حقل العمر النفطي بواسطة مروحيات، وخاضت قتالا عنيفا حيث قتل نحو عشرة من مقاتلي "داعش" في العملية.
وأما زوجة أبو سياف، الملقبة بأم سياف، فقد تم القبض عليها ونقلت إلى العراق لاستجوابها.
ووفقا لمسؤولين في البنتاجون، عادت القوات الأمريكية بسلام.
اقرأ أيضا:
مسئول سابق بـ(سي أي أيه): التخلص من أبوسياف "خطوة هامة"
تقرير: المسؤولون الأمريكيون راضون عن عملية قتل أبو سياف واسر زوجته
كارتر: مقتل أبو سياف ضربة مهمة توجه لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا
فيديو قد يعجبك: