الروهنجيا....أقلية مضطهدة بلا جنسية (تقرير)
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
كتبت ـ مروة مصطفى:
صنفت الأمم المتحدة أقلية "الروهنجيا"(المسلمين في بورما) من الأقليات الأكثر اضطهادا في العالم نظرا لما تتعرض له من انتهاكات وتعديات من قبل البوذيين، فماذا نعرف عن هذه الأقلية المضطهدة؟
يتواجد الروهنجيا في منطقة أراكان غرب بورما " ميانمار" على المحيط الهندي، وترجع كلمة "روهنجيا" إلى "روهانج" اسم دولة أراكان القديم وتطلق على المسلمين المواطنين الأصليين في أراكان المحتلة من قبل دولة ميانمار، وهم أقلية مسلمة مضطهدة تعيش مأساة حقيقية، بحسب مجلة البيان اللندنية.
وكانت أراكان في ما مضى دولة إسلامية مستقلة حرة في جنوب شرق آسيا، استمرت في الوجود عدة قرون قبل أن تحتل من بورما البوذية عام 1784م فأصبحت بعد ذلك واحدة من 14 ولاية ومقاطعة لاتحاد بورما - ميانمار حاليا.
أما جغرافيا فإن إقليم أراكان يقع في الجنوب الغربي لمينامار على ساحل خليج البنغال، والشريط الحدودي مع بنجلاديش، وتبلغ مساحة الإقليم حوالي خمسين ألف كيلومتر مربع أي عشر مساحة ميانمار تقريبا، بحسب المجلة نفسها.
ويبلغ عدد سكان منطقة أراكان حوالي 5.5 ملايين، ونسبة المسلمين فيها 90% ويعيش منهم مليونان داخل ميانمار، أما الآخرون فهاجروا إلى خارج البلاد بسبب الاضطهاد الذي تمارسه هذه الدولة ضدهم.
وينحدر مسلمي ميانمار من أصول مختلفة مثل البنغالية والعرب والمورو والأتراك والفرس والمنغول والباتان ومعظمهم يشبه أهل القارة الهندية شكلاً ولوناً.
تعيش هذه الأقلية مأساة حقيقة بمعنى الكلمة، وتتعرض لشتى أشكال الاضطهاد التي يمكن تخيلها من قبل البوذيين، فمنذ سقوط دولة أركان ارتكبت ضدهم عدة مذابح وصلت إلى أكثر من عشرين مذبحة، بحسب ما قاله "عطا الله نور" رئيس وكالة أنباء "الروهنجيا".
ويذكر نور أن البوذيون ارتكبوا مذبحة ضد المسلمين في عام 1942 قتل فيها أكثر من 100 ألف روهينجي مسلم مما اضطر المسلمون إلى الفرار من بطش البورميين، ومنذ ذلك الحين إلى يومنا هذا لم يتوقف البوذيون عن عمليات القتل ضد المسلمين في أركان التي كانت في الأصل مملكة إسلامية، فقاموا بكثير من عمليات التهجير والقتل للمسلمين.
كما شهدت بورما في بداية ستينيات القرن الماضي انقلابا عسكريا ظلت تحت حكمه حتى عام 2008 عندما بدأت عملية التحول الديمقراطي التي قادت لانتخابات 2010، وتولى على إثرها "ثين سين"، وهو عسكري سابق رئاسة الدولة في 2011.
وفي خلال فترة الحكم العسكري، أصدر الحاكم العسكري "ني وين " قانون يمنع تمتع العرقية الروهنجية بالجنسية البورمية، فأصبحوا منذ ذلك الوقت عديمي الأهلية وليس من حقهم امتلاك أي من الأراض أو مزارعهم أو بيوتهم وأصبحوا في أيدي البورمين والبوذيين سلعة رخيصة يهجمون عليهم ويقتلونهم دون أن يكون لهم أي من الحقوق يدافعون بها عن أنفسهم.
وفي عام 2012 في شهر يونيو قام عدد من البوذيين بقتل عدد من الدعاة المسلمين ومثلوا بجثثهم والقوهم على قارعة الطريق.
وتابعوا هذا الأمر بالسطو على أهلهم وقتلهم واعتقال شبابهم واغتصاب نسائهم، وفرعدد كبير منهم إلى المدن المجاورة ففر إلى مدينة "أكياب" ما يقرب من (200000ألف) بورمي، وقامت بنجلاديش الدولة الإسلامية الوحيدة المجاورة لبورما بغلق أبوابها في وجه النازحين المسلمين، مما اضطر البعض إلى التوجه عبر المحيط الهندي إلى الدول المجاورة مثل "نيبال" و"تايلاند" و"إندونيسيا" حتى وصل البعض إلى الهند وسيريلنكا، وتم تفريقهم ،وتعرضوا إلى عمليات البيع والشراء، على يد تجار البشر من تايلند وماليزيا.
منذ اندلاع الأحداث الأخيرة في 2012 صرح الرئيس البورمي الحالي بأن المسلمين "الروهينجيا" ليسوا من سكان بورما ولكنهم مهاجرون غير شرعيين من بنجلاديش وليس لهم الحق في الحصول على الجنسية البورمية، وإن أرادوا العيش في بورما فسنعمل على إقامة مخيمات لهم يعيشون فيها أو ينتقلون إلى أي مكان آخر.
وبالفعل يسكن مسلمو الروهنجيا مخيمات تفتقر إلى أقل متطلبات الحياة الإنسانية، وقامت المنظمات الدولية الإنسانية ببناء هذه المخيمات.
وقال مبعوث الأمم المتحدة: إن هذه المخيمات تشبه السجون، ولكننا نراها أسوء من السجون، فالسجين يتوفر له المأكل والملبس والأهم من ذلك الأمن الذي لا يتوفر للمسلمين في هذه المخيمات.
ولا يتوفر في هذه المخيمات المياه ولا أماكن لقضاء الحاجة، وكثيرا ما تقوم عصابات من البوذيين بالهجوم على هذه المخيمات وحرقها.
كما ذكرت مفوضية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة أن أكثر من 25 ألف مهاجر ــ جلهم من الروهنجيا والبنجلاديشيين ــ قد هربوا عن طريق البحر في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي.
وقد تم تهريب كثيرون منهم إلى تايلاند حيث احتجزوا في مخيمات لحين دفعهم الأموال اللازمة لمهربي البشر للانتقال الى الحدود الماليزية.
كما ترك الآلاف منهم على متن زوارق صغيرة في عرض البحر بعد ان بدأت السلطات التايلاندية حملة ضد مهربي البشر.
فيديو قد يعجبك: