إعلان

بوتين: لم أرتكب أخطاء وليس لدي ما أندم عليه

11:18 ص الخميس 11 يونيو 2015

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس الوزراء الإيط

القاهرة - مصراوي:

قالت صحيفة الشرق الأوسط، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قام بزيارة قصيرة لإيطاليا والفاتيكان أمس في محاولة منه لكسر عزلته الدبلوماسية.

ورغم ترحيب رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي بضيفه الروسي فإنه لم تظهر في الأفق أي بوادر انشقاق بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في موقفها إزاء العقوبات المفروضة على موسكو.

ويأتي اللقاء قبل أسبوعين من دراسة الاتحاد الأوروبي قراره بشأن احتمال تمديد العقوبات علي روسيا بسبب ضمها القرم من أوكرانيا في 2014. وكانت دول مجموعة السبع قد وجهت تهديدات جديدة بفرض عقوبات مشددة على بلاده على خلفية النزاع في أوكرانيا. وسجل تدهور جديد في الوضع في هذا البلد خلال الأيام الأخيرة ما يبعث مخاوف من تصعيد جديد.

وفي مقابلة صحفية نادرة قبيل زيارته الرسمية إلى إيطاليا، زعم فلاديمير بوتين أنه "لم يحدث أن ارتكبت أي خطأ على الإطلاق، لأن الله شكّل حياتي بحيث لا يكون لدي ما أندم عليه". وكان رينزي من بين زعماء قمة مجموعة السبع الذين تعهدوا خلال القمة التي عقدتها المجموعة في بافاريا بتشديد القيود على التجارة الروسية في حال استمر العنف في منطقة دونباس المتنازع عليها.

ولكن بوتين كان واثقا إلى حد بعيد؛ فقد حذر في حديثه إلى لوسيانو فونتانا، رئيس تحرير صحيفة "كوري ديلا سيرا" اليومية الإيطالية، من أنه "من مصلحة الشعب الإيطالي أن يحافظ على العلاقات الودية مع روسيا". ورفض بوتين أي انتقاد لسلوك روسيا إزاء الأزمة في أوكرانيا، وقال إن تدهور العلاقات مع الغرب "لم يكن خيارنا". ومضى للقول: "لسنا نحن من وضع القيود على الأنشطة التجارية والاقتصادية. بل إننا كنا نحن المستهدفين، وكان لزاما علينا أن نرد بإجراءات انتقامية حماية لأنفسنا".

وكان بوتين قد سئل في أعقاب اغتيال بوريس نيمتسوف عن التحديات التي يواجهها المعارضون السياسيون في روسيا – وبخاصة غياب التغطية الإعلامية عنهم في قنوات التلفزيون الرئيسية.

وقال: "أعتقد لو أن لديهم شيئًا مثيرًا للاهتمام ليقولوه لكانت أجريت معهم المقابلات كثيرا". وفي ختام المقابلة، توجه فونتانا إلى بوتين بالسؤال: "هل هناك أي عمل يخالج الندم بشأنه كثيرا في حياتك؛ شيء تعتبره خطأ ولا تود أن تكرره بعد ذلك أبدا؟"، وفقا لتقرير الصحيفة، فكّر بوتين في السؤال لبرهة، قبل أن تقدح عيناه ويرد بنعومة: "لأكون صريحا تماما معك أنا لا أذكر أي شيء من هذا النوع. يبدو أن الله بنى حياتي بطريقة لا تجعل لديّ ما أندم عليه".

وفي حين أصبح من النادر على نحو متزايد أن يقوم بوتين بزيارة رسمية إلى دول بالاتحاد الأوروبي، فإن جولة ميلانو ستكون التوقف الثاني له في إيطاليا في غضون ثمانية أشهر، في أعقاب قمة أوروبا - آسيا في أكتوبر الماضي.

غير أنه في مقابلة منفصلة مع "كوري ديلا سيرا"، أشار وزير خارجية إيطاليا، باولو جينتيلوني إلى أنه لن تكون هناك أي فرص لموقف بلاده بشأن الأزمة الأوكرانية. وقال: "لقد عملت إيطاليا على الجمع ما بين الولاء لحلفائها وعلاقة خاصة مع روسيا".

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإيطالي في ميلانو، تحدث بوتين عن موضوعات مختلفة.. وعن الشأن الليبي قال: "نحن على قناعة بأن ما يجري حاليا في الواقع من تفكك الدولة الليبية هو نتيجة التدخل العسكري الخارجي في عام 2011".

وأضاف: "من الواضح أن ما يجري في ليبيا الآن نتيجة مباشرة للكارثة الاقتصادية الاجتماعية والهجمات المستمرة لجماعات متطرفة".

من جانبه قال رينزي إن الجانب الإيطالي حصل على دعم روسيا في حل المشكلات الناشئة في البحر الأبيض المتوسط نتيجة تدهور الأوضاع في ليبيا.

وزار بوتين برفقة ماتيو رينزي الجناح المخصص لبلاده في معرض إكسبو ميلانو الدولي في مناسبة يوم روسيا خلال المعرض، وكذلك جناح إيطاليا.

ويقدم الجناح الروسي في المعرض لهذه المناسبة "برنامجا ثقافيا استثنائيا" يتضمن موسيقى تقليدية من القوقاز وتعزف خلاله الفرقة الفيلهارمونية لجمهورية تاتارستان مع توزيع الكافيار والمأكولات التقليدية الروسية، ثم سيعقدان لقاء قبل عقد مؤتمر صحافي مشترك.

ولا تعتبر إيطاليا من "الصقور" في العلاقات مع روسيا إلا أنها وقعت البيان الشديد اللهجة الذي صدر الاثنين في ختام قمة قادة مجموعة السبع في بافاريا.

واجمع قادة الدول السبع في البيان على ربط مدة العقوبات المفروضة على روسيا بـ"التطبيق الكامل لاتفاقات مينسك" الموقعة في فبراير لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، وبـ"احترام سيادة" كييف.

كما أبدى الرؤساء "الاستعداد لتشديد التدابير لزيادة الأعباء على روسيا إذا ما اقتضت تصرفاتها ذلك". وتتهم كييف روسيا بأنها "المدبر الرئيسي للنزاع وعرابه"، مشيرة إلى أن نحو عشرة آلاف من جنودها يقاتلون إلى جانب المتمردين الـ33 ألفا الموالين لروسيا في منطقة دونباس الأوكرانية.

وأشاد رينزي بـ"الصداقة التقليدية بين إيطاليا وروسيا"، ولكنه تحدث أيضا عن "تباين المواقف" بشأن عدد من القضايا. وقال في مراسم افتتاح ميلانو إكسبو: "نواجه وضعا دوليا صعبا ليس فقط فيما يخص القضايا التي نختلف بشأنها، بل أيضا القضايا التي يجب أن ننظر إليها من منظور واحد في ظل أوضاع دولية معقدة ابتداء من التهديد العالمي للإرهاب". وتحدث بوتين عن تاريخ طويل يجمع بين البلدين.

وقال: "ثمة رابط بين روسيا وإيطاليا يتصل بشكل وثيق بالعلاقات الثقافية والتجارية والسياسية التاريخية. وعلى مدى ما يزيد على 500 عام كانت إيطاليا شريكا هاما في أوروبا ومستثمرا عظيما في الاقتصاد الروسي".

وفي واشنطن قال المرشح الجمهوري المحتمل لانتخابات الرئاسة الأميركية جيب بوش أمس، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "يستأسد" وعلى الولايات المتحدة وحلفائها في أوروبا اتخاذ موقف حاسم في الرد على العدوان الروسي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان