الجارديان: هجوم تونس ربما يقتل السياحة.. والأمل
كتب ـ علاء المطيري:
قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن اغتيال السياح في فندق منتجع سوسة المطل على البحر المتوسط ربما يقتل السياحة والأمل في تونس.
ولفتت الصحيفة في مقال نشرته يوم السبت، إلى أن قتل السياح في منتجع سوسة ربما يشعل موجة من فقدان الثقة في دولة يرى العالم أنها تتمتع بسلام نسبي مقارنة بجيرانها.
وتابعت الصحيفة أن الدولة الأفريقية الصغيرة شهدت انطلاقة الشرارة الأولى لثورات الربيع العربي منذ 4 سنوات وتمكن شعبها من الإطاحة بالنظام الدكتاتوري الفاسد بصورة سلمية، مشيرة إلى أنها غالبا ما تبدوا في صورة الأمل الباقي للمنطقة بأثرها.
فعلى خلاف الدول الأخرى استطاعت تونس أن تجرى عملية تحول ديمقراطي ودستور جديد ترتبت عليه انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة، لكن الدولة التي عانت من الآثار الاقتصادية للثورة الماضية يعتمد اقتصادها بصورة كبيرة على السياحة والزائرين الأجانب، بحسب الصحيفة.
ولفتت الجارديان إلى أن الهجوم الأخير ربما يخلق تحد جديد يواجه الحكومة في تعاملها مع البطالة وأزمة التوظيف التي قد تؤدى إلى زعزعة الاستقرار الاجتماعي بها، مشيرة على أن الحكومة التونسية ستواجه أزمة في مخاطبة مشاعر الفقراء وصغار السن الذين ألهمتهم الثورة وجعلتهم يطالبون بالعدالة الاجتماعية والوظائف ومحاربة الفقر والفساد التي لم تتحقق بعد.
وفي الأشهر الأخيرة تواجه تونس مشكلة الجهاديين التي تتنامي حيث وصل عدد الجهاديين التونسيين إلى الآلف بصورة تخطت كل الدول العربية الأخرى التي لها مواطنين يحاربون في سوريا.
وقالت الصحيفة "يبدو أن هجوم سوسة سيؤدى إلى تعزيز المشكلة ومنحها نمطا جديدا، فقبل الربيع الحالي توجه الجهاديون إلى استهداف قوات الأمن التونسية، لكن هجوم مارس الذي طال متحف باردو القومي وأدى إلى مقتل 21 شخصا من السياح الأجانب والشرطة إضافة إلى هجوم شاطئ سوسه كلاهما يشير إلى تركيز الجهاديين على أهداف ناعمة يكون لها تأثير سلبيا على صورة الدولة واضرار كبيرة على مواردها الاقتصادية التي تمثل السياحة أحد أعمدتها".
ولفتت الصحيفة إلى أن التأثير الناتج عن هجوم سوسه يمكن أن يكون أكثر خطورة من هجوم المتحف القومي وفقا لمونيكا ماركز المحللة السياسية المقيمة في تونس والمختصة بمتابعة الأوضاع في شمال أفريقيا، مشيرة إلى أن معظم السائحين لا يعتبرون زيارة متحف باردو من أولوياتهم لكنهم يعتبرون أن قضاء الوقت على الشواطئ هو قبلتهم الأولى خاصة البريطانيين والألمان.
وتابعت أن سوسه أكبر شاطئ يستقبل السائحين في تونس وقتل السياح به وصورهم التي تم نشرها سيكون لها تأثير لا يمكن أن نتجاهله على السائحين الذي يريدون زيارة تونس في المستقبل.
ولفتت ماركز إلى أن السياحة مثلت 14.5 في المائة من الدخل القومي لتونس العام الماضي، مشيرة إلى أن هذا الحادث سيكون له تبعات اقتصادية وربما يؤثر على ثقة المستثمرين القادمين في الحكومة التونسية.
وأضافت أن استجابة الحكومة للهجوم الأخير ستكون عنصرا حاسما خاصة أن الدولة تحاول الموازنة بين الإجراءات الأمنية من جهة وبين حقوق الإنسان من جهة أخرى، مشيرة إلى أن كلاهما على درجة من الأهمية.
وفي ديسمبر الماضي، تم انتخاب برلمان جديد وأصبح باجي قائد السبسي رئيسا عمره 88 عام وعمل مسؤولا بارزا في النظام السابق، ويمثل حزبه نداء تونس هو الحزب الحاكم بعد تكوينه ائتلاف يضم تواجد صغيرا من حركة النهضة التي كان لها دور في نجاح التحول الديمقراطي في تونس.
ونوهت الصحيفة إلى أنه عقب هجوم متحف باردو قام السبسي بإصدار قوانين محاربة الإرهاب ووعد بحملة لمواجهته، لكن تلك التشريعات لم يتم تمريرها بعد في ظل تحفظات سياسيين وحقوقيين حول حرية الرأي وقواعد احتجاز المواطنين والانتهاكات الشرطية.
ولفتت الصحيفة إلى أن الموازنة بين الأمن وحقوق الإنسان كانت قضية حساسة في تونس أثناء حكم الرئيس السابق زين العابدين بن على الذي شهد استخدام الوحشية في تعامل الشرطة مع المواطنين.
وتعمل لجنة الحقيقة والكرامة التونسية على التعامل مع التطورات الجديدة التي انبثقت عن الوضع الجديد، مشيرة إلى أن قضية التعذيب لم يتم التعامل معها بصورة كاملة حتى بعد الثورة.
وتابعت الصحيفة أن الاستعدادات للتعامل مع تلك القضية بنفس أسلوب بن على من غير المنتظر أن يمر بصورة تعيد الناس إلى أيام بن على التي كان القمع أبرز ملامحها وهو ما يدفع الحقوقيين إلى التحرك لخلق توازن بين الاعتبارات الأمنية وحقوق الإنسان.
ولفتت الصحيفة إلى أن تونس تشعر بالفخر لأنها مستمرة في تعامل مرن مع تحديات الثورة بما في ذلك الاغتيالات السياسية والتهديد الجهادي، مشيرة إلى أن هجوم سوسه واحدا من أكبر تلك التحديات حتى الآن.
فيديو قد يعجبك: