إعلان

بالصور – هنا وادي "هونزا".. قصة نجاح للإسلام المعتدل بعيدا عن العالم الدموي

06:42 م الخميس 23 يوليو 2015

كتبت ـ مروة مصطفى:

يشعر زوار هذا الوادي الجميل كما لو أنهم يقفون على حافة الأرض، خارج هذا العالم الذي نحيا فيه المليء بالدماء والقتل والإرهاب، وبالتأكيد لا يشعرون أنهم يعيشون داخل باكستان، تلك البلد التي تكافح ضد الفقر والتلوث والتشدد الإسلامي ونظام التعليم الفاشل، خاصة بالنسبة للنساء، بحسب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.

إنه وادي هونزا.. منطقة في الطرف الشمالي لباكستان، تقع في الجزء الذي تحكمه باكستان في كشمير، وذلك بالقرب من حدودها مع أفغانستان والصين وتغطي هونزا مساحة تقرب من 10,100كم²، ويبلغ عدد سكانها حوالي 30 ألف نسمة.

تتكون هونزا من وادٍ طويل ضيق في سلسلة جبال كراكورام، ومعظم مواطني هونزا يعملون في زراعة المحاصيل المتنوعة مثل الشعير والعنب والبرقوق والقمح، وأهم الصناعات الرئيسية فيها إنتاج الأقمشة الصوفية والصناعات اليدوية الدقيقة.

ويعمُر كثير من سكان هونزا إلى أكثر من تسعين عاما، ويعتقدون أن المياه الجبلية الغنية بالمواد المعدنية واتباع حمية متواضعة من التغذية هما سبب طول أعمارهم.

ووفقا لصحيفة واشنطن بوست؛ يتكون النظام الغذائي الخاص بسكان الوادي بصفة رئيسية من الفواكه كالمشمش والخوخ والحبوب والمكسرات والخضراوات، ويتكلم معظم سكان هونزا لغة تسمى يوروشاسكي ولكن ليس لديهم لغة مكتوبة، ومعظم مواطني هونزا من المسلمين، كما أن العطلات الدينية الإسلامية مهمة جدًا بالنسبة لهم.

وتعتبر كريم أباد أكبر مدن وادي هونزا، واحدة من أكثر المناطق الخلابة في باكستان، إنها عبارة عن واحة من التسامح والأمن والمدارس جيدة، ومستوى المعيشة الكريمة، ويعزي ذلك بشكل مباشر إلى تفسير السكان المعتدل للإسلام وكذلك الدعم الكبير من واحدة من أكبر المؤسسات الخيرية في العالم.

وخلافا لما حدث في أجزاء أخرى من باكستان، لا تلوث المصارف الصحية والأكياس البلاستيكية والنفايات البشرية هذا الوادي.

وعلى الرغم من قرب الوادي لمعاقل المتشددين باكستان وكشمير، إلا أنه تحول إلى حصن ضد التطرف الإسلامي.

وبالطبع لا توجد حياة مثالية بكل المعايير، فسكان هونزا يعانوا من العجز في الكهرباء ويضطرون أحيانا إلى إطفاء الأنوار لعدة أيام توفيرا للطاقة الكهربائية، كما يعانوا من انهيار السياحة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001.

كما أدى التصحر إلى نقص الحطب، لذلك وجب على العائلات أن تتجمع في فصل الشتاء في غرفة واحدة ليحصلوا على الدفء، وفقا لما أوردته الصحيفة الأمريكية.

وبالرغم من ذلك، فإن كريم أباد تعتبر النموذج الأكثر نجاحا الآن، لما يجب أن تكون المناطق الريفية في باكستان.. عندما يقبل السكان بدعم من المؤسسات الخيرية الدولية ولكنهم يقفوا بكل الحزم ضد التهديدات التي يشكلها التشدد.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان