لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مجلة أمريكية: سياسة مصر الأمنية قديمة.. والإرهاب صار تهمة مُعلبة للمعارضين

12:11 م الثلاثاء 28 يوليه 2015

اغتيال بركات

كتبت - هدى الشيمي و مروة فرج:

في الحادي عشر من يوليو الماضي، ظهرت علامة مقلقة تؤكد زيادة الإرهاب في مصر، وذلك بعد تبنى تنظيم داعش الهجوم على القنصلية الإيطالية في القاهرة، بعد انفجار سيارة النائب العام هشام بركات، في التاسع والعشرين من الشهر الماضي، ليتوفى عن عمر يناهز 65 عامًا، بعد توليه منصبه عام 2013، خلال فترة تعد الأكثر توترا في تاريخ مصر، وذلك بحسب ما ورد في مجلة فورين أفيرز الأمريكية.

قالت المجلة، إنه باغتيال بركات، ينضم لعشرات المسئولين المصريين، الذين قُتلوا أو حاولت بعض الجهات اغتيالهم خلال السنوات الأخيرة الماضية، ففي التاسع من سبتمبر عام 2013، نجا وزير الداخلية محمد إبراهيم من محاولة اغتيال مشابهة، عندما استهدف أحد التفجيريين الانتحاريين موكبه في مدينة نصر، بالإضافة لمحاولة اغتيال أعداد كبيرة من كبار الضباط في الشرطة والجيش، ورموز القضاء.

وأشارت إلى أن اغتيال بركات جاء بعد سلسلة من الهجمات الإرهابية على مصر، ولكنها على نطاق أصغر.

وفي الآونة الأخيرة، شهدت مصر موجة من حالات الاختفاء القسري؛ وفقا لجماعات حقوق الإنسان، التي رصدت أكثر من 100 حالة بين الشباب المصري خلال 2015، وكان نهجا مماثلا اتٌبع في التسعينات عندما اعتقل عشرات الاسلاميين وقبعوا في السجون فترة طويلة بعد انتهاء مدة عقوبتهم.

وتلفت فورين أفيرز الانتباه إلى أنه على الرغم من تغير طبيعة الإرهاب إلا أن تكتيكات الدولة ظلت كما هي، مع غياب أي استراتيجية واضحة المعالم لمكافحة الإرهاب، حيث عاد قادة مصر إلى تبني نفس الاستراتيجيات القديمة، وبدأوا بشن الحملات الشاملة التي تستهدف المتهمين بالإرهاب والناشطين المعارضين والصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان على حد سواء، وكان سبب القبض على عديدين منهم، دورهم في التأكيد على ضرورة التغيير نحو الديموقراطية قبيل ثورة 25 يناير 2011.

ووفقا لبيانات صادرة عن معهد التحرير لدراسات الشرق الأوسط، فإن متوسط العمليات الإرهابية التي حدثت مؤخرا اقترب من 120 عملية إرهابية في الشهر الواحد منذ بداية 2015، مقابل حوالي 30 عملية إرهابية في الشهر الواحد عام 2014.

وبحسب المجلة، فإن زيادة العمليات الإرهابية تتزامن مع ظهور الجماعات الإرهابية الصغيرة مع نهاية عام 2014، مثل العقاب الثوري، وحركة المقاومة الشعبية، موضحة أن مصر تعاني من موجة عنيفة منذ بداية التسعينيات، ففي تلك الفترة استهدف الإرهابيين القضاة.

وأوضحت أن جماعة ولاية سيناء، أحد فروع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، بدأت حملة جديدة لإبادة السلطة القضائية، قبل ساعات من اغتيال بركات، كما نشرت الجماعة مقطع فيديو لمقتل ثلاثة قضاة في شمال سيناء.

ووفقا للمجلة؛ فإن أغلب العمليات الإرهابية والاغتيالات في مصر خلال الستة أشهر الماضية، تمت على أيدي مجهولين، بحسب المجلة، كما أن ثلاث أرباع العمليات الإرهابية التي وقعت في مصر، لم تتحمل مسئوليتها أي جهة من الجهات.

ورأت المجلة الأمريكية أن اغتيال هشام بركات، يمثل تغيرا في طبيعة وشكل الهجمات الإرهابية في مصر، حيث تطورت عمليات الاغتيال، واستخدم الإرهابيين الرصاص والمدافع، بالإضافة لتغير المواقع التي تتم بها العمليات، والتي اقتصرت لفترة طويلة على شبه جزيرة سيناء فقط، إلا أنه بداية من عام 2014، خرج الإرهابيين من سيناء، ووصلوا إلى مختلف المناطق في مصر، وأغلبها يٌنفذ في القاهرة، وبعض محافظات مصر مثل الفيوم، وبني سويف.

منذ شهر يناير وحتى يونيو عام 2015، زادت العمليات الإرهابية بنسبة تصل لحوالي 400%، في شبه جزيرة سيناء، وفقا للمجلة، والتي أشارت إلى أن الإرهاب الآن اختلف تماما عما كان عليه فترة التسعينيات، فكانت جماعات صغيرة ليس لها أي داعم دولي، أما الآن احتضنت بعض الجماعات الإرهابية الدولية هذه العملية، مما يهدد أمن وسلامة وسياحة مصر، فأصبح هشام بركات أبرز الشخصيات، بعد اغتيال رفعت المحجوب عام 1990.

بعد الحملات الشرسة التي شنتها الدولة، هدأت الهجمات الإرهابية في البلاد لفترة، فقلت العمليات الجهادية الإرهابية، وخرج الجهاديين والإرهابيين منها، وانتقلوا لمناطق أخرى، إلا أن الجماعة الإسلامية انضمت مؤخرا لجماعة الجهاد الإسلامي، وأعلنت انضمامها لتنظيم القاعدة، تحت قيادة أيمن الظواهري، فاستمرت العمليات الإرهابية لفترة طويلة، حتى قيام ثورات الربيع العربي، وثورة يناير في مصر، فتوقفت العمليات الإرهابية، واعتقد البعض إنها لن تعود، على أمل التغيير الذي أحل بمجتمعهم.

كما اتسم إرهاب التسعينات بأن وقوده الأساسي كان الغضب المحلي ضد وحشية ممارسات الشرطة، وفقا للمجلة الأمريكية، إلا أن إرهاب اليوم لا يمكن أن نراه من نفس المنظور، فمشروع الجهاد العابر للحدود يتغذى بشكل أساسي على الصراعات المحلية.

ويحقق الإرهاب الدولي الانتشار لنفسه عن طريق دعم الجماعات المحلية بغض النظر عن أفكارها وسياستها، وفي المقابل تحقق الجماعات الخارجية مزيد من التعاطف تجاه الإرهاب بوصفه مشروع سياسي بديل أو طريقة أكثر سهولة للانتقام، بحسب المجلة الأمريكية.

وتذكر المجلة الأمريكية في تقريرها أنه في الماضي كانت كل دولة تحاول مواجهة الإرهاب على أراضيها في عزلة نسبية عما حولها، ولكن الآن أصبح العالم أكثر وعيا وإدراكا بأن مواجهة الإرهاب الدولي العابر للحدود يتطلب حلولا عالمية.

ومع مرور الوقت، تثبت هذه التكتيكات عدم فعاليتها، وأنها مجرد إجراءات فورية لإثبات أن زعماء الدول قادرين على اتخاذ إجراء ما، بدلا من لا شيء، نظرا لطبيعة الشبكات والتنظيمات الإرهابية داخل وخارج مصر، فإن الاعتقال وحالات الاختفاء القسري، تساهم في المزيد من العنف، وتحويل القضية لصراع بين الخير والشر.

بالإضافة إلى ذلك فإن الدعاية الاعلامية التي تدعم الحرب على الإرهاب قد يكون لها تأثيرها على المواطنين المحليين فقط، ولكنها لا تؤتي ثمارها في منع عبور الأفكار الإرهابية للحدود واعتناق عديدين لها من مختلف أنحاء العالم.

وترى المجلة الأمريكية أن الحل يكمن في إدراك طبيعة الإرهاب اليوم، وهو الأمر الذي يتطلب تدابير مضادة فعالة لا تتضمن فقط حملات لملاحقة الإرهابيين المعروفين إلى العدالة، ولكن أيضا إجراءات لمعالجة المظالم الاقتصادية والاجتماعية، وإلا فإن الحكومات تقوم بتوفير فرص مجانية للإرهابيين ليتمكنوا من تجنيد مزيد من العناصر.

كما يجب على العالم أن يؤمن بأنه لا يمكن اعتبار أمن مصر قضية معزولة، وفقا للمجلة، التي أشارت إلى أن الأمر قضية لها تأثيرها المباشر على المنطقة كلها، وأنه من الضروري النهوض بالمستوى الأمني لمصر وليس المستوى الاقتصادي فقط.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان