إعلان

داعش..صدمة أخلاقية وتهديد للاستقرار الهش للشرق الأوسط

01:04 م الثلاثاء 01 سبتمبر 2015

كتبت ـ مروة مصطفى:

هبطت أعمال داعش الوحشية مثل كوابيس بعيدة على الضمير المخدر للعالم الذي نعيش فيه، حيث كان لأول عملية قطع رؤوس أمريكيين قوة صادمة كبيرة، ولكن منذ ذلك الحين شهدنا وابلا من الأعمال الوحشية مثل اعدامات جماعية للمسيحيين وغيرهم من الجماعات، وكذلك الالقاء بمثلي الجنس من فوق أسطح المنازل، وتدمير الكنوز الأثرية القديمة، والاستخدام الروتيني للغاز السام، بحسب تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.

ولكن يبدو أن شيء ما كبير يحدث، وكأننا اكتشفنا بعض الثقب السري في حقبة تاريخية مختلفة، وكل ماتعلمناه عبر قرون مضت لايجدي نفعا.

نحن نشهد تغير كبير صادم على المستوى الأخلاقي، فالعبودية التي تعتبر من التاريخ القديم، تعود بها داعش مرة أخرى، حيث يتم عرض النساء اليزيديات للبيع، وحتى عمليات الاغتصاب تم تقنينها دينيا، رجال داعش يصلون بخشوع قبل وبعد قيامهم باغتصاب النساء، وتم اصدار كتب تتضمن فتاوي جنسية عن الاغتصاب لصغار الشباب المنضمين لداعش، ولا يفترض بكل ذلك أن يحدث في القرن الواحد والعشرين، بحسب الصحيفة الأمريكية نفسها.

وتضيف الصحيفة أن عدد من الخبراء الغربيين قاموا بدراسة الأمر بدقة، محاولين التوصل لسبب الكارثة الأخلاقية التي نشهدها اليوم، حيث يرى أحد الخبراء أن أكبر دليل على عدم قدرتنا على فهم هذه الكارثة هي انعدام قدرتنا على التنبؤ بتصرفات وتطورات داعش الوحشية، ففي كل مرة نعتقد أن داعش أظهرت أقصى ما لديها وصدمت العالم بآخر مستويات الوحشية وانعدام الانسانية، نجدها طورت مكامن قوتها ووحشيتها أكثر.

من جهة أخرى يرينا روس هاريسون في مقاله بمجلة ناشونال انترست الأمريكية كيف أن الثقب السري الى عصر أخلاقي داعشي مختلف يصاحبه ثقب سياسي مصمم على أخذ الشرق الأوسط إلى عصر جيواستراتيجي مختلف.

يضيف هاريسون أنه على مدى عقود عديدة ماضية كان الشرق الأوسط يتم تعريفه بالدول القومية، وكان المسيطر على العقل العربي هو مفهوم القومية، لكن هذه الدول القومية قد ضعفت في دول مثل مصر أو تم تدميرها في دول أخرى مثل العراق وسوريا، لم تعد القومية بعد ذلك أداة ناجحة في حشد العاطفة الشعبية أو تقدم سرد تاريخي مقنع.

ويؤكد الكاتب الأمريكي أن داعش نشأت في الأساس للقضاء على القومية، وانهاء حلم تأسيس قومية عربية موحدة، فهدف داعش الأساسي المحاولة المستمرة لتدمير الحدود بين الدول القومية، وتقويض حلم الهويات الوطنية، حتى أنها تدمر ذكريات الوطنية وما قبل الخلافة.

إلا أنه من المهم أن نسلط الضوء على أن العهد الاسلامي قبل ظهور النزعة القومية كان عصر رخاء وازدهار للعالم العربي- كما يقول هاريسون- في حين أن العصر اللاحق التي ظهرت فيه القومية العلمانية اتسم بالتراجع التراجع والسيطرة الأجنبية".

وتقدم داعش رسالتها الأساسية وهي اعادة احياء الخلافة، في حين أنها تستخدم الخلافة كأداة لتوسيع قاعدتها الأساسية خارج سوريا والعراق.

وتضيف نيويورك تايمز في نهاية تقريرها أن الوقت قد حان لنتوقف عن التقليل من قوة داعش والاستهانة بها معتبرين أنها عبارة عن مجموعة من الرجال الذين فقدوا عقولهم، فداعش عبارة عن تهديد سياسي وأخلاقي للاستقرار الهش الذي يتمتع به الشرق الأوسط الآن، وطالما امتلك التنظيم الأرض وتوسع فيها سيزدهر وينتشر اكثر.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان